أثر التربية الإسلامية استقبال المولود 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي الحلقة (74)

المطلب السابع : إظهار شكر الله على هبتهم بالذبح عنهم والاحتفاء بهم..

جرت عادة الناس أن يحتفوا بالضيف، وكلما كان أكرم عندهم وأحب إليهم، زادوا في إكرامه، وهي سنة قديمة، ظهرت في كرم إبراهيم عليه السلام حين قدَّم عجله المحنوذ السمين لضيفه.

كما قال تعالى: (( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ )) [الذريات:24-27].

وقال تعالى: (( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ )) [هود:69].

وجاء في نصوص كثيرة، الحث على إكرام الضيف، بل منها ما دل على وجوب الضيافة، وما زال الناس يثنون على الكريم المضياف.. [راجع كت***ا: الإسلام وضرورات الحياة، الفصل الخامس ـ المبحث السابع: المثال الخامس: حق الضيافة].

وإن هذا الطفل الذي مر برحلة طويلة في عالم الرحم، في ظلمات ثلاث لا يرى نور الشمس، ولا يرى أمه، وهو في بطنها، ولا يرى أحد من أسرته، وهم كذلك يعيش بينهم ويأكل من طعامهم، ويشرب من شرابهم، وهم لا يرونه، لمدة تسعة أشهر في الغالب وقد تزيد وقد تنقص.

إن مجيئه لينضم إلى الأسرة التي طال انتظارها له، لأحق بالإكرام من غيره من الضيف الزائر الذين قد ألفوا الحياة وألفتهم، لأنه جاء ليكثر سواد الأسرة ويكون لبنة في بنائها، يقويها ويتعاون معها على تحقيق أهدافها، التي من أهمها تكثير النسل الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على إكرام هذا الضيف، شكراً لله على قدومه..

كما في حديث سلمان بن عامر الضبي، رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى ). [البخاري (6/217) وأبو داود (3/261)، والترمذي (4/97ـ97)].

وعن يوسف بن ماهك:
أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن، فسألوها عن العقيقة؟ فأخبرتهم أن عائشة رضي الله عنها أخبرتها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم: ( عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة ). [الترمذي (4/96ـ97) وقال: حديث عائشة حديث حسن صحيح].

وعن أم كرز الكعبية، رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة ). [أبو داود (3/257) والترمذي (4/98) وقال: هذا حديث حسن صحيح].

وعن سمرة، قال:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( الغلام مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم سابعه، ويسمى، ويحلق رأسه ). [الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود (3/259ـ260)].

وقد استدل بهذا الحديث من يرى وجوب الذبح عن الطفل.

قال *** القيم، رحمه الله:
"فالذبح عن الولد فيه معنى القربان والشكران والفداء والصدقة وإطعام الطعام، عند حوادث السرور العظام، شكراً لله وإظهاراً لنعمته التي هي غاية المقصود من النكاح، فإذا شرع الإطعام للنكاح الذي هو وسيلة إلى حصول هذه النعمة، فلأن يشرع عند الغاية المطلوبة، أولى وأحرى، وشرع بوصف الذبح المتضمن لما ذكرناه من الحكم.

فلا أحسن ولا أحلى في القلوب من مثل هذه الشريعة في المولود، وعلى نحو هذا جرت سنة الولائم في المناكح وغيرها، فإنها إظهار للفرح والسرور، بإقامة شرائع الإسلام، وخروج نسمة مسلمة يكاثر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمم يوم القيامة، تعبد الله ويراغم عدوه". [تحفة المودود في أحكام المولود ص40 وهو بيان لما ظهر له رحمه الله من حكمة الشارع في الأمر بالذبح عن الطفل].

المطلب الثامن : العناية بتنظيفهم وإزالة الأذى عنهم..

شرع أن يحلق رأس الطفل يوم سابعه، إيذاناً بالعناية به وإزالة ما يؤذيه، بل وشرع التصدق عنه بوزن شعر رأسه ذهباً أو فضة.. [راجع تحفة المودود ص57ـ59].

وكأن في ذلك إشارة إلى فدائه بالمال وعدم التفريط فيه، وأن شعر رأسه الذي يؤذيه بقاؤه فيحلقونه ليس رخيصاً عند أسرته، بل يوزن بالذهب الذي يحرص عليه الناس.

كما شرع ختانه، وهو من خصال الفطرة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال *** القيم، رحمه الله – بعد أن ذكر نصوص خصال الفطرة:
"وقد اشتركت خصال الفطرة في الطهارة والنظافة وأخذ الفضلات المستقذرة، التي يألفها الشيطان ويجاورها من بني آدم، وله بالغرلة اتصال واختصاص". [تحفة المودود ص94].

