الصهيونية واستعمار أمريكا و أوروبا الغربية 2024.

إن انصياع إدارة ني**ون إلى النفوذ الصهيوني المفروض عليها ، في النزاع في الشرق الأوسط سنة 1970 ، يظهر عزيمة ( العالم الحر) بمظهر التابع للمنظمات الصهيونية الماسونية الدولية . و تريد هذه المنظمات إبقاء الولايات المتحدة تلعب دور (حارس العالم) المسخر لخدمة الكارتيل( الاحتكار) السياسي-الاقتصادي المدعو الامبريالية.
إن هذا الانصياع الضال لممثل 204 ملايين أمريكي لا بد أن يزول بفضل ردات الفعل الوطنية القلقة على الدفاع عن مصالح البشرية. و لا يمكن لهذه المصالح و كرامة الدولة أن تبقى خاضعة إلى ما لا نهاية له ، في نظر هيئة الأمم و الأمم المتوسطية المتحفزة أبدا لإتاحة المجال أمام التوسع الإسرائيلي و أمام صناعة الأسلحة الصهيونية المتأمركة .
إ ن الأحداث المتعاقبة التي حلت منذ حزيران 1967 تثبت بأن الصهيونية الغربية ، الأكثر فعالية ونشاطا ، مصدرها نيويورك و الكونغرس الأمريكي اللذان هما على اتصال بالمدن الرئيسية في (العالم الحر) . إن عبارة(صهيونية) تعني في الدرجة الأولى البلدان الانكلوسا**ونية ، المسيطرة والمشتركة، كالولايات المتحدة و بريطانيا و هولندا ،أي ثلاثا من الدول الرئيسية الأربع التي توزع النفط لحساب الكارتيل و هي تمارس نشاطا سياسيا شديد الوطأة في العالم أجمع .
و من الثابت تلقائيا أن الصهيونية أثرت على سياسة الولايات المتحدة ،مستغلة لمصلحتها الانتخابات و منطلقة من نشاطات الرؤساء الأمريكيين ، وبنوع خاص ، ويلسون روزفلت ترومان و لندن جونسون.
لقد حاربت هذا النفوذ سنة 1956 قرارات الرئيس آيزنهاور المتعلقة بالسويس و المجر . كما اضطرب من تيقظ الرئيس الكاثوليكي جون كينيدي و سيطرة أسرته .
و هكذا ملكت الصهيونية بصورة عامة و سيطرت على مراكز الأعمال و السياسات خلال فترات الحربين العالميتين ، وعلى عصبة الأمم،ثم على هيئة الأمم أثناء الحروب مع الصين وكوريا ، والهند الصينية و الشرق الأدنى و بيافرا ،إلخ… و يتساءل العالم أمام هذه السيطرة الصهيونية المعممة : منذ متى و كيف نمت سطوتها على السياسة الأمريكية بعد أن كانت تقود إنجلترا ؟
و بقدر ما نبتعد إلى الوراء في تاريخ استقلال الولايات المتحدة ،يتضح لنا تأثير اليهودية على البروتستانتية السياسية منذ القرن السادس عشر . إنها ترافق الهولنديين الذين بنوا ، فوق جزيرة (منهاتان) (المشتراة من الهنود ببعض الدريهمات والسكاكين) ،أمستردام الجديدة سنة 1626 ،و أسكنوا فيها بعض اليهود المطرودين من إسبانيا الكاثوليكية ،إسبانيا التي تحررت في نهاية القرن الخامس عشر في الحقبة التي صادفت اكتشاف كولومبوس لأمريكا . إن هذه المدينة الواقعة على شاطئ المحيط و التي استعمرها الإنجليز هي (نيويورك) العاصمة الزائدة للدولة لأمريكية ،و مقر الامبريالية الصهيونية في الولايات المتحدة التي تشمل سائر أنحاء العالم.
لقد أعلن استقلال الولايات المتحدة في فرساي سنة 1783 و الفضل في ذلك يعود إلى المساعدة الحاسمة التي قدمها الملك لويس السادس عشر (ملك فرنسا) .و اقتصرت على الجيش الملكي بقيادة (رو كمبو) ، وأسطول الأميرال (داستنغ) (12 سفينة حربية وطرادين) و الأميرال دي (غراس) (28 سفينة) محملة على ظهرها 8.500 جندي مجهزين بالسلاح الكامل تم انتقاؤهم من أفضل أفواج فرنسا ،هذا عدا عن القوى و التموينات التي قدمتها لويزيانا .لقد انضم هذا الجيش إلى الفريق الصغير من المتطوعين الذين جاؤوا مع الجنرال (لافاييت) ، وحمل معه أموالا طائلة قدر آخر مبلغ ب(6 ملايين فرنك ذهب أي 300 ألف ليرة ذهبية ) ، فأنعش هذا المال العصاة الحفاة الذين كان يرأسهم الخائن جورج واشنطن ، الضابط السابق في الجيش الإنجليزي الذي كان على وشك الهزيمة لافتقاره إلى المال و السلاح و الإمدادات .
كان لويس السادس عشر واعيا لأوامر السياسة الفرنسية في أمريكا التي كانت تعود إلى أكثر من 250 سنة آنذاك . كان الوجود الفرنسي في كندا منذ سنة 1534 ، وهي منطقة ضمها الإنجليز إلى مستعمراتهم سنة 1783 ، وفي لويزيانا منذ 1699 ،و في أوهايو 1750 ، وهي مقاطعة أخضعها الإنجليز 1759 بعد حرب دامت سبع سنوات . فموقف ملك فرنسا كان في الواقع ردا على النوايا التوسعية البريطانية و على الظلم الذي كان (البيون) يلحقه بالكنديين الفرنسيين الكاثوليك ، كما كان ردا إيجابيا على طلب المساعدة الذي رفعه إليه اليهودي بنيامين فرنكلان سنة 1777 باسم الجمهورية الأمريكية الفتية التي تم إنشاؤها لتناهض بريطانيا .
و بعد إرسال المتطوعين الفرنسيين الذين كان لافاييت (الماسوني) على رأسهم ، (و الغريب أنه يذكر غالبا و دائما وحده) كان لويس ملك فرنسا هو الأول الذي (اعترف باستقلال الولايات المتحدة) ،لا بل ، ولكي يساعدها رسميا ، أعلن ( الحرب على بريطانيا) .و على هذا تقرر انضمام إسبانيا و هولندا إلى الحلف الفرنسي لمساعدة المتمردين ، لقد كانت (المساعدات الفرنسية) حاسمة في استقلال الولايات المتحدة التي لولاها لظلت(مستعمرة إنجليزية) كما كانت بقية لويزيانا فرنسية، و ت**اس بما فيها كاليفورنيا ،م**يكية .
و لكن بكل أسف، لو يحفظ القادة الأمريكيون لا في ذلك الوقت و لا خلفاؤهم الخونة أي جميل لفرنسا و لا لإسبانيا الملكيتين . وبعد ست سنوات وقعت الثورة (1789) و قد تحالف معها هؤلاء الماسون الإنجلو-البروتستانتيون و الشرق –الأكبر في فرنسا (المؤسس في باريس 1772) . و كان على هذه الثورة أن (تبيد) العائلة المالكة في فرنسا ، بادئ ذي بدء ، وأن (تمنح حقوق المواطنة إلى اليهود)للمرة الأولى في أوروبا .

من كتاب : العار الصهيوني.. آفاته وكوارثه
للكاتب: لوسيان كافرو-ديمارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.