سئل اعرابي : كيف عرفت الله ؟
قال : البعرة تدل على البعير … والطريق تدل على المسير .. فكيف
بسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج !!
أفلا يدل ذلك على اللطيف الخبير ؟!!
ويقول الله تعالى في محكم كتابه : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
حتي يتبين لهم أنه الحق ) .. ويقول أيضا : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ..
ويقول كذلك : ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) .
كل شيء خلقه الله لحكمة قد تظهر لنا وقد تخفى .. والعاقل من تأمل في
خلق الله وتفكر وتدبر .. فمن أكبر المخلوقات إلى أصغرها وأحقرها لن نعدم
دليلا يقودنا إلى عظمته وإعجازه سبحانه .. ولن نخرج بأقل من فائدة واحدة .
هل فكرت يوما في تأمل النمل وهو يعمل ..؟ هل رأيت النظام الذي يسيّر
حياته ؟ هل فكرت في الاقتداء به في تنظيم حياتك ؟
هل تأملته وهو يخزن طعامه في الصيف استعدادا لأشهر الشتاء الثقيلة ؟
هل فكرت في الاقتداء به والادخار من صحتك لسقمك ؟ ومن رخائك لشدتك ؟
و من حياتك لمماتك ؟
وهل نظرت إلى هذه الثمار وتلك الأشجار وتأملت روعة ألوانها وتعدد أشكالها ؟
واختلاف طعمها مع أنها تسقى جميعا بماء واحد ؟
هل فكرت في تنويع طرق حياتك وتغيير أساليب عملك بوسائل
تبهج نفسك وتزيدك نفعا وفائدة كتنوع هذه المخلوقات ؟
وهل فكرت في تلوين ايامك بالتفاؤل والصبر والمثابرة كاختلاف ألوانها ؟
ألم تلاحظ أن حياتك بكل ما فيها من خير وشر وحزن وسعادة تسقى
باجتهادك ومدى سعيك ؟ أليس من المؤلم أن يضيع هذا الجهد هباء
لمجرد أنك لا ترى سوى اللون الأسود ؟؟
والأكثر إيلاما هو ألا تستمتع بما متعك الله به من سمع وبصر وفؤاد
في اكتشاف إعجاز الله في خلقه .. وأن تحرم نفسك من نعمة الاكتشاف
التي توصلك إلى أعلى المراتب … فعبادة قائمة على علم وهدى
خير من عبادة تقوم على جهل .
أخي الكريم ( السؤدد )
والله إن كلماتك كانت من أروع ما قرأت .. وفي نفسي من المعاني
التي أثارتها هذه الكلمات الشيء الكثير .. ولكن سأكتفي
بما كتبت …. وأحمد الله أن جعلني من هواة التأمل والاكتشاف .. ومن
لا يتأمل فقد حرم من نعمة كبيرة .
جزيت خيرا ولا فض فوك .
ورحم الله أبو العتاهية حين قال :
فيا عجبا كيف يُعصى الإله …. أم كيف يجحده الجاحد ُ !!
وفي كل شيء له آية ….. تدل على أنه واحد ُ !!