وقال في موضع آخر – بعد أن بين أن الختان من محاسن الشرائع التي شرعها الله لعباده -:
"هذا مع ما في الختان من الطهارة والنظافة والتزيين، وتحسين الخلقة وتعديل الشهوة، التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات، فالختان يعدلها، ولهذا تجد الأقلف من الرجال، والقلفاء من النساء، لا يشبع من الجماع… ولايخفى على ذي الحس السليم قبح الغرلة، وما في إزالتها من التحسين والتنظيف والتزيين". [المرجع السابق ص111، والمراد بالغرلة: غلفة الذكر من الجلدة التي تغطي الحشفة].

وفي هذا إشارة إلى العناية بنظافة الصبي وإزالة كل الأقذار والفضلات المؤذية له، ما دام غير قادر على قيامه بإزالته بنفسه، وبهذا يأمن الطفل من الأوساخ وما ينتج عنها من أوبئة وأمراض قد تودي بحياته.

المطلب التاسع : وجوب إرضاعه وكفالته حتى يستغني بنفسه..

قال تعالى: (( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) [البقرة:233].

لقد كان غذاء الطفل في رحم أمه يأتيه بلا اختيار منها ولا اختيار منه، عن طريق سرته التي ربط الله له بها حبلا يوصل إليه به ذلك الغذاء، وإذا كان على أمه حق له في فترة الحمل، فهو أن تتناول الغذاء المناسب ولا تهمل نفسها إهمالاً يؤدي إلى الإضرار به. كما أن على أبيه أن ينفق عليها نفقة تكفيها.

ولكنه عندما يتيسر سبيله، فيخرج من رحلة الرحم ليبدأ رحلة الأرض، ينقطع عنه ذلك الغذاء الاضطراري، ويجب على أبويه أن يقوما بإرضاعه: الأم ترضعه من لبنها الذي حوله الله إلى ثدييها، ليسهل على الطفل تناوله، والأب ينفق عليها ويكفيها بما تحتاج إليه، فإن فقد أبويه أو أحدهما، وجب ذلك على من يقوم مقامهما، إما من الأقارب، وإما من ولاة أمور المسلمين.

قال *** حزم، رحمه الله:
"والواجب على كل والدة، حرة كانت أو أمة، في عصمة زوج أو في ملك سيد، أو كانت خلواً منهما، لحق ولدها بالذي تولد من مائه أو لم يلحق، أن ترضع ولدها، أحبت أم كرهت، ولو أنها بنت الخليفة، وتجبر على ذلك، إلا أن تكون مطلقة.

فإن كانت مطلقة، لم تجبر على إرضاع ولدها من الذي طلقها، إلا أن تشاء هي، فلها ذلك، أحب أبوه أم كره، أحب الذي تزوجها بعده أم كره..

فإن تعاسرت هي وأبو الرضيع، أمر الوالد أن يسترضع لولده امرأة ولا بد، إلا أن لا يقبل الطفل غير ثديها، فتجبر حينئذ أحبت أم كرهت، أحب زوجها – إن كان لها – أم كره..

فإن مات أبو الرضيع أو أفلس، أو غاب بحيث لا يقدر عليه، أجبرت الأم على إرضاعه، إلا أن لا يكون لها لبن..

أو كان لها لبن يضر به، فإنه يسترضع له غيرها ويتبع الأب بذلك إن كان حياً وله مال". [المحلى (1/335) وما بعدها، وقد أطال في ذكر مذاهب الأئمة في وجوب رضاع الطفل على الأم، وبين أوجه استدلالهم، ورد ما خالف ما ذهب إليه..].

وتجب كفالة الطفل حتى يبلغ أشده ويقدر على القيام بمصالحه..

قال *** قدامة، رحمه الله:
"كفالة الطفل وحضانته واجبة، لأنه يهلك بتركه، فيجب حفظه عن الهلاك، كما يجب الإنفاق عليه وإنجاؤه من المهالك". [المغني (8/237)].

بارك الله فيك وجزاك الله خير

د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية العفو والسماحة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (88) الجزء الأول..

المبحث الثامن: العفو والسماحة ودفع السيئة بالحسنة..

للناس في تعامل بعضهم مع بعض ثلاث حالات:

الحالة الأولى:
التزام العدل، بحيث يأخذ كل منهم حقه كاملا، بلا زيادة ولا نقص، وهي مأمور بها أمر إيجاب، لمن عنده الحق إذا طلب صاحبه منه ذلك، ولم يتنازل عن شيء منه، وإذا لم يؤد ذلك كاملاً بل نقص منه شيئا يكون ظالما.

الحالة الثانية:
أن يأخذ بعضهم أكثر من حقه، بدون رضا صاحبه وهذا ظلم نهى الله تعالى عنه، والنصوص الواردة فيه من الكتاب والسنة كثيرة جداً.

الحالة الثالثة:
أن يتنازل بعضهم لبعض عن حقه برضا واختيار، وهذه الحالة هي حالة الإحسان، التي أمر الله بها مع العدل الذي هو الحالة الأولى، إلا أن الإحسان بهذا المعنى مأمور به أمر استحباب وليس أمر إيجاب، وهذا هو المراد بهذا المبحث.

