هذا مو كلامي ولكن كلام نور أعتقد تعرفوه شيبتنا في الإمارة الشرعية 2024.

هذا الكلام من نور الصباح….مشرف الإمارة الشرعية

الحمدلله الذي أمرنا باتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم في كل الأمور والأحوال والأقوال والأفعال وبعد …

أولا : ان من حكمة الله العظيمة أن كان العباد يخطئون فيستغفرون فيتوب عليهم لتتحقق بذلك معان عظيمة من العبودية له سبحانه كما انه عزوجل حين قدر هذا على العباد لم يخص به البعيدون عنه بل وقع من اقرب العباد له لمقاصد شرعية وحكم يريدها رب العزة والجلال ولذلك قال الله ( وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ) والخلاصة من هذه النقطة :

(( أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) .

ثانيا : ان الله عزوجل قد طلب منا بيان الحق وإضهار الحجة وعدم المحاباة في دين الله حتى مع أقرب قريب قال الله تعالى (( لاتجد قوما يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم … الآية )) وفي المقابل أمرنا الله عزوجل ألا نغبط صاحب الفضل فضله وألا نتعدى على الانسان بأكثر مما يستحق ولو كنا لانحبه قال الله تعالى (( ولايجرمنكم شنآن قوم على الاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله بأن نفرح لتوبة التائب كيف لا وقد قال (( لله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا بإبله )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقصته مع مسلمة الفتح معروفة حين قدمهم في العطايا على الانصار والخلاصة من هذه النقطة :
(( أن بيان الحق مطلوب لكنه على نهج النبوة ودين الله بين الغالي والجافي ))

ثالثا : المتتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يجده لايقر منكرا بل أمره صلى الله عليه وسلم (( من رأى منكرا فليغيره بيده ….. الحديث )) لكن المتتبع أيضا لسنته الفعلية والقولية في انكار المنكر يجد أن انكار المنكر بحسبه فهوتارة يتعامل مع الاعرابي على فضاعة فعله في المسجد بقوله لاتزرموه وتارة يقول هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى إليه . وتارة يقول انما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا منفرين وتارة يقول أفتان أنت يامعاذ … وغير ذلك كثير جدا لمن تتبع سنته صلى الله عليه وسلم لكن الشاهد من ذلك أن المنكر يقدر بقدره ويراعى فيه فاعله من نواحي كثيره علمه وجهله حتى السن يراعى شرعا كما يراعى سابقة فضله وحسن مقصده وتأمل حادثة حاطب في فتح مكة بل ويراعى منزلته ومكانته وتأمل منقبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان في فتح مكة أيضا وتأمل أعجب من ذلك معاملته لعمر رضي الله عنه حين اختصم مع ابي بكر ففيها من العجب العجاب في مراعاة أحوال الناس ودرجاتهم وأفهامهم .وتأمل قوله تعالى (( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )) والخلاصة من هذه النقطة :

(( أن إنكار المنكر واجب اذا لم يكن في الانكار تحقق منكر اكبر منه وأنه ينكر كل منكر بحسبه ))

رابعا : مطلوب في بيان الحق وتوضيح الحجج ابرازها للناس بالوجه الذي يدل على سمو الاسلام وسماحته وقد يقول قائل ماذا سيفعلالمسلم ؟ هل سينفر من الدين أو يتركه ؟ هو الخاسر ان فعل ذلك وهذا صحيح لان المرتد متوعد بعقاب عظيم لكن هل المطلوب أن نكون اسبابا في ذلك وهل بيان الحق يسبب الرده أو كره الدين أو أو …. الخ ؟ !!
الجواب نعم والا لما قال صلى الله عليه وسلم بعثتم مبشرين ولم تبعثوا منفرين ولما عاتب معاذ رغم انه كان يطيل الصلاة بالمسلمين لي**بوا اجرا عظيما وقال له افتان انت يامعاذ ولما علم الله عزوجل موسى عليه السلام ان يقول لفرعون (( قولا لينا ))

