( ساعة لعلها خير ساعات عمرك جرّب ، وستدعو لي ) 2024.

قال الراوي :

كنت أتابع محاضرة قيمة للأستاذ عمرو خالد في التلفاز ..

كنت مشدودا مع حديثه الشائق عن التوبة والتائبين ..

غير أن قضية محددة وردت في خاتمة الكلام ، كانت أشبه بمسك الختام بالنسبة لي ،
هذه القضية استوقفتني طويلا ، بعد أن هزتني كثيرا ..

طرح الأستاذ عمرو خالد القيام بتجربة وأخذ يؤكد أن لها ما بعدها
في استجاشة الرغبة الشديدة في التوبة والإقبال على الله ..

وقررت أن اقدم على هذه الخطوة ، وانفردت بنفسي في حجرتي

وأحضرت ورقتين وقلماً ، وكتبت في رأس الأولى :
قائمة بنعم الله عليّ ..

وكتبت في راس الثانية : قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب ..!

وبدأت أكتب ما أتذكره من نعم الله علي في ذات نفسي ، فيما حولي مما تتعلق به حياتي ..

وشرعت أكتب وأكتب ، وأنا أرى نعم الله تتوالد أمام عيني ،
كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها ، أو تقوم عليها ، ومما كتبته :

نعمة العقل .. والذاكرة .. والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج .. والبراعة في عرض الأفكار ..
وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان .. ومجرد اللسان نعمة كبرى . ونعمة البصر ..
وعدم الحاجة إلى استخدام نظارة نعمة أخرى .. ونعمة القراءة والكتابة .. وهكذا

واكتملت الورقة الأولى ، ولم يكتمل شريط العرض لاستعراض نعم الله علي ..

وسحبت ورقة أخرى ، وواصلت تدوين النعم ..

نعمة الوجود أصلا . نعمة الصحة والسلامة البدنية وكمال الأعضاء ..
نعمة العلم ، والقدرة على التعليم .. نعمة الشم والسمع والحركة … الخ الخ …

وإذا بي أقف عاجزاً بعد أن أكملت الورقة الثانية مما أتذكره من نعم الله ،
ولقد رأيت نفسي أشبه بالغريق في خضم بحر عظيم ..

واكتفيت بما كتبت وأنا أردد : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ..

وانتقلت إلى القائمة الثانية وقلبي لحظتها قد بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله ..

وشرعت أكتب ما أتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي وزلات ،
التي اغترفتها ولا أزال متلطخا بكثير منها ..

وكذلك لم أنس أن أكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض ، والتكاسل عنها ..

ومما كتبته : خطايا باللسان كثيرة .. من غيبة وسخرية بالناس ، وكذب وهذر قول في سفساف الأمور ..
وخطايا بالعين من نظر لا يحل إلى أمور لا يرضى عنها الله . . ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه …
وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه كالاستماع إلى الأغاني ..
ومنها : صور كثيرة من عقوق الوالدين .. ونحو هذا كثير ..

وكتبت وكتبت وكتبت ، وإذا بهذه الأخرى تتوالد كأنها الدود ،
وهالني أني رأيت هذا الزحم من الهفوات والزلات والمخالفات ..

وشرعت اسحب ورقة أخرى لأواصل رحلة البحث ..

وإذا بي أمام قائمتين على طرفي نقيض تماماً ..

أما الأولى فنعم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتي كلها ..

نعمٌ كثيرة تغمرني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي ، ومن فوق ومن تحتي ،
وفي من حولي مما يتعلق به أمري ، ومن لحظة ولادتي إلى يوم الناس هذا ..

منحني كل ذلك بلا سؤال مني ، لعلمه هو بما ينفعني ..

وأما الثانية : فقائمة يطأطئ لها الرأس حياء ..

قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات وهفوات وقصور وتقصير وجرأة على الله تعالى ..!

