العديد القطرية: من ذريعة إلى خديعة 2024.

على الطريق
العديد القطرية: من ذريعة إلى خديعة..
الأحد 18 أغسطس 2024 14:40

طلال سلمان

قبل عشر سنوات تماماً، وبغير مقدمات مفهومة، أعلنت حكومة قطر أنها تتعرض لهجوم عسكري سعودي يستهدف الاستيلاء على <<خور العديد>>، مما يقطع اتصالها البري بالإمارات العربية المتحدة، ويجعلها تحت حصار <<الشقيقة الكبرى>> وأطماعها ولا يبقى لها من منفذ إلا البحر الخليج.

وكالعادة هبّ وسطاء الخير لبذل مساعيهم الحميدة، خصوصاً أن الدوحة أبلغت العالم أن المهاجمين السعوديين قتلوا جنوداً قطريين في مركز <<الخفوس>> مما يهدد بانفجار كبير.

كان الرئيس المصري حسني مبارك في طليعة الوسطاء، وقد تنقل بين الرياض والدوحة مرة واثنتين، وشاركه في مساعيه كبار المسؤولين من دولة الإمارات، ثم توالى وصول الساعين بالخير من الشركاء في مجلس التعاون الخليجي الذي بدا، للحظة، وكأنه مهدد بالانهيار تحت أنقاض مركز <<الخفوس>>.

بعد ذلك بفترة وجيزة، وبرغم عودة الوئام، و<<المصالحة>> التي عادت فأكدت أواصر الأخوة بين الرياض والدوحة، كانت الإغارة على مركز الخفوس في منطقة خور العديد، الذريعة التي حاولت سلطات قطر أن تبرر بها انحرافاتها السياسية التي بلغت ذروتها بمصالحة العدو الإسرائيلي، من فوق رأس العرب جميعاً، بذريعة تلبية الشرط الأميركي لتوفير الحماية للإمارة الصغيرة من أطماع الشقيقة الكبرى.

وعلى امتداد السنوات الماضية كانت الدوحة، ممثلة بوزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، حريصة على توثيق العلاقة مع تل أبيب بأكثر مما يرغب الإسرائيليون: أجازت لإسرائيل فتح مكتب <<تجاري>> عمل فيه عدد من كادرات <<الشين بيت>> و<<الموساد>>، ووفرت لها <<محطة اتصال>> مع <<الراغبين>> في جوارها القريب والبعيد، في إنشاء علاقات علنية أو تمرير رسائل سرية، وكذلك لرصد <<التحركات>> التي تعتبرها تل أبيب مشبوهة أو مريبة… بل ان وزير الخارجية المذكور آنفاً اتخذ من عاصمة دولة العدو <<مصيفاً>> و<<مشتى>>، فصار يؤمها في الذهاب وفي الإياب، وقيل إنه كان يرسل أبناءه لتمضية إجازاتهم فيها. وعلى المستوى الرسمي فقد ضرب هذا الوزير الرقم القياسي في عدد اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الإسرائيليين، لا سيما منهم وزير خارجيتها شيمون بيريز. وقيل إنه <<أخذ على خاطره>> لأن أرييل شارون رفض استقباله حين ذهب إليه متبرعاً بوساطة غير مفهومة بينه وبين السلطة الفلسطينية.

… ونعود إلى خور العديد الذي بات اليوم <<عنواناً عالمياً>> شهيراً يتردد اسمه في نشرات أخبار الفضائيات الكبرى وتنشر حوله التحقيقات بوصفه <<أكبر قاعدة عسكرية أميركية خارج حدود الولايات المتحدة>>.

هذا الخور مرشح لأن يكون منطلق الطائرات الأميركية التي ستغير على شعب العراق فتدمر منشآته والجسور والكهرباء والمرافق الحيوية، لمساعدته على <<التحرر>> من صدام حسين!

والأميركيون يتحدثون عن العديد بإعجاب شديد: فهو أطول مدرج والأحدث تجهيزاً لاستخدام الطائرات القلاع… ثم ان الخور يتمتع بامتيازات جمة، سواء في اتساعه أو في عمق مياهه، بما يسمح لقطع الأسطول الأميركي بالرسو فيه، ومن هناك تطلق مدفعيته حممها المدمرة والصواريخ القاتلة للمدن.ثم ان القواعد التي بُنيت تحت الأرض في العديد، محصنة بحيث لا توثر فيها القنابل الضخمة (كالتي قتلت الأفغان) أو الصواريخ الجبارة (كالتي دمرت الجسور على دجلة في بغداد، أو تلك المشابهة للصواريخ التي دمرت محطات الكهرباء في لبنان).

بين المفارقات أن الاشتباك القديم مع السعودية حول خور العديد، والذي تذرعت به الدوحة لتطلب نجدة الأميركيين، بعدما سقطت محاولاتها للفت نظر واشنطن بالتوجه إلى إيران تارة، وإلى عراق صدام حسين، تارة أخرى، تتحول الآن لتكون المنطلق الأساسي للحرب الأميركية الجديدة التي يخطط جورج بوش لإطلاقها ضد العراق.

أي ان الذريعة كانت مجرد خديعة، مهّد بها الوزير السمسار لكي تتحول قطر، الصافية عروبة شعبها، إلى محطة أساسية للأنشطة المختلفة للعدو الإسرائيلي، في منطقة الجزيرة والخليج، وها هي تحضّر لتكون منطلق الحرب الجديدة على مستقبل الإنسان العربي في أرضه، عبر السعي لتدمير العراق بحجة العمل على تخليصه من حاكمه الطاغية… كل هذا بينما فلسطين تغرق في دمائها ويتكاثف الغموض حول مستقبل حقوق شعبها في أرضه.
وإذا كانت السلطات الأردنية قد اجتهدت في نفي <<تورطها>> بتقديم أرضها كقاعدة انطلاق، أو كقاعدة خلفية للقوات الأميركية التي تحضّر لتدمير العراق، فإن السلطات في الدوحة لا تبدو معنية بنفي ما تردده الدوائر الأميركية حول احتمال اتخاذ قاعدة العديد الضخمة منطلقاً للحرب الجديدة ضد العرب بدءاً بالعراق.

وإذا كانت أخطاء فضائية <<الجزيرة>> في الترويج للعدو الإسرائيلي، واستحضار تبريراته لجرائم حرب الإبادة التي يشنها ضد شعب فلسطين، <<موضع نقاش>> حول اتصالها <<بالديموقراطية>> وضرورة التعرف على <<الرأي الآخر>>، ولو كان منطق العدو القومي في ذروة دمويته، فإن السماح باستخدام أرض قطر العربية منطلقاً للحرب الأميركية ضد العراق هو ذروة الخطايا المميتة، التي لا يمكن أن يقبل العقل (فضلاً عن العاطفة) أي تبرير لها.

فهل نسمع من أمير قطر بالذات ما ينفي تورطه في خديعة جديدة نسجها وزير خارجيته المتذاكي أبداً، والذي يرى في نفسه <<مترنيخ>> العصر الحديث؟!

المصدر – ايلاف
******************************************
لا ندري نلوم من ؟ ومن يتحمل المسؤوليه ؟ من كان يتصور يوما انه سيكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض دولنا الخليجيه "المحافظه" …ضرب العراق الشقيق من أراضينا ..

إلا متى هذا التخبط والانحراف ..

لا أملك الا ان ادعو الله ان يهد ولاه امورنا ويعيدهم لرشدهم

———————اللهم آميييييييييييييييييين—————————-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.