( الحلقة 3 : قم إلى الصلاة أنا أصلي إذن أنا موجود ) 2024.

ويتردد نشيد الأذان في روعة ، يعلو ويعلو ، تجاوبه اصداء الزمان من جنبات الآفاق ، يهيب بالناس أن ينخلعوا من دنياهم للحظات ..
ليقبلوا خلالها بكلية قلوبهم على مولاهم الحق سبحانه ليعطر ارواحهم بنسيم السماء ، وأريج الجنة تسوقه إلى قلوبهم أنفاس الملائكة..

ويخيل إليك وأنت تتابع اصداء الأذان أن الكون كله في حالة إصغاء عجيبة لهذا الصوت الشجي الذي يهز السماء ..
بل قد تعرج روحك في لحظة صفاء درجة أخرى أعلى وارقى ..
فإذا هي تكاد تسمع همس الكون كله من حولها في أعقاب النداء الخالد ، يقول في نبرة مؤثرة حانية :

قم إلى الصلاة .. أما ترى كل شيء من حولك ، في حالة سجود بين يدي الله سبحانه طوعا أو كرها ..؟!
أما ترى أن كل شيء تمر به عيناك يشير لك في جلاء أنه مخلوق لله رب العالمين ، وهو يزيدك تعريفا بربه وربك كلما زدته تأملا وتدبرا ؟؟
أما ترى أن كل نعمة تهتف بك ، أنها من خزائنه وحده .. وأن كل آية تقول لك :

أبرزتني قدرة الله ، وهيأتني حكمته ، وجملني إبداعه ، وأخرجني إلى الوجود برحمته وحكمته ..!!
ومن ثم فلا تقع عيناك على شيء مما تمر به إلا وترى آية ، ودليل وبرهان ، يدفعك دفعا إلى الله ، ويشدك شدا إليه ..
بل يسمو بروحك إلى آفاق عالية راقية تحلق مع الملائكة الكرام ..

لترى من هناك أن كل شيء في حالة صلاة وسجود وتسبيح لله ، في مشهد كوني مهيب رهيب راائع ..

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ .. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ .. وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) ) ..

فلا تملك لحظتها إلا أن تهوي بقلبك ساجدا بين يدي الله وروحك تهتز ..
لكنها تكون سجدة عميقة ممتدة ، لا يقوم منها قلبك إلى قيام الساعة ..!

إن لم تكن ترى ذلك كله أو بعضه ..

فاعلم أنك لا تزال بحاجة إلى صقل مستمر ، وعملية جهاد لا هوادة فيها لنفسك الأمارة بالسوء ..
واعلم أنه ليس كمثل الصلاة __ فرائضها وكثرة نوافلها _
شيء يجعلك في حالة انسجام مع هذا الكون المسبح لله على مدار الساعة .. !
تجعلك الصلاة تشارك هذا الكون مهرجانه العجيب ..
تشاركه السجود .. وتشاركه التسبيح ، وتشاركه الصلاة .. كل بطريقته ..

فلا تزال تركع وتسجد وتقوم وتقعد في اللحظة التي يكون فيها الكون كله في حالة ركوع وسجود وتسبيح !!

إنها لحظات إشراق رائعة حين تستشعرها بقلبك وتجمع خلالها روحك ، لتستشعر هذه المعاني التي تهز القلب وتزكيه وتسمو به ..
فهل بعد هذه الروعة روعة .؟! وهل بعد هذا الجمال جمال ؟؟
وهل هناك سعادة يمكن أن تكون أعظم أو أروع أو أكبر من هذه السعادة القلبية التي يتراقص خلالها القلب وهو يستشعر هذه المعاني في لحظات الصلاة وهو بين يدي الله عز وجل ..؟؟

كلما نادى المنادي حي على الصلاة .. تذكر هذه المعاني ،
وقم بعملية تثوير لها في كل مرة .. ثم انهض مشمرا ،
حتى لا تتخلف عن ركب المسبحين الراكعين الساجدين ،
المتنافسين على بلوغ غاية السعادة ، وهم يستشعرون حقيقة عبوديتهم لله رب العالمين .
وهم يشاركون هذا الكون كله صلاته وتسبيحه ..

كن على وفاق مع إيقاعات هذا الكون كله وهو يترنم بذكر الله ،
وينشد بتنزيهه ، ويسجد بين يديه في خضوع وخشوع وإجلال ..

