أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (54)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب السابع : تربية المرأة أولاد زوجها تربية إسلامية والقيام على شؤونهم.

وهذا المطلب من أهم وظائف المرأة في بيت زوجها، فلا تقوم الحياة الأسرية الآمنة المطمئنة بدون هذه الوظيفة، ونصيب الأم في هذه الوظيفة أعظم من نصيب الأب، وقد أشار إلى ذلك حديث *** عمر المتقدم [انظر التمهيد في أول هذا المبحث] في رواية البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: "والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده".

ولا شك أن أو جب الرعاية وأهمها هي التربية الإيمانية السلوكية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبع ذلك الرعاية الجسمية، صحة وغذاء ونظافة، وغيرها.

ويدخل في ذلك أن تعين زوجها على تربية أولاده من غيرها، إذا ماتت أمهم، أو طلقت، وهم في سن يحتاجون فيها إلى الرعاية، وكذلك إخوانه الصغار، إذا كانوا بلا أم.

وقد شمل ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده " كما يدخل فيه بعض أقاربه الذين يجب أن يسعى هو في رعايتهم، كأمه العجوز وأبيه.

ومما يدل على ذلك حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، وفيه:
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل تزوجت بكرا أم ثيباً؟" قلت: تزوجت ثيباً. فقال: "هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك؟" قلت: يا رسول الله، توفي والدي، أو استشهد، ولي أخوات صغار، فكرهت أن أتزوج مثلهن، فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن، فتزوجت ثيبا لتقوم عليهم وتؤدبهن…" [البخاري (4/9-10) ومسلم (2/1087]

نعم. لا يجب على المرأة أن تقوم على أبناء زوجها من غيره، أو بعض أقاربه، إلا إذا كان شرط ذلك عليها وقبلت الشرط، ولكن ينبغي أن تقوم بذلك تطوعاً واختياراً، فإن لها في نساء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، في الصبر على خدمة أزواجهن التي قد تعاني المرأة منها شيئاً من المشقة، ولكنها تنال بذلك فائدتين:

الفائدة الأولى:
إرضاء ربها في خدمة زوجها وإعانته.

الفائدة الثانية:
إدخال الأمن والطمأنينة والراحة، والسرور والرضا على نفسه، وجلب ما يزيد المودة بينها وبينه.

فقد حفظ علي رضي الله عنه لزوجه وبنت عمه، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيامها بخدمته، وما عانت من تعب ومشقة في خدمته، فحكى ذلك للناس بعد وفاتها.

كما روى أبو الورد بن ثمامة، قال:
قال علي ل*** أعبد: " ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي؟" قلت: بلى. قال:" إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لو أتيتِ أباك فسألته خادماً؟ فأتته فوجدت عنده حداثاً، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: "ماكان حاجتك؟" وسكتت، فقلت: "أنا أحدثك يا رسول الله، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادماً يقيها حر ما هي فيه. قال: "اتقي الله يا فاطمة، وأدي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم." قالت: رضيت عن الله وعن رسوله. [البخاري (6/192-193 ) ومسلم (4/2091) والترمذي (5/477) وأبوداود (3/394)]

ويؤخذ من هذا الحديث – زيادة على ما ذكر من دلالته على قيام المرأة بخدمة زوجها -:
ذلك التوجيه النبوي العظيم، لولاة أمور المسلمين الذين تقع خزائن بيت المال تحت أيديهم، بأن لا يرخوا العنان ويفلتوا الزمام لقراباتهم في الاستمتاع الذي يصل إلى حد الترف والاستئثار بأموال الأمة التي قد لا يجد كثير من أفرادها وأسرها القوت الضروري الذي يبقي على حياتهم، ولا يجدون السكن ولا المركب.

فقد بلغ التوجيه النبوي أن يصبر أهله على ما يعانون من مشقة وشظف العيش، والاستعانة على ذلك الصبر بالإكثار من ذكر الله وعبادته، مع إيثار غيرهم من عامة الناس عليهم.

فأين هذا المعنى الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولاة الأمر من بعده، مما يلصقه أعداء الله وأعداء دينه بالإسلام من أنه يخدر الشعوب والكادحين، ليستمتع بخيرات الأرض ومرافق الدولة وكدح الكادحين الزعماء والملوك باسم هذا الدين؟! نعم يستغل الإسلام كثير من الزعماء، ولكن استغلالهم شيء، والإسلام شيء آخر.

فلا يجوز أن ينسب إلى الإسلام سوء تصرفات من يستغله، وهو من ذلك براء. فالعبرة بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته المطهرة، وما جرى عليه عمل خلفائه الراشدين ومن تبعهم بإحسان.

بارك الله فيك وجزاك الله خير

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (55)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الثامن: اعتراف المرأة بإحسان الزوج وعدم إنكار نعمته.