ولم اشعر إلا بدمعات تنساب على خدي وأنا أعيد النظر متأملا هذه تارة وهذه تارة ،
وتذكرت الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه :

إني والأنس والجن في نبأ عجيب .. أخلق ويعبد غيري ، وار** ويُشكر سواي ،
خيري إليهم نازل ، وشرهم إلى صاعد ، أتحبب إليهم بالنعم ، وأنا الغني عنهم ،
و يتبغضون إليّ بالمعاصي ، وهم أحوج ما يكونون إليّ …

عندها شعرت بموجة غامرة من الحياء تغمرني من الله سبحانه ..

بل شعرت بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله ..

وكيف لا يحبه قلبي وهو يتعامل معي على هذه الشاكلة العجيبة ..

وأنا أتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة ..!!

ودخلت معي نفسي في سلسلة عتاب ، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير !

قفزت إلى ذهني خاطرة جعلتني أجهش بالبكاء ..

تذكرت كيف أتعامل مع أبنائي ..

كيف أني أرى بأني قائم بأمرهم كله ، ومن ثم فعليهم طاعتي ، وعدم مخالفتي

وأني لا أتحمل ما يفرط منهم من مخالفات ، فأنزل بأحدهم عقابا يناسبه ..! ب
ل أحيانا بما لا يناسبه !! وإنما هي فورة غضب عارمة !!

وقلت لنفسي : فكيف لو عاملني الله بما أعامل به أبنائي ..!

كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها … إذن لأهلكني منذ زمن ..

وأيقنت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما .!

فكيف لا يحبه العباد سبحانه اشد الحب وأعلاه وأعظمه …!؟

حقا ساعة خلوت فيها مع الله لأقوم بهذه التجربة ، لكنها كانت خير ساعات عمري ..

لقد خرجت منها وقلبي يمور بمشاعر متباينة ,, الخوف والرجاء والحياء والحب .

الخوف من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام والهفوات والزلات..

والرجاء لأن من أنعم ابتداء ، سينعم انتهاء ..
ومن أعطى بلا سؤال ، لن يبخل مع السؤال والإلحاح فيه ..

والحياء من رؤية هذا الحشد من المعاصي والذنوب . في مقابل تلك النعم التي لا تزال تتوالى ..

والحب لأنه يستحق أن يمتلئ القلب بحبه جل جلاله ..

يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله ..

وقد قال علماؤنا : أن ذرة من أعمال القلوب تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح ..

فلله الحمد رب العالمين ..

ثم قلت وأنا أبتسم : وهذه وحدها من أعظم نعم الله علي ..
وعندها خررت ساجدا وأنا أبكي ، وأنا أردد :
املأ قلبي بحبك .. املأ قلبي بحبك .املأ قلبي بحبك …. يا رب..
يااااااااااااارب … ياااااااااااارب ..
= ==

الوالد بوعبدالرحمن الله يبارك لنا بقلمكم

ويديم عليكم كل نعمه…يزاكم الله خير

<b><center><br><font color="FF0000" size="7"><font face="Simplified Arabic">بارك الله فيك و يزاك كل خير </font>
عسى الله يهدي جميع المسلمين ويصلح بالهم .. وجزاك الله الف خير على هذه الكلمات الطيبه
الله أكبر!!!

أخي الحبيب بو عبدالرحمن … بارك الله فيك و نفع بعلمك … و الله كم أعتز لوجود مثلك في هذا المنتدى … أحسن الله إليك و جزاك عنا و عن الجميع خير الجزاء … و أحسن إلى والديك الكرام … و جعل الجنة مأواك إن شاء الله …

اسمحلي لي أن أعبر عما يجيش في خاطري …

لا أملك سوى البكاء … يعجز القلب و اللسان عن ابراز المشاعر التي هاجت … كم هو غريب أن يمن عليك الله بكل هذه النعم و من ثم تجحد هذه النعم … بل أكثر تقابلها بالمعاصي … هناك من الناس من يظن أن الله جل و علا محتاج إلى طاعته … حاشا لله و استغفر الله العظيم … و الله إن الله ليس بحاجة إلى عمل أي منا … و لكن القليل الذين يفقهون …

ما أحلم الله …. تعصيه و ينعم عليك … تبعد عنه و يتقرب إليك … تذنب و يتوب عليك بل يبدل سيئاتك حسنات!!!! … أي كرم هذا؟؟؟ أي كرم هذا؟؟؟ أفلا هرولنا إلى خالقنا و بارئنا طمعا في كرمه و ثوابه؟؟!!!