اذ ليس المطلوب فقط هو بيان الحجة فقط بل المطلوب مع ذلك هو الثمرة المرجوة وهو صلاح المدعويين تأمل ( معذرة الى ربكم ولعلهم ينتهون ) وتأمل ( لعله يتذكر أو يخشى ) وتأمل (( لاتعينوا الشيطان عليى أخيكم )) قال الشاعر :

تقول هذا جني النحل تمدحه *** وإن شئت قلت ذا ** الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما *** والحق قد يعتريه سوء تعبير
خامسا : دين الله فوق كل أحد وهو مقدم على كل أحد وهو أحب الينا من كل أحد وقد علمنا الله عزوجل في النصح خصوصا وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم أن نقدمه بالرفق لأنه ادعى للقبول واقرب للاستجابة وأن نستشعر أمرا عظيما وهو (( كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )) وأنه :
والله لولا الله ما اهتدينا *** وما تصدقنا وما صلينا

فإذا استشعر ذلك الناصح كان النصح من قبيل الاشفاق عليه والحب له لا من باب التشهير به وبيان عواره والفضح له وصدق الشافعي اذ قال :
تعمدني بنصحك في انفراد *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تغضب اذا لم تعط طاعه

سادسا : الترويح عن النفس أمر فطري وشرعي ولايعني كون الانسان رفه عن نفسه بما اباح الله له أنه تافه أو مستحق لنظرة دونية شريطة ان يكون ذلك فيما اباح الله والا يغلب على جد الانسان لانه ان غلب كان امرا مذموما ولنتأمل حديث حنظلة حين قال له صلى الله عليه وسلم (( ولكن ياحنظلة ساعة وساعة )) بل لنتأمل حياته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ونفسي كيف كان يداعب زوجاته ويسابق عائشة ويجعلها تتفرج على لعب الحبشة ويمازح اصحابه ويلاعب الصبيان ومع ذلك فقد بلغ دين الله وقام به حق قيام وبلغ الرسالة وأدى الامانة ونصح الامة وهو أعظم الناس قدرا عند الله وأكثرهم تكليفا وقد يطرح موضوع أحيانا لايكون له ثمرة الا توسيع صدور الاخوان أو زيادة المحبة بينهم أو ادخال السرور اليهم او التنفيس عن مغموم من لهو بريء او مساجلة أو مناقشة او ماشابهها والناس متفاوتون فكل يبحث عما يناسبه وقد يكون الانسان في حال تحوجه الى الانس والراحة وفي احيان يكون في من النشاط والهمة ما يجعله يترفع عن ان يشغل نفسه بشيء من الهزل والدعابة مع التنبيه ان يكون المزاح حقا والمناقشة في حدود الاسلام والخطأ مردود فحين كان يستمع النبي صلى الله عليه وسلم الى قول الشاعر : وفينا نبي يعلم ما في غد .. لم يقل هذا لهو بريء بل قال لايعلم الغيب الا الله وفي المقابل حين دخل ابو بكر رضي الله عنه وفي بيت النبي صلى الله عليه وسلم جوار يغنين ويضربن بالدف قال امزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له دعهم يا ابا بكر ليعلم اليهود ان في ديننا فسحة
وأخيرا :

أسال الله عزوجل أن يكون فيما كتبته أعلاه توضيحا لما قد حصل من سوء اللبس بين الاخوان والأخوات وماأراد الجميع الا الخير وما أردت الا ان أشاركههم فيه جميعا مع صفاء القلب للجميع والدعاء لي ولهم بالثبات أجمعين واسمحولي فقد اطلت جدا عليكم ومأساتي أني لاأجيد الاختصار ولكني اتمثل قول القائل :
خيرالكلام مازاد وفاد (( دعابة ))
أخوكم
بوعبدالله

تسلم اخوي الحسام .. بالفعل ,,, رأي يستحق التقدير ..
الله يسلمك أختي

وشكرا على الرد والتواصل..

بارك الله فيك…

وجزى الله الاخ نور الصباح على كل ما ذكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.