إن ما يقوم به الزوج من اكتساب الر** في خارج البيت، وما يعانيه من الإشراف على الأسرة داخل البيت ومحاولة التوفيق بين رغبات الأسرة المتنوعة، وكفاية المرأة في كثير من أمور الحياة، التي لو غاب عنها لأرهقتها وكلفتها شططا، وكذلك ما يقدمه من الإحسان إليها ، إن ذلك كله جدير بشكرها له واعترافها بنعمته.

واعتراف المحسن إليه بنعمة المحسن، يدخل عليه السرور، ويجعله يشعر بأن ما يبذله من خير يقع في مكانه اللائق به، وجحد النعمة يسيء إليه ويفقده الأمل في أن تثمر نعمته وإحسانه، وينزل به الغم، لأنه يشعر أن إحسانه مجحودة، ونعمته منكرة، فهي لم توضع في المكان اللائق بها.

ومع ذلك فيشرع في حقه الاستمرار في بذل الإحسان والنعمة. نعم. جزاؤه عند ربه وينبغي أن يقصد بذلك وجه الله ويطلب منه الثواب، ويصبر على ما يلقاه من جحود امرأته إحسانه ونعمته، وهي ستلقى جزاءها عند ربها.

ولهذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم النساء من كفران نعم أزواجهن، وذكر لهن الوعيد الشديد الذي ينلنه على ذلك.

كما في حديث *** عباس رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت النار، فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن ) قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ( يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: "ما رأيت منك خيرا قط." ) [البخاري (1/13) ومسلم (2/626)].

بارك الله فيك وجزاك الله خير

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (58)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الحادي عشر: مواساة الزوج وإدخال السرور عليه.

إن الرجل يتعرض للمتاعب والمعاناة، والاحتكاك بالناس، خارج المنزل، وقد يواجه مصاعب في أعماله، وعقبات في سبيله، فيغضب ويحزن، ويعود إلى البيت وهو مرهق – وقد يكون مكتئباً – فينبغي أن تستقبله المرأة ببشاشة وحنان، وأن تواسيه في مصائبه ومشكلاته، وأن تعينه على ما يحقق له الراحة والهدوء في منزله، ليظفر بالسكن والمودة والرحمة، وأن تعامله بالأسلوب المناسب لكل حالة من حالاته.

كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواساته، منذ بدأ الوحي ينزل عليه، إلى أن فارقت الحياة.

فقد روت عائشة، رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فاجأه الوحي: " فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، فقال: ( زملوني، زملوني ) حتى ذهب عنه الروع.

فقال لخديجة: – وأخبرها الخبر – : ( لقد خشيت على نفسي ).

فقالت خديجة:
كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وت**ب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق … ثم ذهبت به إلى *** عمها ورقة بن نوفل، فطمأنه صلى الله عليه وسلم" [البخاري: 1/3-4 ، ومسلم: 1/139-142]

ومن أروع الأمثلة على مواساة المرأة لزوجها ورعايتها له، ما صنعته أم سليم رضي الله عنها، مع زوجها أبي طلحة الأنصاري، رضي الله عنه، عندما مات *** لهما.

وهذه قصتهما، كما رواها أنس رضي الله عنه، قال:
"مات *** لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة ب***ه، حتى أكون أنا أحدثه.

قال: فجاء، فقربت إليه عشاءً، فأكل وشرب، فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أن قد شبع وأصاب منها.

قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟

قال: لا. قالت: فاحتسب ***ك. فغضب، وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني ب***ي!

فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( بارك الله لكما في غابر ليلتكما… )" [البخاري: 2/84، ومسلم: 4/1909]

بارك الله فيك وجزاك الله خير
شكرا على الموضوع

أثر التربية الإسلامية الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي الحلقة (73)

المطلب الرابع : ذكر الله في آذانهم عند ولادتهم.

شرع الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يكون أول صوت يقرع آذان الأولاد عند ولادتهم، هو ذكر الله الذي يغيظ عدو الله إبليس ويحصنهم منه، ويطمئنهم أن الذي خلقهم في أرحام أمهاتهم وحفظهم فيها بالغذاء وغيره وهو الله تعالى، هو معهم يرعاهم ويحفظهم، وهو أكبر من كل شيء وهو الإله الحق الذي لا يعبد سواه.

فالسنة أن يؤذن في آذانهم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع *** بنته الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم..

فقد روى أبو رافع رضي الله عنه، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة". [أبو داود (5/333) أحمد (6/9) والترمذي 4/97) وقال: هذا حديث حسن صحيح].

قال *** القيم، رحمه الله:
"وسر التأذين، والله أعلم، أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته [أي كلمات الأذان] المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.

وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه للمحنة التي قدرها وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.

وفيه معنى آخر، وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دين الإسلام وإلى عبادته، سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها، سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحكم". [تحفة المودود في أحكام المولود ص16].

قلت:
وقد صح أن الشيطان يهرب من الأذان..

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضِيَ النداء أقبل، حتى إذا ثُوِّب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: "اذكر كذا، اذكر كذا" لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ) [البخاري (1/151) ومسلم (1/291)].

