المياســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة 2024.

جزاك الله خيرا اخي الفاضل محب الجهاد ..
واسأل الله ان تكتب لك في ميزان حسناتك ..

اختكم .. بريق الماس

——–التوقيع——–
<IMG SRC="http://www.angelfire.com/hi4/diamond/ssss.gif" border=0>

الميـاســـــــــــــــــــــــــرة

وأما المياسرة فنوعان ‏:‏ أحدهما ‏:‏ العفو عن الهفوات ‏,‏ والثاني المسامحة في الحقوق ‏.‏ فأما العفو عن الهفوات ‏:‏ فلأنه لا ((( مبرأ))) من سهو ‏وزلل ‏,‏ ولا سليم من نقص أو خلل ‏,‏ ومن رام سليما من هفوة ‏,‏ والتمس ((( بريئا))) من نبوة ‏,‏ فقد تعدى على الدهر بشططه ‏,‏ وخادع نفسه بغلطه ‏,‏ وكان من وجود بغيته بعيدا وصار باقتراحه فردا وحيدا ‏.‏ وقد قالت الحكماء ‏:‏ لا صديق لمن أراد صديقا لا عيب فيه ‏.‏ وقيل لأنوشروان ‏:‏ هل من أحد لا عيب فيه ‏؟‏ قال ‏:‏ من لا موت له ‏,‏ وإذا كان الدهر لا يوجده ما طلب ‏,‏ ولا ينيله ما أحب ‏,‏ وكان الوحيد في الناس مرفوضا قصيا ‏,‏ والمنقطع عنهم وحشيا ‏,‏ لزمه مساعدة زمانه في القضاء ‏,‏ ومياسرة إخوانه في الصفح والإغضاء ‏.‏ ‏

‏روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض ‏}‏ ‏.‏ وقال بعض الأدباء ‏:‏ ثلاث خصال لا تجتمع إلا في كريم ‏:‏ حسن المحضر واحتمال الزلة وقلة الملال ‏.‏ وقال *** الرومي ‏:‏

وإذا كان الإغضاء حتما والصفح كرما ترتب بحسب الهفوة وتنزل بقدر الذنب ‏.‏

فعذرك مبسوط لذنب مقدم

‏ وودك مقبول بأهل ومرحب ‏

ولو بلغتني عنك أذني أقمتها

لدي مقام الكاشح المتكذب

فلست بتقليب اللسان مصارم

خليلا إذا ما القلب لم يتقلب

‏والهفوات نوعان ‏:‏ صغائر وكبائر ‏.‏ فالصغائر مغفورة ‏,‏ والنفوس بها معذورة ‏;‏ لأن الناس مع أطوارهم المختلفة ‏,‏ وأخلاقهم المتفاضلة ‏,‏ لا يسلمون منها ‏.‏ فكان الوجد فيها مطرحا ‏,‏ والعتب مستقبحا ‏.‏ وقد قال بعض العلماء ‏:‏ من هجر أخاه من غير ذنب كان كمن زرع زرعا ثم حصده في غير أوانه ‏.‏ ‏

‏وقال أبو العتاهية ‏:‏

وشر الأخلاء من لم يزل

‏ ‏يعاتب طورا وطورا يذم

يريك النصيحة عند اللقاء

‏((( ويبريك))) في السر ((( بري))) القلم

وأما الكبائر فنوعان ‏:‏ أن يهفو بها خاطئا ‏,‏ ويزل بها ساهيا ‏,‏ فالحرج فيها مرفوع ‏,‏ والعتب عنها موضوع ‏;‏ لأن هفوة الخاطر هدر ولومه هذر ‏.‏ ‏

‏وقال بعض الحكماء ‏:‏ لا تقطع أخاك إلا بعد عجز الحيلة عن استصلاحه ‏.‏ ‏وقال الأحنف بن قيس ‏:‏ حق الصديق أن تحتمل له ثلاثا ‏:‏ ظلم الغضب ‏,‏ وظلم الدالة ‏,‏ وظلم الهفوة ‏.‏ وحكى *** عون أن غلاما هاشميا عربد على قوم فأراد عمه أن يسيء به فقال ‏:‏ يا عم إني قد أسأت وليس معي عقلي فلا تسئ بي ومعك عقلك ‏.‏ ‏

‏وقال أبو نواس ‏:‏

لم أؤاخذك إذ جنيت لأني ‏

واثق منك بالإخاء الصحيح ‏

‏ فجميل العدو غير جميل ‏

‏وقبيح الصديق غير قبيح ‏

فإن تشبه خطؤه بالعمد ‏,‏ وسهوه بالقصد ‏,‏ تثبت ولم يلم بالتوهم فيكون ملوما ‏,‏ ولذلك قيل ‏:‏ التثبت نصف العفو ‏.‏ وقال بعض الحكماء ‏:‏ لا يفسدك الظن على صديق أصلحك اليقين له ‏.‏ ‏

‏وقال بعض شعراء هذيل ‏:‏

فبعض الأمر تصلحه ببعض ‏

فإن الغث يحمله السمين ‏

‏ ولا تعجل بظنك قبل خبر ‏

فعند الخبر تنقطع الظنون ‏

‏ ترى بين الرجال العين فضلا ‏

وفيما أضمروا الفضل المبين ‏

‏ كلون الماء مشتبها وليست ‏

‏تخبر عن مذاقته العيون ‏

والثاني ‏:‏ أن يعتمد ما اجترم من كبائره ‏,‏ ويقصد ما اجترح من سيئاته ‏.‏ ‏

‏ولا يخلو فيما أتاه من أربع أحوال ‏:‏ فالحال الأولى ‏:‏ أن يكون موتورا قد قابل على وترته وكافأ على مساءته فاللائمة على من وتره عائدة ‏,‏ وإلى البادئ بها راجعة ‏;‏ لأن المكافئ أعذر ‏,‏ وإن كان الصفح أجمل ‏.‏ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ إياكم والمشارة فإنها تميت الغيرة وتحيي الغرة ‏}‏ ‏.‏ وقال بعض الحكماء ‏:‏ من فعل ما شاء لقي ما لم يشأ ‏.‏ ‏