ذكر بعضن الآيات الواردة في العفو والسماحة:

قال تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )). [الشورى: 39ـ43].

أثنى الله تعالى في هذه الآيات على من انتصر بعد ظلمه، أي بعد ظلم الظالم إياه، وقيد ذلك الانتصار الذي أثنى على صاحبه، بأن يكون متلبساً بالعدل: (( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ))..

وذكر سبحانه أن المنتصر من ظالمه لا سبيل لظالمه عليه؛ لأنه أخذ حقه منه، وهذا هو العدل وهو يبين الحالة الأولى، أي حالة التزام العدل.

وذم سبحانه وتعالى الظالمين البغاة الذين يعتدون على حقوق غيرهم وتوعدهم بعذابه الأليم في الآخرة..

كما أباح لمن ظلمه أن يأخذ حقه (( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) وهذا هو الظلم، وهو يبين الحالة الثانية.

وأثنى سبحانه وتعالى على من عفا وأصلح وغفر، فقال: (( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )) (( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )). وهذه تعني الحالة الثالثة..

وقد أورد بعض المفسرين إشكالاً في هذه الآيات من وجهين:

الوجه الأول:
أنه سبحانه ذكر قبل هذه الآيات ثناءه على من يغفر لغيره إذا ظلم: (( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ )) [الشورى:37].

وفي هذه الآيات أثنى على المنتصرين بقوله: (( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ )). وظاهره أن فيه تناقضاً.

الوجه الثاني:
أن النصوص الكثيرة دالة على أن العفو أفضل من الانتصار، وأجاب [يعني مورد الإشكال] بما حاصله: أن الانتصار ممدوح إذا كان الجاني جريئاً مصراً على ذنبه..

لأن في العفو عنه حينئذ إعانة له على الاستمرار في الذنب وإذلال المسلم، فلا بد من ردعه..

وأن العفو فيما عدا ذلك، كأن يصدر الذنب هفوة منه، ويكون في العفو عنه تسكين لفتنة الجاني وسبب لرجوعه عن ذنبه". [راجع التفسير الكبير للرازي (27/177) والجامع لأحكام القرآن (16/39)].

والظاهر أن الانتصار والعفو المذكورين في الآيات عامَّان في الناس كلهم:
المؤمنين منهم والكافرين، ما دام الحق الذي ينتصر له أو يعفى عن المعتدي فيه يتعلق بالشخص المعتدَى عليه ولم تنتهك فيه حرمات الله، وقد رجح هذا العموم *** جرير الطبري رحمه الله في تفسيره". [جامع البيان عن تأويل آي القرآن (25/37ـ41)].

وأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أصحابه والاستغفار لهم..

كما قال تعالى: (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )). [آل عمران: 159].

وأثنى سبحانه على المتصفين بالعفو عن الناس وكظم الغيظ وجعل تلك الصفة من الصفات التي يستحقون بها مغفرة الله وعفوه ودخول جنته.

كما قال تعالى: (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) [آل عمران: 133ـ134].

وحذر سبحانه وتعالى من بعض الأزواج والأولاد الذين يدأبون على معصية الله سبحانه وتعالى، ويجتهدون في إيقاع أزواجهم وآبائهم في معصية الله..

بسبب قرابتهم والتصاقهم بهم والشفقة والمحبة الطبيعية التي يستغلونها، فصاروا بذلك أعداء، كغيرهم ممن ليسوا بأزواج ولا أولاد، بل إن عداوتهم أشد، من عداوة غيرهم من الأجانب..

ومع ذلك حث الله تعالى على العفو عنهم والصفح، ورتب على ذلك مغفرته ورحمته لمن عفا وصفح، جزاء وفاقاً، فالتحذير من طاعتهم في معصية الله، والعفو عما يبدر منهم من إساءة على الزوج والأب أو الأم.

قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [التغ***:14].

ومن الآيات القرآنية الكريمة التي أنزلها الله تعالى، لتسمو بالمؤمن إلى أعلى درجات العفو والتسامح، تلك الآية التي نزلت في شأن أبي بكر الصديق و*** خالته مسطح بن أثاثة، الذي شارك في حديث الإفك الباطل..

فقد كان مسطح من فقراء المهاجرين، وكان أبو بكر، رضي الله عنه ينفق عليه لقرابته منه، فلما وقع حديث الإفك، وعلم أن مسطحاً كان من المتورطين فيه، حلف أن لا ينفق عليه أبد الدهر لظلمه ل***ته ووقوعه في عرضها.

فأنزل الله تعالى في ذلك: (( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [النور:22، وراجع الجامع لأحكام القرآن (12/207ـ209) في تفسير الآية].

بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيــك…
وإياكم.. إخوتي..

http://www.islam-u.comالجامعة الإسلامية المفتوحة لكل من يريد ان يدرس العلم الشرعى تم 2024.