وقد مضى أنه يشرع للرجل إذا أتى أهله، أن يذكر الله ويدعوه، ليجنبهما الشيطان، ويجنب الشيطان ما ر**هما، وأن ذلك لا يضره أبداً. [راجع المطلب الأول من هذا المبحث].

المطلب الخامس : إشعارهم باستمرار العناية بغذائهم وتمرينهم عليه.

إن الولد لما كان في رحم أمه، كان يأتيه غذاؤه في دمائها عن طريق الحبل السري، وما كان في حاجة إلى شيء يدخل في جوفه من فمه، وإذا خرج من رحم أمه انقطع عنه هذا الطريق السهل المنظم بالتنظيم الدقيق بقدرة خالقه، فأصبح في حاجة إلى وسيلة أخرى غير الحبل السري، الذي يقطع من سرته فور خروجه من رحم أمه.

والوسيلة الجديدة هي عن طريق فمه، ولهذا يتحول غذاؤه إلى ثديي أمه اللذين هيأهما الله له تهيئة تناسب مصهما بفمه.

وليس المقصود هنا بيان هذا الأمر، وإنما المقصود ما شرع الله تعالى بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم من تحنيك الطفل عند ولادته بشيء من التمر بعد مضغه وترطيبه، ولعل في ذلك – مع كونه سنة – ما يطمئن الطفل ويجعله آمناً على استمرار غذائه، والعناية به، وبخاصة تحنيكه بالتمر الذي ترتفع فيه نسبة الحلاوة التي يتلذذ بها الطفل، وفيه كذلك تمرين له على استعمال وسيلة غذائه الجديدة، وهي المص بالفم ليألفها.

روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها حملت بعبد الله *** ال**ير بمكة، قالت:
"فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت قباء، فولدت – بقباء، ثم أتيت به رسول الله رسوله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه، ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له وبرَّك عليه". [البخاري (6/216) ومسلم (3/1690)].

وكذلك حنك صلى الله عليه وسلم غلاماً لأبي طلحة، وسماه عبد الله. [البخاري (6/216) ومسلم (3/1689)].

قال الحافظ بن حجر، رحمه الله:
"والتحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي، ودَلْك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه". [الفتح (9/588)].

المطلب السادس : اختيار الاسم الحسن له.

إن اللفظ الحسن ترتاح له النفس ويستسيغه السمع، واللفظ السيئ لا يحب الإنسان أن يطرق سمعه ولا أن ينطق به، وإن الاسم الذي يختاره أبو المولود وأسرته له يلتصق به، ويصبح علماً عليه، وقد يصعب تغييره في كبره.

فإن كان الاسم حسناً محبباً، سر به المسمى عند كبره وأحب أن يدعى به، وسر به غيره – أيضاً – ممن يناديه به أو يسمعه، وإن كان قبيحاً ساءه سماعه حين يدعى به، وساء من يدعوه ومن يسمع النداء به، والمسمى لا ذنب له في ذلك، لأنه لم يختره لنفسه..

لذلك كان المشروع أن يختار له أهله الاسم الحسن الذي يسره ويسر غيره، وقد ظهر ذلك في عناية الله بتسمية بعض أنبيائه، وفي اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسمية بعض الأطفال عند ولادتهم، أو تغيير بعض الأسماء المكروهة.

قال تعالى لزكريا عليه السلام: (( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً )) [مريم:7 وراجع المطلب الثالث من هذا المبحث].

وسمى الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم "أحمد" وبشر به عيسى عليه السلام بهذا الاسم..

كما قال تعالى: (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )) [الصف:6].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء إليه بالمولود، فيحنكه ويدعو له ويسميه ويسأل عن اسمه، فإن رآه حسناً تركه، وإن لم يعجبه سماه، كما كان يغير أسماء الكبار إذا كانت قبيحة.

فقد ولدت أسماء بنت أبي بكر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ***ها وحنكه، وصلى عليه ـ أي دعا له ـ وسماه عبد الله. [راجع صحيح مسلم (3/1690) وما بعدها..].

وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم ب*** أبي طلحة رضي الله عنهما، حنكه وسماه عبد الله.. [سبق قريباً في آخر المطلب الخامس].

وجاء أبو أسيد رضي الله عنه بمولود له إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( ما اسمه؟ ) قال: فلان، قال: ( ولكن اسمه المنذر ). [البخاري (7/117) ومسلم (3/1692)].

وقدم جد سعيد بن المسيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ( ما اسمك؟ ) قال: اسمي حَزْن، قال: ( بل أنت سهل ) قال: ما أنا بمغير اسماً سمَّانيه أبي، قال *** المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد.. [البخاري (7/117) (و) وغير اسم "عاصية" إلى جميلة" [راجع صحيح مسلم (3/1686)].

وأمر بعض أصحابه أن يسمي ***ه عبد الرحمن.. [البخاري (7/116ـ117) ومسلم (3/1684)].