في اليوم الذي تقرر أن تكون فيه على وفقا مع هذا الكون في تحقيق العبودية لله ، يجعل الله هذا الكون معك ، وعونا لك ، وخادما مس*** بين يديك ، من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب ..

وفوق هذا ومع هذا ..
حين تكون منسجما مع هذا الكون ، وإياك أن تغرد خارج السرب ..
فإنك بالضرورة سوف تستشعر روعة ما أنت فيه ،
فكأنما أنت في مهرجان حافل بالحركة الموزونة ،
والأضواء السماوية الباهرة ، مهرجان من صنع الله تعالى ..

فتغدو لك في كل نظرة عبرة .. وفي كل لفظة ذكر وتسبيح ..
وفي كل مشهد عامل دفع يشدك إلى الله تعالى ..
يذكّرك بالله ، ويعاتبك على الغفلة عنه كلما غفلت ..!
كأنما يتف بك زاجرا لك : إلى أين …؟ الطريق من هاهنا !!

فإذا وصلت إلى هذه الآفاق _ وهي قريبة منك غير مستحيلة عليك _
تكون بذلك قد خرجت فعلا من ضيق الدنيا ، إلى سعة الدنيا والآخرة ..
وتحررت من إطار المادة إلى ما وراءها مما لا يدركه مطموسو البصيرة ..

بداية الرحلة وزادها ومددها : الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .
أما الفرائض فالمبادرة إليها ، والتشمير لها ..
وأما النوافل فالإكثار منها على قدر سعة وعائك ..

وتأمل الآن هذا الحديث لتعرف سر القصة كلها :
في الحديث القدسي فيما يرويه رسول الله عن رب العزة جل جلاله أنه قال
ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ..
ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى …… حتى أحبه ..
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ،
ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ..
ولئن سألني لأعطينه ، ولأن استعاذني لأعيذنه …..
أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..

لو تأملت هذا الحديث جيدا ،
لأدركت أن القضية فوق ما كنا نصف ، وأكبر مما كنا نتحدث عنه ..
ولكننا نقرب المسائل ليس إلا ..
وبالله التوفيق .. ومنه المدد والعون ..

نسأله سبحانه أن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معاصيه ..
ومن طاعته ما يبلغنا به جنته ، ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم آمين .. وصلى الله وسلم على رسوله الكريم محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

بالفعل الاذان روعة هذا الزمان وإني لأغبط المؤذنين إذ هم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ولا يسمعه حجر ولا مدر إلا شفع لهم يوم القيامة…..واذا امعنا النظر نجد الكائنات وبخاصه العصافير والطيور تسبح لمولاه قبيل الاذان و عند الاذان تنصت له سبحان الله (تسبح له السموات والارض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفوراً
وفي الحديث القدسي ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى …… حتى أحبه

وكلنا يطلب حب الله
اللهم انا نسالك حبك و حب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك

بارك الله فيك يا بوعبدالرحمن ونفع بك وزادك علما وحرصا وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة

اخي بوعبد الرحمن

بارك الله فيك وجزاك الله الف خير

واحسنت في انتقاء الموضوع00واسال الله السميع العليم 00 ان يجعله ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي بو عبد الرحمن على الاسلوب الجميل في عرض موضوع مهم في حياتنا الدنيا والآخرة … واثابك الله الجنة …
بو عبد الرحمن بارك الله فيك وجزاك الله خير

الأخت الفاضلة / دنيا الوله
…………….. رعاك الله وحفظك

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
راائع والله هذا الجهد الذي تقومين به
أسأل الله أن يتقبل منا ومنك
وأن يغفر لنا ولك
وأن يبارك فينا وفيك
دعواتي لك بالتوفيق


…… sg111
…… رعاك الله وحماك من كل شر

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب
ولا مناقشة حساب
اللهم آمين
شكر الله لك هذه المتابعة وضاعف لك الأجر

معذرة لم أقل أخيب أو أختي .. لأن الأمر التبس عليّ
فآثرت السلااااااامة ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


الأخت الكريمة / وعــــود
…… حماك الله من شر كل ذي شر

جزاك المولى الكريم من فيض خزائنه حسنات مضاعفة
على حسن المتابعة ، وأسأل الله أن يبارك فيك
ويتقبل منا ومنك .. ويرضى عنا وعنك ..
اللهم آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.