بشرى لكل من يريد أن يدرس العلم الشرعى
الجامعة الإسلامية المفتوحة تم فتح باب القبول على مدار العام للتسجيل فى

دبلوم أو بكالوريوس أو ماجستير أودكتوراة وذلك بنظام التعليم المفتوح وفق التدرج فى العلم

من أهم مميزات الجامعة الإسلامية المفتوحة هي عدم التقيد بالحضور لأصحاب الأعمال والأشغال الذين لا يستطيعون التفرغ للدراسة النظامية، كذلك أنها توفر فرصة جيدة للتعليم الشرعي لخريجي الجامعات غير الشرعية، وكذلك لمن لا يوجد في بلادهم جامعات اسلاميةوكذلك من اراد أن يكمل دراسته الشرعية.

الموقع http://www.islam-u.com

1-التفسير وعلوم القرآن
2-الحديث وعلومة
3-العقيدة والتوحيد
4-الفقة والشريعة الإسلامية
5-التاريخ الإسلامى
6-اللغة العربية

وبذلك يمكن للجميع التسجيل والتعليم والإختبار والحصول على الشهادة

وذلك بنظام التعليم المفتوح للتسجيل http://www.islam-u.com

islamu.com@gmail.com

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

جزاك الله خيرا وبارك الرحمن فيك
جزاكم الله خيرا" ونفع الله بكم

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (55)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الثامن: اعتراف المرأة بإحسان الزوج وعدم إنكار نعمته.

إن ما يقوم به الزوج من اكتساب الر** في خارج البيت، وما يعانيه من الإشراف على الأسرة داخل البيت ومحاولة التوفيق بين رغبات الأسرة المتنوعة، وكفاية المرأة في كثير من أمور الحياة، التي لو غاب عنها لأرهقتها وكلفتها شططا، وكذلك ما يقدمه من الإحسان إليها ، إن ذلك كله جدير بشكرها له واعترافها بنعمته.

واعتراف المحسن إليه بنعمة المحسن، يدخل عليه السرور، ويجعله يشعر بأن ما يبذله من خير يقع في مكانه اللائق به، وجحد النعمة يسيء إليه ويفقده الأمل في أن تثمر نعمته وإحسانه، وينزل به الغم، لأنه يشعر أن إحسانه مجحودة، ونعمته منكرة، فهي لم توضع في المكان اللائق بها.

ومع ذلك فيشرع في حقه الاستمرار في بذل الإحسان والنعمة. نعم. جزاؤه عند ربه وينبغي أن يقصد بذلك وجه الله ويطلب منه الثواب، ويصبر على ما يلقاه من جحود امرأته إحسانه ونعمته، وهي ستلقى جزاءها عند ربها.

ولهذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم النساء من كفران نعم أزواجهن، وذكر لهن الوعيد الشديد الذي ينلنه على ذلك.

كما في حديث *** عباس رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت النار، فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن ) قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ( يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: "ما رأيت منك خيرا قط." ) [البخاري (1/13) ومسلم (2/626)].

بارك الله فيك وجزاك الله خير

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (54)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب السابع : تربية المرأة أولاد زوجها تربية إسلامية والقيام على شؤونهم.

وهذا المطلب من أهم وظائف المرأة في بيت زوجها، فلا تقوم الحياة الأسرية الآمنة المطمئنة بدون هذه الوظيفة، ونصيب الأم في هذه الوظيفة أعظم من نصيب الأب، وقد أشار إلى ذلك حديث *** عمر المتقدم [انظر التمهيد في أول هذا المبحث] في رواية البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: "والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده".

ولا شك أن أو جب الرعاية وأهمها هي التربية الإيمانية السلوكية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبع ذلك الرعاية الجسمية، صحة وغذاء ونظافة، وغيرها.

ويدخل في ذلك أن تعين زوجها على تربية أولاده من غيرها، إذا ماتت أمهم، أو طلقت، وهم في سن يحتاجون فيها إلى الرعاية، وكذلك إخوانه الصغار، إذا كانوا بلا أم.

وقد شمل ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده " كما يدخل فيه بعض أقاربه الذين يجب أن يسعى هو في رعايتهم، كأمه العجوز وأبيه.

ومما يدل على ذلك حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، وفيه:
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل تزوجت بكرا أم ثيباً؟" قلت: تزوجت ثيباً. فقال: "هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك؟" قلت: يا رسول الله، توفي والدي، أو استشهد، ولي أخوات صغار، فكرهت أن أتزوج مثلهن، فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن، فتزوجت ثيبا لتقوم عليهم وتؤدبهن…" [البخاري (4/9-10) ومسلم (2/1087]

نعم. لا يجب على المرأة أن تقوم على أبناء زوجها من غيره، أو بعض أقاربه، إلا إذا كان شرط ذلك عليها وقبلت الشرط، ولكن ينبغي أن تقوم بذلك تطوعاً واختياراً، فإن لها في نساء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، في الصبر على خدمة أزواجهن التي قد تعاني المرأة منها شيئاً من المشقة، ولكنها تنال بذلك فائدتين:

الفائدة الأولى:
إرضاء ربها في خدمة زوجها وإعانته.