وروى *** عمر رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن ). [مسلم (3/1682) والترمذي (5/132)].

وروى أبو الدرداء رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم ). [أبو داود (5/236) وحسنه *** القيم في تحفة المودود في أحكام المولود ص66 وقد بسط في هذا الكتاب الكلام في هذا الباب فراجعه في ص 66ـ87].

بارك الله فيك وجزاك الله خير

( الحلقة 3 : قم إلى الصلاة أنا أصلي إذن أنا موجود ) 2024.

ويتردد نشيد الأذان في روعة ، يعلو ويعلو ، تجاوبه اصداء الزمان من جنبات الآفاق ، يهيب بالناس أن ينخلعوا من دنياهم للحظات ..
ليقبلوا خلالها بكلية قلوبهم على مولاهم الحق سبحانه ليعطر ارواحهم بنسيم السماء ، وأريج الجنة تسوقه إلى قلوبهم أنفاس الملائكة..

ويخيل إليك وأنت تتابع اصداء الأذان أن الكون كله في حالة إصغاء عجيبة لهذا الصوت الشجي الذي يهز السماء ..
بل قد تعرج روحك في لحظة صفاء درجة أخرى أعلى وارقى ..
فإذا هي تكاد تسمع همس الكون كله من حولها في أعقاب النداء الخالد ، يقول في نبرة مؤثرة حانية :

قم إلى الصلاة .. أما ترى كل شيء من حولك ، في حالة سجود بين يدي الله سبحانه طوعا أو كرها ..؟!
أما ترى أن كل شيء تمر به عيناك يشير لك في جلاء أنه مخلوق لله رب العالمين ، وهو يزيدك تعريفا بربه وربك كلما زدته تأملا وتدبرا ؟؟
أما ترى أن كل نعمة تهتف بك ، أنها من خزائنه وحده .. وأن كل آية تقول لك :

أبرزتني قدرة الله ، وهيأتني حكمته ، وجملني إبداعه ، وأخرجني إلى الوجود برحمته وحكمته ..!!
ومن ثم فلا تقع عيناك على شيء مما تمر به إلا وترى آية ، ودليل وبرهان ، يدفعك دفعا إلى الله ، ويشدك شدا إليه ..
بل يسمو بروحك إلى آفاق عالية راقية تحلق مع الملائكة الكرام ..

لترى من هناك أن كل شيء في حالة صلاة وسجود وتسبيح لله ، في مشهد كوني مهيب رهيب راائع ..

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ .. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ .. وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) ) ..

فلا تملك لحظتها إلا أن تهوي بقلبك ساجدا بين يدي الله وروحك تهتز ..
لكنها تكون سجدة عميقة ممتدة ، لا يقوم منها قلبك إلى قيام الساعة ..!

إن لم تكن ترى ذلك كله أو بعضه ..

فاعلم أنك لا تزال بحاجة إلى صقل مستمر ، وعملية جهاد لا هوادة فيها لنفسك الأمارة بالسوء ..
واعلم أنه ليس كمثل الصلاة __ فرائضها وكثرة نوافلها _
شيء يجعلك في حالة انسجام مع هذا الكون المسبح لله على مدار الساعة .. !
تجعلك الصلاة تشارك هذا الكون مهرجانه العجيب ..
تشاركه السجود .. وتشاركه التسبيح ، وتشاركه الصلاة .. كل بطريقته ..

فلا تزال تركع وتسجد وتقوم وتقعد في اللحظة التي يكون فيها الكون كله في حالة ركوع وسجود وتسبيح !!

إنها لحظات إشراق رائعة حين تستشعرها بقلبك وتجمع خلالها روحك ، لتستشعر هذه المعاني التي تهز القلب وتزكيه وتسمو به ..
فهل بعد هذه الروعة روعة .؟! وهل بعد هذا الجمال جمال ؟؟
وهل هناك سعادة يمكن أن تكون أعظم أو أروع أو أكبر من هذه السعادة القلبية التي يتراقص خلالها القلب وهو يستشعر هذه المعاني في لحظات الصلاة وهو بين يدي الله عز وجل ..؟؟

كلما نادى المنادي حي على الصلاة .. تذكر هذه المعاني ،
وقم بعملية تثوير لها في كل مرة .. ثم انهض مشمرا ،
حتى لا تتخلف عن ركب المسبحين الراكعين الساجدين ،
المتنافسين على بلوغ غاية السعادة ، وهم يستشعرون حقيقة عبوديتهم لله رب العالمين .
وهم يشاركون هذا الكون كله صلاته وتسبيحه ..

كن على وفاق مع إيقاعات هذا الكون كله وهو يترنم بذكر الله ،
وينشد بتنزيهه ، ويسجد بين يديه في خضوع وخشوع وإجلال ..

في اليوم الذي تقرر أن تكون فيه على وفقا مع هذا الكون في تحقيق العبودية لله ، يجعل الله هذا الكون معك ، وعونا لك ، وخادما مس*** بين يديك ، من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب ..