‏وقال بعض الأدباء ‏:‏ من نالته إساءتك همه مساءتك ‏.‏ وقال بعض البلغاء ‏:‏ من أولع بقبح المعاملة أوجع بقبح المقابلة ‏.‏ وقال صالح بن عبد القدوس ‏:

إذا وترت امرأ فاحذر عداوته ‏

من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا ‏

‏ إن العدو وإن أبدى مسالمة ‏

‏إذا رأى منك يوما فرصة وثبا

والإغضاء عن هذا أوجب ‏,‏ وإن لم تكن المكافأة ذنبا لأنه قد رأى عقبى إساءته ‏,‏ فإن واصل الشر واصلته المكافأة ‏.‏ وقد قيل ‏:‏ باعتزالك الشر يعتزلك وبحسن النصفة يكون المواصلون ‏.‏ ‏

‏وقال بعض الحكماء ‏:‏ من كنت سببا لبلائه وجب عليك التلطف له في علاجه من دائه ‏.‏ وقد قال أوس بن حجر ‏:‏

إذا كنت لم تعرض عن الجهل والخنا ‏

‏أصبت حليما أو أصابك جاهل

والحال الثانية ‏:‏ أن يكون عدوا قد استحكمت شحناؤه ‏,‏ واستوعرت سراؤه ‏,‏ واستخشنت ضراؤه ‏,‏ فهو يتربص بدوائر السوء انتهاز فرصه ‏,‏ ويتجرع بمهانة العجز مرارة غصصه ‏,‏ فإذا ظفر بنائبة ساعدها ‏,‏ وإذا شاهد نعمة عاندها ‏,‏ فالبعد منه حذرا أسلم ‏,‏ والكف عنه متاركة أغنم ‏,‏ فإنه لا يسلم من عواقب شره ‏,‏ ولا يفلت من غوائل مكره ‏.‏ وقد قالت الحكماء ‏:‏ لا تعرضن لعدوك في دولته فإذا زالت كفيت شره ‏.‏ ‏

‏وقال لقمان ل***ه ‏:‏ يا بني كذب من قال إن الشر بالشر يطفأ ‏,‏ فإن كان صادقا فليوقد نارين ولينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى ‏,‏ وإنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار ‏.‏ وقال جعفر بن محمد ‏:‏ كفاك من الله نصرا أن ترى عدوك يعصي الله فيك ‏.‏ وقال بعض الحكماء ‏:‏ بالسيرة العادلة يقهر المعادي ‏.‏ ‏

‏وقال البحتري ‏:‏

وأقسم لا أجزيك بالشر مثله ‏

‏كفى بالذي جازيتني لك جازيا ‏

والحال الثالثة ‏:‏ أن يكون لئيم الطبع خبيث الأصل قد أغراه لؤم الطبع على سوء الاعتقاد ‏,‏ وبعثه خبث الأصل على إتيان الفساد ‏,‏ فهو لا يستقبح الشر ولا يكف عن المكروه ‏.‏ فهذه الحالة أطم ‏;‏ لأن الأضرار بها أعم ‏,‏ ولا سلامة من مثله إلا بالبعد والانقباض ‏,‏ ولا خلاص منه إلا بالصفح والإعراض ‏,‏ فإنه كالسبع الضاري في سوارح الغنم وكالنار المتأججة في يابس الحطب لا يقربها إلا تالف ولا يدنو منها إلا هالك ‏.‏ ‏

‏روى مكحول عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏{‏ الناس كشجرة ذات جنى ويوشك أن يعودوا كشجرة ذات شوك إن ‏ ناقدتهم ناقدوك ‏,‏ وإن هربت منهم طلبوك ‏,‏ وإن تركتهم لم يتركوك قيل ‏:‏ يا رسول الله وكيف المخرج ‏؟‏ قال ‏:‏ أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك ‏}‏ ‏.‏ وقال عبد الله بن العباس ‏:‏ العاقل الكريم صديق كل أحد إلا من ضره ‏,‏ والجاهل اللئيم عدو كل أحد إلا من نفعه ‏.‏ وقال ‏:‏ شر ما في الكريم أن يمنعك خيره ‏,‏ وخير ما في اللئيم أن يكف عنك شره ‏.‏ ‏

‏وقال بعض البلغاء ‏:‏ أعداؤك داؤك وفي البعد عنهم شفاؤك ‏.‏ وقال بعض البلغاء ‏:‏ شرف الكريم تغافله عن اللئيم ‏.‏ ووصى بعض الحكماء ***ه فقال ‏:‏ يا بني إذا سلم الناس منك فلا عليك أن لا تسلم منهم فإنه قل ما اجتمعت هاتان النعمتان ‏.‏ وقال عبد المسيح بن نفيلة ‏:

الخير والشر مقرونان في قرن ‏

‏فالخير مستتبع والشر محذور ‏

يتبع

نقله لكم

محب الجهاد

——-((التوقيع))——–
((وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ))الاية (6) العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.