الفائدة الثانية:
إدخال الأمن والطمأنينة والراحة، والسرور والرضا على نفسه، وجلب ما يزيد المودة بينها وبينه.

فقد حفظ علي رضي الله عنه لزوجه وبنت عمه، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيامها بخدمته، وما عانت من تعب ومشقة في خدمته، فحكى ذلك للناس بعد وفاتها.

كما روى أبو الورد بن ثمامة، قال:
قال علي ل*** أعبد: " ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي؟" قلت: بلى. قال:" إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لو أتيتِ أباك فسألته خادماً؟ فأتته فوجدت عنده حداثاً، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: "ماكان حاجتك؟" وسكتت، فقلت: "أنا أحدثك يا رسول الله، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادماً يقيها حر ما هي فيه. قال: "اتقي الله يا فاطمة، وأدي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم." قالت: رضيت عن الله وعن رسوله. [البخاري (6/192-193 ) ومسلم (4/2091) والترمذي (5/477) وأبوداود (3/394)]

ويؤخذ من هذا الحديث – زيادة على ما ذكر من دلالته على قيام المرأة بخدمة زوجها -:
ذلك التوجيه النبوي العظيم، لولاة أمور المسلمين الذين تقع خزائن بيت المال تحت أيديهم، بأن لا يرخوا العنان ويفلتوا الزمام لقراباتهم في الاستمتاع الذي يصل إلى حد الترف والاستئثار بأموال الأمة التي قد لا يجد كثير من أفرادها وأسرها القوت الضروري الذي يبقي على حياتهم، ولا يجدون السكن ولا المركب.

فقد بلغ التوجيه النبوي أن يصبر أهله على ما يعانون من مشقة وشظف العيش، والاستعانة على ذلك الصبر بالإكثار من ذكر الله وعبادته، مع إيثار غيرهم من عامة الناس عليهم.

فأين هذا المعنى الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولاة الأمر من بعده، مما يلصقه أعداء الله وأعداء دينه بالإسلام من أنه يخدر الشعوب والكادحين، ليستمتع بخيرات الأرض ومرافق الدولة وكدح الكادحين الزعماء والملوك باسم هذا الدين؟! نعم يستغل الإسلام كثير من الزعماء، ولكن استغلالهم شيء، والإسلام شيء آخر.

فلا يجوز أن ينسب إلى الإسلام سوء تصرفات من يستغله، وهو من ذلك براء. فالعبرة بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته المطهرة، وما جرى عليه عمل خلفائه الراشدين ومن تبعهم بإحسان.

بارك الله فيك وجزاك الله خير

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (58)

الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الحادي عشر: مواساة الزوج وإدخال السرور عليه.

إن الرجل يتعرض للمتاعب والمعاناة، والاحتكاك بالناس، خارج المنزل، وقد يواجه مصاعب في أعماله، وعقبات في سبيله، فيغضب ويحزن، ويعود إلى البيت وهو مرهق – وقد يكون مكتئباً – فينبغي أن تستقبله المرأة ببشاشة وحنان، وأن تواسيه في مصائبه ومشكلاته، وأن تعينه على ما يحقق له الراحة والهدوء في منزله، ليظفر بالسكن والمودة والرحمة، وأن تعامله بالأسلوب المناسب لكل حالة من حالاته.

كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواساته، منذ بدأ الوحي ينزل عليه، إلى أن فارقت الحياة.

فقد روت عائشة، رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فاجأه الوحي: " فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، فقال: ( زملوني، زملوني ) حتى ذهب عنه الروع.

فقال لخديجة: – وأخبرها الخبر – : ( لقد خشيت على نفسي ).

فقالت خديجة:
كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وت**ب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق … ثم ذهبت به إلى *** عمها ورقة بن نوفل، فطمأنه صلى الله عليه وسلم" [البخاري: 1/3-4 ، ومسلم: 1/139-142]

ومن أروع الأمثلة على مواساة المرأة لزوجها ورعايتها له، ما صنعته أم سليم رضي الله عنها، مع زوجها أبي طلحة الأنصاري، رضي الله عنه، عندما مات *** لهما.

وهذه قصتهما، كما رواها أنس رضي الله عنه، قال:
"مات *** لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة ب***ه، حتى أكون أنا أحدثه.

قال: فجاء، فقربت إليه عشاءً، فأكل وشرب، فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أن قد شبع وأصاب منها.

قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟

قال: لا. قالت: فاحتسب ***ك. فغضب، وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني ب***ي!

فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( بارك الله لكما في غابر ليلتكما… )" [البخاري: 2/84، ومسلم: 4/1909]

بارك الله فيك وجزاك الله خير
شكرا على الموضوع

دعوة للتبرع لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية 2024.