وفوق هذا ومع هذا ..
حين تكون منسجما مع هذا الكون ، وإياك أن تغرد خارج السرب ..
فإنك بالضرورة سوف تستشعر روعة ما أنت فيه ،
فكأنما أنت في مهرجان حافل بالحركة الموزونة ،
والأضواء السماوية الباهرة ، مهرجان من صنع الله تعالى ..

فتغدو لك في كل نظرة عبرة .. وفي كل لفظة ذكر وتسبيح ..
وفي كل مشهد عامل دفع يشدك إلى الله تعالى ..
يذكّرك بالله ، ويعاتبك على الغفلة عنه كلما غفلت ..!
كأنما يتف بك زاجرا لك : إلى أين …؟ الطريق من هاهنا !!

فإذا وصلت إلى هذه الآفاق _ وهي قريبة منك غير مستحيلة عليك _
تكون بذلك قد خرجت فعلا من ضيق الدنيا ، إلى سعة الدنيا والآخرة ..
وتحررت من إطار المادة إلى ما وراءها مما لا يدركه مطموسو البصيرة ..

بداية الرحلة وزادها ومددها : الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .
أما الفرائض فالمبادرة إليها ، والتشمير لها ..
وأما النوافل فالإكثار منها على قدر سعة وعائك ..

وتأمل الآن هذا الحديث لتعرف سر القصة كلها :
في الحديث القدسي فيما يرويه رسول الله عن رب العزة جل جلاله أنه قال
ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ..
ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى …… حتى أحبه ..
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ،
ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ..
ولئن سألني لأعطينه ، ولأن استعاذني لأعيذنه …..
أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..

لو تأملت هذا الحديث جيدا ،
لأدركت أن القضية فوق ما كنا نصف ، وأكبر مما كنا نتحدث عنه ..
ولكننا نقرب المسائل ليس إلا ..
وبالله التوفيق .. ومنه المدد والعون ..

نسأله سبحانه أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معاصيه ..
ومن طاعته ما يبلغنا به جنته ، ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم آمين .. وصلى الله وسلم على رسوله الكريم محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

بالفعل الاذان روعة هذا الزمان وإني لأغبط المؤذنين إذ هم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ولا يسمعه حجر ولا مدر إلا شفع لهم يوم القيامة…..واذا امعنا النظر نجد الكائنات وبخاصه العصافير والطيور تسبح لمولاه قبيل الاذان و عند الاذان تنصت له سبحان الله (تسبح له السموات والارض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفوراً
وفي الحديث القدسي ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى …… حتى أحبه

وكلنا يطلب حب الله
اللهم انا نسالك حبك و حب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك

بارك الله فيك يا بوعبدالرحمن ونفع بك وزادك علما وحرصا وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة

اخي بوعبد الرحمن

بارك الله فيك وجزاك الله الف خير

واحسنت في انتقاء الموضوع00واسال الله السميع العليم 00 ان يجعله ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي بو عبد الرحمن على الاسلوب الجميل في عرض موضوع مهم في حياتنا الدنيا والآخرة … واثابك الله الجنة …
بو عبد الرحمن بارك الله فيك وجزاك الله خير

الأخت الفاضلة / دنيا الوله
…………….. رعاك الله وحفظك

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
راائع والله هذا الجهد الذي تقومين به
أسأل الله أن يتقبل منا ومنك
وأن يغفر لنا ولك
وأن يبارك فينا وفيك
دعواتي لك بالتوفيق


…… sg111
…… رعاك الله وحماك من كل شر

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب
ولا مناقشة حساب
اللهم آمين
شكر الله لك هذه المتابعة وضاعف لك الأجر

معذرة لم أقل أخيب أو أختي .. لأن الأمر التبس عليّ
فآثرت السلااااااامة ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


الأخت الكريمة / وعــــود
…… حماك الله من شر كل ذي شر

جزاك المولى الكريم من فيض خزائنه حسنات مضاعفة
على حسن المتابعة ، وأسأل الله أن يبارك فيك
ويتقبل منا ومنك .. ويرضى عنا وعنك ..
اللهم آمين

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية – الأمن الأسري (48)

تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الأول: تعظيم حق الزوج على زوجته

وقد ورد في ذلك نصوص كثيرة منها حديث قيس بن سعد رضي الله عنه قال: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمر**ان لهم، فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمر**ان لهم، فأنت أحق أن يسجد لك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ ))

فقلت: لا.

فقال: (( لا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من حق )) [أبو داود (2/604-605)].

ومثله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)) [الترمذي (3/456) وقال: هذا حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه، وذكر أن تسعة من الصحابة رووه بهذا المعنى غير أبي هريرة. وقال المحشي على جامع الأصول (6/494) على حديث قيس: يشهد له الأحاديث التي قبله فهو حديث حسن .. وقال في حديث أبي هريرة: حديث صحيح له شواهد بمعناه].