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال:
‏قال النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- :‏ "‏يقول الله تعالى ‏ ‏أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه ‏ ‏باعا ‏ ‏وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" (البخاري, 6856)

فلنبدأ حياة جديدة بالتوبة مما مضى و لنطمع في كرم الله سبحانه و تعالى و لنتوكل عليه

اللهم إني أسألك حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يقربني إليك … الله اغفر لنا و ارحمنا … اللهم إنا لنا ذنوبا لا يعلمها إلا أنت … قد سترتها علينا … اللهم فاغفرها لنا و تب علينا إنك التواب … اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا و كره إلينا الكفر و الفسوق العصيان … اللهم إنا طمعنا في كرمك فلا تردنا خائبين .. اللهم لا تردنا إلا بذنب مغفور و عمل مقبول … لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين … اللهم اغفر لإخواني و أخواتي و لجميع المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات … و صلي اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه و سلم تسليما كثيرا

اعذروني على الإطالة … فوالله لو استمريت في الكتابة لم أكن لأفي الموضوع حقه .. كيف لا و هو يبرز عظمة الخالق جل و علا!!!


الأخت الفاضلة الجليلة / حريجه
……. حماك الله من كل شر

رحم الله والديك الكريمين وأحسن إليهما
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الرائعة
أسأل الله أن يفيض على قلبك من نور معرفته
تحياتي
=


الأخت الفاضلة / أم عبود
…………. رعاك المولى وحفظك

شكر الله لك هذه المتابعة الرائعة
أسأل الله أن يبارك فيك .. ويبارك في جهدك
ويتقبل منا ومنك .. ويرضى عنا وعنك
ويغفر لنا ولك
دعواتي لك بالثبات حتى الممات
==

هلا

جزاك الله خير … وبارك الله فيك …….


الأخت الفاضلة / فتون دبي
…………… رحم الله والديك ورفع قدرك

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
أسأل الله أن يبارك فيك دائما
= =

بارك الله فيك اخي بو عبدالرحمن ..
في بعض الأحيان يستسلم الانسان لليأس عندما يتعرض لأمر صعب في حياته …وقد يبكي و يشعر بحرقه في قلبه …ولكن علاجه بالتوجه الى الله سبحانه و تعالى و حمده في كل الأحوال …وان ينظر الى من هو ادنى منه ومعاناته الكثيره و سيشعر كم اجحف بحق نفسه عندما استسلم لليأس وهو الذي انعم الله عليه بكل هذه النعم …سبحان الله كنت افكر بهذا الموضوع بالأمس عندما حزنت لموضوع ما ولكن قلت بنفسي لماذا هذا الحزن والله سبحانه وتعالى انعم علي بكل هذه النعم … لو عددتها فلن احصيها ..ألم اظلم نفسي بترك حمد كل هذه النعم و افكر بهذا الموقف المحزن ؟؟ فعذت من الشيطان الرجيم و اخذت اذكر الله .. فكانت الراحه والسكينه في العقل والقلب
[c]أخي الحبيب / الفقير
……. أكرمك الله في الدارين بكرامة أوليائه المقربين إليه

رحم الله والديك الكريمين ورفع قدرك في العالمين
وفجر ينابيع محبته من أغوار قلبك الطيب النقي
لتهب عليك نسائم الجنة وأنت بعد في دنيا الناس ..

رائع هذا التعقيب الذي وفقك الله إليه
أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يتقبل منا ومنك
وأن يرضى عنا وعنك .. وأن يغفر لنا ولك

لا تنسني من دعائك يا أخي
بارك الله في أنفاس حياتك
= = [/c]

بو عبدالرحمن خليجية

بـــــــــــارك الله فيك و كثر الله من أمثالك خليجية خليجية

نحياتي
الهنــــــــــــوف خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.