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) تقوم بحملة لجمع مليون دولار من اجل دعم أنشطة المجلس في توعية الشعب الأمريكي بصورة الإسلام والمسلمين الصحيحة و بالتالي فانني اتمني من الاخوة التبرع لمنظمة كير ولو بعشر دولارات :-

hhttps://www.cair-net.org/asp/donate.asp

أثر التربية الإسلامية الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي الحلقة (73)

المطلب الرابع : ذكر الله في آذانهم عند ولادتهم.

شرع الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يكون أول صوت يقرع آذان الأولاد عند ولادتهم، هو ذكر الله الذي يغيظ عدو الله إبليس ويحصنهم منه، ويطمئنهم أن الذي خلقهم في أرحام أمهاتهم وحفظهم فيها بالغذاء وغيره وهو الله تعالى، هو معهم يرعاهم ويحفظهم، وهو أكبر من كل شيء وهو الإله الحق الذي لا يعبد سواه.

فالسنة أن يؤذن في آذانهم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع *** بنته الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم..

فقد روى أبو رافع رضي الله عنه، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة". [أبو داود (5/333) أحمد (6/9) والترمذي 4/97) وقال: هذا حديث حسن صحيح].

قال *** القيم، رحمه الله:
"وسر التأذين، والله أعلم، أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته [أي كلمات الأذان] المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.

وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه للمحنة التي قدرها وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.

وفيه معنى آخر، وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دين الإسلام وإلى عبادته، سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها، سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحكم". [تحفة المودود في أحكام المولود ص16].

قلت:
وقد صح أن الشيطان يهرب من الأذان..

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضِيَ النداء أقبل، حتى إذا ثُوِّب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: "اذكر كذا، اذكر كذا" لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ) [البخاري (1/151) ومسلم (1/291)].

وقد مضى أنه يشرع للرجل إذا أتى أهله، أن يذكر الله ويدعوه، ليجنبهما الشيطان، ويجنب الشيطان ما ر**هما، وأن ذلك لا يضره أبداً. [راجع المطلب الأول من هذا المبحث].

المطلب الخامس : إشعارهم باستمرار العناية بغذائهم وتمرينهم عليه.

إن الولد لما كان في رحم أمه، كان يأتيه غذاؤه في دمائها عن طريق الحبل السري، وما كان في حاجة إلى شيء يدخل في جوفه من فمه، وإذا خرج من رحم أمه انقطع عنه هذا الطريق السهل المنظم بالتنظيم الدقيق بقدرة خالقه، فأصبح في حاجة إلى وسيلة أخرى غير الحبل السري، الذي يقطع من سرته فور خروجه من رحم أمه.

والوسيلة الجديدة هي عن طريق فمه، ولهذا يتحول غذاؤه إلى ثديي أمه اللذين هيأهما الله له تهيئة تناسب مصهما بفمه.

وليس المقصود هنا بيان هذا الأمر، وإنما المقصود ما شرع الله تعالى بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم من تحنيك الطفل عند ولادته بشيء من التمر بعد مضغه وترطيبه، ولعل في ذلك – مع كونه سنة – ما يطمئن الطفل ويجعله آمناً على استمرار غذائه، والعناية به، وبخاصة تحنيكه بالتمر الذي ترتفع فيه نسبة الحلاوة التي يتلذذ بها الطفل، وفيه كذلك تمرين له على استعمال وسيلة غذائه الجديدة، وهي المص بالفم ليألفها.

روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها حملت بعبد الله *** ال**ير بمكة، قالت:
"فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت قباء، فولدت – بقباء، ثم أتيت به رسول الله رسوله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه، ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له وبرَّك عليه". [البخاري (6/216) ومسلم (3/1690)].

وكذلك حنك صلى الله عليه وسلم غلاماً لأبي طلحة، وسماه عبد الله. [البخاري (6/216) ومسلم (3/1689)].

قال الحافظ بن حجر، رحمه الله:
"والتحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي، ودَلْك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه". [الفتح (9/588)].

المطلب السادس : اختيار الاسم الحسن له.

إن اللفظ الحسن ترتاح له النفس ويستسيغه السمع، واللفظ السيئ لا يحب الإنسان أن يطرق سمعه ولا أن ينطق به، وإن الاسم الذي يختاره أبو المولود وأسرته له يلتصق به، ويصبح علماً عليه، وقد يصعب تغييره في كبره.

فإن كان الاسم حسناً محبباً، سر به المسمى عند كبره وأحب أن يدعى به، وسر به غيره – أيضاً – ممن يناديه به أو يسمعه، وإن كان قبيحاً ساءه سماعه حين يدعى به، وساء من يدعوه ومن يسمع النداء به، والمسمى لا ذنب له في ذلك، لأنه لم يختره لنفسه..

لذلك كان المشروع أن يختار له أهله الاسم الحسن الذي يسره ويسر غيره، وقد ظهر ذلك في عناية الله بتسمية بعض أنبيائه، وفي اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسمية بعض الأطفال عند ولادتهم، أو تغيير بعض الأسماء المكروهة.