ففي هذين الحديثين الشريفين وما جاء في معناهما بيان عظيم لحق الزوج على المرأة، وأنها يجب أن تجتهد في أداء حقوقه بكل ما تقدر عليه وأن تسعى لرضاه فيما لا معصية لله فيه، ومنه ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ممثلاً له بأفحش الذنوب، وهو عبادة غير الله، لأن السجود لا يجوز إلا له سبحانه.

إلا أنه لو فرض أنه يجوز أن يؤدى لأحد لكان الزوج جديراً به من قبل امرأته، لما له عليها من حق عظيم، وذلك لأن الزوج يعفّ امرأته ويكرمها ويجعلها ربة لبيته، لها منزلتها في الأسرة، يأتمنها على ماله وولده وعرضه، ويسعى في جلب الر** لها ولأولادها، ويدفع عنها وعنهم العوادي التي يقدر على دفعها، وغير ذلك مما تشعر معه المرأة بالراحة والأمن والاطمئنان.

بارك الله فيك وجزاك الله خير
شكرا لك يا أخت شوق.

حكم زواج المسلم بالكتابية الحلقة 2024.

حكم زواج المسلم بالكتابية (2)

[ هذه الحلقات من رسالة طبعت بهذا العنوان، وقد نفدت، ولشدة حاجة المسلمين، ولا سيما في الدول غير الإسلامية فضلت نشرها على حلقات. ]

تابع للمقدمة: عناية الإسلام بالأسرة

ولما كانت الأسرة هي نواة الأمة وأساسها، فقد عُنِيَ الإسلام بها عناية فائقة، تحفظ كيانها، وتجعلها متماسكة متجانسة، قوية الإيمان محكمة البناء، محاطة بقواعد متينة من أحكام دينه وآدابه، وذلك لا يتأتى إلا بزوجين صالحين، يختار كل منهما الآخر على أساس الدين والتقوى والخلق القويم، وبهما تبدأ الأسرة المسلمة الصالحة التي ترضي ربها، بأداء الحقوق والقيام بالواجبات، ومن ذلك التنشئة الصالحة على دين الله وطاعته.

الأسرة في بداية البعثة النبوية:

عندما نزل القرآن الكريم على رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين، كان للناس الذين بعث فيهم عادات ومعاملات يتعاطونها فيما بينهم، وكان المسلمون مرتبطين بالمجتمع الجاهلي ارتباطا أسريا واجتماعيا واقتصاديا، وكان من الصعوبة بمكان أ يطلب منهم فك ذلك الارتباط دفعة واحدة.

والله تعالى يعلم ما جبلت عليه النفوس من حب العوائد والتمسك بها والدفاع عنها، ويعلم تعالى أن التكليف بالأحكام الشرعية التي لم يألفها الناس، وأن السبيل إلى قبولهم ذلك التكليف – سواء كان بفعل لم يألفوه، أو بترك فعل قد ألفوه – إنما يكون بغرس الإيمان الصادق القوي بالله في قلوبهم، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته، والإيمان باليوم الآخر، فإذا ما ثبت ذلك في نفوسهم أذعنوا لأمر الله ونهيه وانقادوا، فأطاعوا الأمر، وتركوا النهي، طمعا في رضا الله تعالى.

ولهذا بدأ الإسلام بهذا الأساس، فنزل القرآن يدعو الناس إلى الإيمان بالغيب الذي يشمل الإيمان بالله تعالى وعبادته والإيمان برسوله وطاعته، وعدم طاعة كل من خالفه، والإيمان بالوحي المنزل من عند الله الذي هو منهج حياة البشر، والإيمان باليوم الآخر الذي فيه البعث والعرض والجزاء والحساب والثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار.

واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى هذا الأساس، وترك كل ما يخالفه ثلاثة عشر عاما، ولم يكن يدعو إلى أحكام شرعية أخرى إلا القليل منها مما يعتبر أصولا عامة للأحكام التفصيلية الكثيرة التي شُرِعت فيما بعد، ومن الآداب والأخلاق العامة التي اتفقت على حسنها الأمم، كالصدق والأمانة وصلة الأرحام.

لذلك كان الناس يتعاملون فيما بينهم بما ألفوا واعتادوا من عادات اجتماعية واقتصادية وغيرها.

ومن ذلك الزواج، فكان المسلم يتزوج الكافرة والمشركة، والكافر يتزوج المسلمة الطاهرة، وكانوا يشربون الخمر، ويأكلون لحم الميتة، ويتعاملون بالربا، ويتعاطون الميسر، وبقي كثير من تلك العادات والمعاملات على حالها، حتى هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.

وهناك صار للمسلمين أرض يعيشون عليها أعزة، جمع الله فيها كتيبتي الإسلام من المهاجرين و الأنصار، فأصبحوا قوة تتولى شئون الدولة الإسلامية الناشئة، ينفذون أمر الله.

وبدأ القرآن الكريم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بالأحكام الشرعية في تدرج إلى أن أكمل الله دينه الذي ارتضاه لنا.

