وقد حدثت في أواخر شهر سبتمبر عام 2000 ظاهرة عجيبة لأكثر من 100 سيدة من مدينة سانتا كروز في ولاية كاليفورنيا، حيث اتصلت طبيبة أمراض جلدية بمجلس الصحة بالمدينة بعد أن بدأ يتوافد على عيادتها عدد من المريضات المصابات بمرض جلدي نتج عنه حدوث دمامل على الأرجل، وقامت الطبيبة بإخبار المسؤولين بأن هؤلاء المريضات جميعا تلقين عناية بالقدمين في أحد الصالونات المخصصة لذلك، والذي استخدم نوعا من الكراسي المتحركة الخاصة، حيث تجلس ال**ونة وتضع رجليها في ما يشبه وعاء الغسيل، وتغطي المياه رجليها إلى ما تحت الركبتين تقريبا، وقد استدعى المجلس الصحي بالمدينة أحد الخبراء في عالم الأوبئة في ولاية كاليفورنيا من أجل إجراء تحقيق في تلك القضية، حيث شكل الخبير فريقا من المختصين لإجراء التحقيقات اللازمة، وأوضح الخبير أنه قام بزيارة الصالون وأجرى مراجعة لما يتم اتخاذه من إجراءات على الطبيعة، وفحص أرجل السيدات المريضات، بالإضافة إلى الكشف على المعدات التي تستخدم في الصالون، واتضح له أن بعض هذه المعدات لم يتم تنظيفها قط، إضافة إلى تكون كميات غير قليلة من الشعر وبقايا الجلد والمواد العضوية داخل الفلاتر التي تستخدم في عمليات التنظيف.
وكشفت الاختبارات المعلنة عن وجود كميات ضخمة من بكتيريا (Mycobacteriuim Fortuitum) وهي جرثومة فطرية كانت موجودة في شاشات الفلاتر التي لم يتم تغييرها قط قبل ذلك، كما أنها هي نفسها التي وجدت في التقرحات الجلدية للمريضات، وهي عادة ما توجد بكميات صغيرة لا تنتج عنها مشكلات، وقد حدد فريق التحقيق نحو مائة سيدة ممن تعرضن للإصابة بالعدوى، وقالوا إن أيا منهن لم تمت ولم تدخل المستشفى، لكن بعضهن ما زلن يعالجن من تلك العدوى، وأشار فريق التحقيق إلى أن بعض هؤلاء المصابات قد يحتجن إلى إجراء عمليات تجميلية ولا سيما أولئك اللائي حدثت تشوهات كثيرة في أرجلهن.
وقد نصح المختصون خلال المؤتمر الطبي الذي عقد في إتلانتا ونشرت أبحاثه في مجلة نيو إنجلاند الطبية، بضرورة توخي الحذر قبل الذهاب إلى صالونات التجميل، سواء كان الغرض من ذلك هو العناية بالأظفار أو العناية بالقدمين، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار بالجلد أو التعرض لإصابات خطيرة