قال تعالى لزكريا عليه السلام: (( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً )) [مريم:7 وراجع المطلب الثالث من هذا المبحث].

وسمى الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم "أحمد" وبشر به عيسى عليه السلام بهذا الاسم..

كما قال تعالى: (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )) [الصف:6].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء إليه بالمولود، فيحنكه ويدعو له ويسميه ويسأل عن اسمه، فإن رآه حسناً تركه، وإن لم يعجبه سماه، كما كان يغير أسماء الكبار إذا كانت قبيحة.

فقد ولدت أسماء بنت أبي بكر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ***ها وحنكه، وصلى عليه ـ أي دعا له ـ وسماه عبد الله. [راجع صحيح مسلم (3/1690) وما بعدها..].

وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم ب*** أبي طلحة رضي الله عنهما، حنكه وسماه عبد الله.. [سبق قريباً في آخر المطلب الخامس].

وجاء أبو أسيد رضي الله عنه بمولود له إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( ما اسمه؟ ) قال: فلان، قال: ( ولكن اسمه المنذر ). [البخاري (7/117) ومسلم (3/1692)].

وقدم جد سعيد بن المسيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ( ما اسمك؟ ) قال: اسمي حَزْن، قال: ( بل أنت سهل ) قال: ما أنا بمغير اسماً سمَّانيه أبي، قال *** المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد.. [البخاري (7/117) (و) وغير اسم "عاصية" إلى جميلة" [راجع صحيح مسلم (3/1686)].

وأمر بعض أصحابه أن يسمي ***ه عبد الرحمن.. [البخاري (7/116ـ117) ومسلم (3/1684)].

وروى *** عمر رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن ). [مسلم (3/1682) والترمذي (5/132)].

وروى أبو الدرداء رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم ). [أبو داود (5/236) وحسنه *** القيم في تحفة المودود في أحكام المولود ص66 وقد بسط في هذا الكتاب الكلام في هذا الباب فراجعه في ص 66ـ87].

بارك الله فيك وجزاك الله خير

شدوا رحالكم إلى البلدان الإسلامية 2024.

شدوا رحالكم إلى البلدان الإسلامية.

اقترب وقت الإجازة الصيفية… وبدأ الناس يخططون لرحلاتهم، على تنوع أهدافهم في ذلك… ولا نريد الدخول في التفاصيل… ولكنا نذكر إخواننا المسلمين بأمرين:

الأمر الأول:
الاستفادة من الأسفار فيما هو مشروع: أداء واجب، أو مندوب، أو التمتع بمباح لا يخالف شرع الله…

وقد نبه على هذا الأمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في دعاء السفر العظيم الذي يسن للمسلم أن يدعو به عند خروجه من بلدته.

وينبغي للمسلم أن يتأمل ألفاظ هذا الحديث، ويحاول الفوز بمضمونه، ففيه من الآداب ما يجدر بالمسلم الالتزام والتمسك بها، وبخاصة المسافر الذي يترك وطنه وأسرته ومجتمعه، ويصبح بعيدا عن أعين من كان يحترم آدابهم وعاداتهم وأخلاقهم، مختلطا بمجتمع آخر ليس فيه قيود في الآداب والحلال والحرام.

لا يمنعه من ارتكاب الآثام إلا الرقابة الذاتية التي تملأ قلبه حبا لله وطاعة له، وخوفا منه وبعدا عن معصيته: ((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )) (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك ) .

وفي الحديث كذلك طلب التحصين من الشر الذي يخاف المسلم أن يلحقه في سفره، أو يلحق أهله في غيابه.

ويكفي أن أذكر الحديث، بدون تعليق، فهو واضح لمن تدبره، وواعظ لمن اتعظ بأدب الإسلام:

فقد روى *** عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم، قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى.

اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده.

اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل.

اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل.

وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) [صحيح مسلم: (2/978]

الأمر الثاني:
أذكر المسلمين بعدوهم الذي استذلهم، واعتدى على كرامتهم، ونصر المغتصبين اليهود بالمال والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية والسلاح بكل أنواعه، للاعتداء على إخواننا المسلمين في فلسطين، إنه الإدارة الأمريكية التي لا تزال تشن غارتها على بلدان الإسلام في العالم كله…. وهذا الأمر واضح لا أريد الآن الدخول في تفاصيله، فالواقع يغني عن الكلام.

لقد أصاب هذا العدو ما أصابه من ضرر المقاطعة الشعبية، وإن كانت قليلة جدا إذا قارناها بالأضرار التي ألحقتها أمريكا بالمسلمين، ولكن هذه المقاطعة أقضت مضجعه، وهو في غاية الخوف من استمرارها وتوسعها….