بارك الله فيك وجزاك الله خير
أحسن الله إليك

الحلقة الرابعة من سلسلة أدب الحوار و أصوله . 2024.

آداب الحوار :
1- التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام :
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، ففي محكم التنزيل : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) . { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) .
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
فحق العاقل اللبيب طالب الحق ، أن ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .
ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68-69 ) .
وقوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24) . مع أن بطلانهم ظاهر ، وحجتهم داحضة .
ويلحق بهذا الأصل : تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن **ب القلوب مقدم على **ب المواقف . وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا ت**ب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَت القناعة العقلية . والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء . وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً . ومن أجل هذا فليحرص المحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛ بل إن صاحب الصوت العالي لم يَعْلُ صوته – في الغالب – إلا لضعف حجته وقلة بضاعته ، فيستر عجزه بالصراخ ويواري ضعفه بالعويل . وهدوء الصوت عنوان العقل والاتزان ، والفكر المنظم والنقد الموضوعي ، والثقة الواثقة .
على أن الإنسان قد يحتاج إلى التغيير من نبرات صوته حسب استدعاء المقام ونوع الأسلوب ، لينسجم الصوت مع المقام والأسلوب ، استفهامياً كان ، أو تقريرياً أو إنكارياً أو تعجبياً ، أو غير ذلك . مما يدفع الملل والسآمة ، ويُعين على إيصال الفكرة ، ويجدد التنبيه لدى المشاركين والمتابعين .
على أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر ؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد ، وطغى وظلم وعادى الحق ، وكابر مكابرة بيِّنة ، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة :
{ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } (العنكبوت: 46) .
{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم } (النساء: من الآية148)

ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز ، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه ، وتسفيه رأيه ؛ لأنه يمثل الباطل ، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً .
وقبل مغادرة هذه الفقرة من الأدب ، لا بد من الاشارة إلى ما ينبغي من العبد من استخدام ضمير المتكلم أفراداً أو جمعاً ؛ فلا يقول : فعلتُ وقلتُ ، وفي رأيي ، ودَرَسْنا ، وفي تجربتنا ؛ فهذا ثقيل في نفوس المتابعين ، وهو عنوان على الإعجاب بالنفس ، وقد يؤثر على الإخلاص وحسن القصد ، والناس تشمئز من المتعالم المتعالي ، ومن اللائق أن يبدلها بضمير الغيبة فيقول : يبدوا للدارس ، وتدل تجارب العاملين ، ويقول المختصون ، وفي رأي أهل الشأن ، ونحو ذلك .
وأخيرا فمن غاية الأدب واللباقة في القول وإدارة الحوار ألا يَفْتَرِضَ في صاحبه الذكاء المفرط ، فيكلمه بعبارات مختزلة ، وإشارات بعيدة ، ومن ثم فلا يفهم . كما لا يفترض فيه الغباء والسذاجة ، أو الجهل المطبق ؛ فيبالغ في شرح مالا يحتاج إلى شرح وتبسيط مالا يحتاج إلى بسط .
ولا شك أن الناس بين ذلك درجات في عقولهم وفهومهم ، فهذا عقله متسع بنفس رَحْبة ، وهذا ضيق العَطَنْ ، وآخر يميل إلى الأحوط في جانب التضييق ، وآخر يميل إلى التوسيع ، وهذه العقليات والمدارك تؤثر في فهم ما يقال . فذو العقل اللمّاح يستوعب ويفهم حرفية النص وفحواه ومراد المتكلم وما بين السطور ، وآخر دون ذلك بمسافات .
ولله الحكمة البالغة في اختلاف الناس في مخاطباتهم وفهومهم .

2- الالتزام بوقت محدد في الكلام :
ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثر بالكلام ، ويستطيل في الحديث ، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع .
يقول *** عقيل في كتابه فن الجدل : ( وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة ، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل ، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه ، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه ) .
وقال : ( وبعض الناس يفعل هذا تنبيهاً للحاضرين على فطنته وذكائه وليس في ذلك فضيلة إذ المعاني بعضها مرتبط ببعض وبعضها دليل على بعض ، وليس ذلك علم غيب ، أو زجراً صادقاً ، أو است***ج ضمير حتى يفتخر به ) ( 9 ) .
والطول والاعتدال في الحديث يختلف من ظرف إلى ظرف ومن حال إلى حال ، فالندوات والمؤتمرات تُحدَّد فيها فرص الكلام من قبل رئيس الجلسة ومدير الندوة ، فينبغي الإلتزام بذلك .
والندوات واللقاءات في المعسكرات والمنتزهات قد تقبل الإطالة أكثر من غيرها ، لتهيؤ المستمعين . وقد يختلف ظرف المسجد عن الجامعة أو دور التعليم الأخرى .

ومن المفيد أن تعلم ؛ أن أغلب أسباب الإطالة في الكلام ومقاطعة أحاديث الرجال يرجع إلى ما يلي :
1- إعجاب المرء بنفسه .
2- حبّ الشهرة والثناء .
3- ظنّ المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس .
4- قِلَّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم وظرفهم .
والذي يبدوا أن واحداً منها إذا استقر في نفوس السامعين كافٍ في صرفهم ،وصدودهم ، مللهم ، واستثقالهم لمحدِّثهم .
وأنت خبير بأن للسامع حدّاً من القدرة على التركيز والمتابعة إذا تجاوزها أصابه الملل ، وانتابه الشُّرود الذّهني . ويذكر بعضهم أن هذا الحد لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة .
ومن الخير للمتحدث أن يُنهي حديثه والناس متشوفة للمتابعة ، مستمتعة بالفائدة . هذا خير له من أن تنتظر الناس انتهاءه وقفل حديثه ، فالله المستعان .

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خير

بيان من وزارة الداخلية – انفجار فى الحلقة 2024.

حــــــــــلـــــــــــوة
بس أنا يوم شفت كلمة إنفجار, قلت خير اللهم إجعله خير… و الظاهر إنا نحن في زمن البيبسي و الكوكاكولا… أو زمن الرئيس بيبسي مثل ما قلت. لي رجاء أخير, ما تحرمنا من هذي الأخبار.

——–التوقيع——–
و في الليلة الظلماء يفتقد البدر

<FONT SIZE="1" FACE="Arial(Arabic)">[هذه المشاركة تم تعديلها بواسطة البدر (في 20-10-2000).]</font>

هاهاها ، ضحكتنا أضحك الله سنك خليجية

لا كله ولا السيد ابو صرّة خليجية

——–التوقيع——–

خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية

حللللوووووووووة منك على قد سنك … والله ما تخيلتها تطلع منك يا محب الجهاد خليجية !!

.. شهّيتنا يا أخي ..أطعمك الله من فاكهة الجنة..

——–التوقيع——–
" إن مــع العســر يســـــــراً "
اللهم دمر اليهود اللهم دمر اليهود اللهم دمر اليهود وأعوانهم ..اللهم أعز الإسلام والمسلمين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أخي الكريم / محب الجهاد ومحبوبه
ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها
خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية
أضحك الله سنك ، وضحك الله منك ،،
ومن ضحك الله منه فقد رحمه ..

——–التوقيع——–
أنا لي هدف أسمى أعلى
نفسي لا ترضى بالدون

بسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واليكم نشرة الأخبار لهذا اليوم موجز النشرة:

-انفجار بطيخة في سوق الخضار

-استقبال الرئيس ببسي بالرئيس ميرندا

-بيان من وزارة الداخلية

الأخبار بالتفصيل:

انفجرت بطيخة مساء أمس الأول في سوق الخضار مماأدى إلي مقتل خمسة عشر باذنجانة وجرح اكثر من خمسين كوسة0

ولقد اكتشف بعض أطفال اليوسف أفندي موقع الحادث وقاموا بإبلاغ عميد شرطة السيد أبو صرة

-استقبل الرئيس ببسي الرئيس ميرندا صباح اليوم في ثلاجته بالسوبر ماركت وذلك بعد وصوله مطار كولا

وكان في استقباله سيادة رئيس الوزراء السيد تيم والمحافظ شاني ووفد من كبار منتجات الواحة وجمع غفير من مواطني دولة سفن اب اللذين كانوا يرددون الشعار الوطني يا لذيذ يارايق

-بيان من وزارة الداخلية

اقدم المدعو برتقال السيد قشطه بالاعتداء على جارته الآنسة فراولة أناناس وذلك بأن قتلها طعنا بالسكين وقام المدعو بعد ذلك بتقطيع الجثة الى شرائح ألقاها في صحن ثم غطى وجهها بطبقة من الجلي والبسكويت التي أضاعت ملامح وجهها وبفضل من الله تمكنت سلطات الأمن من إلقاء القبض عليه متلبسا بجريمته الطعمة وبإحالته إلى الكفتريا الشرعية صدر بحقه الحكم الشرعي وصدق من طاولة الطعام وقد نفذ الحكم اليوم وذلك بتقطيعه الى قطع صغيرة متساوية ووضعه في الخلاط إلى أن يصبح عصيرا جاهزا للشرب .

——-((التوقيع))——–
((وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ))الاية (6)
العنكبوتaljehadlover@hotmail.com

<FONT SIZE="1" FACE="Arial(Arabic)">[هذه المشاركة تم تعديلها بواسطة محب الجهاد (في 20-10-2000).]</font>

يوميات عبووود الحلقة الأولى 2024.

<CENTER><EMBED SRC="http://www.r3sh.com/3aboood.swf" WIDTH="500" HEIGHT="300"><NOEMBED>Get Flash !</NOEMBED></EMBED></CENTER>
رووووووووووووووعه يا فوار خليجية

وبصراحه تضحـــــــــــــــــــــــــــــــــــك

بس تعال … متى الحلقه الثانيه 😀 😀