ولهذا بدأ يغازل الشعوب الإسلامية طالبا منها حزم حقائبها في الإجازة الصيفية إلى بلده، الذي أهان فيها الأبرياء بمجرد الاشتباه الكاذب، ولا زال كثير منهم في سجونه ومعتقلاته، وتحت استجواب مخابراته وإهاناتهم….

وهو يهين المسلمين في مطاراته داخلين أو خارجين منها، ويقوم بتفتيش أمتعتهم تفتيشا إهانة وإذلال، ومخابراته تستجوب المسافرين وتحقق معهم، وكأن الأصل في كل عربي ومسلم هو الشك والتهمة، حتى تثبت براءته وليس الع**.

ومع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رغبتها في سفر العرب إلى بلادها، فقد تبين من الإعلان نفسه، أن المسافر سينتظر خمسة أسابيع على الأقل حتى يحصل على التأشيرة، بعد البحث والتحقيق في شأنه، هل هو جدير بالتأشيرة أولا؟

ويبدو أن الضابط للذي يستحق التأشيرة هو ما أعلنه الرئيس بوش في أول الحملة الظالمة على البلدان الإسلامية: (من لم يكن معنا فهو ضدنا!)

( http://www.ksatoday.com/)

فيا أمة الإسلام قاطعوا العدو المعتدي على عزتكم وكرامتكم… قاطعوا السفر إلى أمريكا وبريطانيا، وأي دولة تساند اليهود على الشعب الفلسطيني المسلم، حرام عليكم إنفاق أموالكم للمؤسسات اليهودية… في إقاماتكم وتنقلاتكم وأكلكم وشربكم، وشراء هداياكم.

وشدوا رحالكم – إن كان لا بد من شد الرحال إلى خارج بلدانكم – إلى البلدان الإسلامية، وكثير منها ذات جمال خلاب… من غابات وأنهار، وبحار… وجبال شاهقة، ووسائل نقل مريحة… وآثار … وجامعات ومساجد… ومؤسسات خيرية… وفنادق ممتازة…. تغنيكم عن السفر إلى بلدان الغرب…

سافروا إلى ماليزيا… أو إلى إندونيسيا… أو إلى تركيا.. أو إلى دول المغرب… واهجروا السفر إلى أمريكا… أشعروا الأمريكيين بأنكم أهل عزة وكرامة… لا تقبلون الذل والإهانات من حكومتهم… وأشعروا إخوانكم في فلسطين أنكم لا تعينون اليهود عليهم بأموالكم… اللهم إني قد بلغت… فهل من مستجيب؟

أبشروا واستمروا…
http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle16.shtml

http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle82.shtml

مطاعم أمريكية ترفع أعلام فلسطين!

http://alsaha.fares.net/sahat?14@140.eysNb7rRpBj^0@.ef1853e/1

http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle38.shtml

http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle38.shtml

كويتيون يقاطعون أمريكا سياحيا

http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle46.shtml

فتوى علماء موريتانيا بوجوب مقاطعة اليهود والأمريكان:

http://www.islam-online.net/Arabic/n…rticle69.shtml

بارك الله فيك وجزاك الله ألف خير

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الحلقة 2024.

أثر التربية الإسلامية – الأمن الأسري (48)

تابع لحقوق الزوج على المرأة

المطلب الأول: تعظيم حق الزوج على زوجته

وقد ورد في ذلك نصوص كثيرة منها حديث قيس بن سعد رضي الله عنه قال: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمر**ان لهم، فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمر**ان لهم، فأنت أحق أن يسجد لك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ ))

فقلت: لا.

فقال: (( لا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من حق )) [أبو داود (2/604-605)].

ومثله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)) [الترمذي (3/456) وقال: هذا حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه، وذكر أن تسعة من الصحابة رووه بهذا المعنى غير أبي هريرة. وقال المحشي على جامع الأصول (6/494) على حديث قيس: يشهد له الأحاديث التي قبله فهو حديث حسن .. وقال في حديث أبي هريرة: حديث صحيح له شواهد بمعناه].

ففي هذين الحديثين الشريفين وما جاء في معناهما بيان عظيم لحق الزوج على المرأة، وأنها يجب أن تجتهد في أداء حقوقه بكل ما تقدر عليه وأن تسعى لرضاه فيما لا معصية لله فيه، ومنه ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ممثلاً له بأفحش الذنوب، وهو عبادة غير الله، لأن السجود لا يجوز إلا له سبحانه.

إلا أنه لو فرض أنه يجوز أن يؤدى لأحد لكان الزوج جديراً به من قبل امرأته، لما له عليها من حق عظيم، وذلك لأن الزوج يعفّ امرأته ويكرمها ويجعلها ربة لبيته، لها منزلتها في الأسرة، يأتمنها على ماله وولده وعرضه، ويسعى في جلب الر** لها ولأولادها، ويدفع عنها وعنهم العوادي التي يقدر على دفعها، وغير ذلك مما تشعر معه المرأة بالراحة والأمن والاطمئنان.

بارك الله فيك وجزاك الله خير
شكرا لك يا أخت شوق.