الجنرال مشرف بين خيار البقاء في السلطة ومطاردة شبح الموت 2024.

أكدت مصادر صحفية با**تانية أن الحاكم العسكري للبلاد الجنرال برويز مشرف يحاول تمديد فترة حكمه التي استمرت ثلاثة سنوات بعد الإطاحة برئيس الوزراء الأسبق نواز شريف في انقلاب عسكري أبيض, إلى خمسة سنوات أخرى قادمة, تحت شعار المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في با**تان. ضاربا بذلك وعده بإجراء انتخابات نزيهة على مستوى الرئاسة عرض الحائط, ومخالفا بذلك قرار المحكمة العليا في با**تان. وبدأ الجنرال مشرف يشير إلى أن متابعة سياسته في مكافحة الإرهاب قد تجبره على اتخاذ القرار بالبقاء في السلطة.
وفي حقيقة الأمر أن هذه الخطوة تأتي في إطار مخاوف مشرف من هزيمة نكراء يتوقعها فيما إذا أجريت انتخابات على مستوى الرئاسة والتي قد تنهي مستقبله السياسي إلى الأبد, لا سيما وأنه خسر جميع أصوات الأحزاب الإسلامية البا**تانية على الإطلاق بانضمامه إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية, كما أنه لا يملك ح**ا سياسيا يمكن أن يدعمه سوى الجيش الذي لا يسمح لأفراده حسب القانون بالمشاركة في الانتخابات والعمل السياسي, هذا بالإضافة إلى المعارضة القوية التي يواجهها برويز مشرف من ح**ي الرابطة والشعب وهما أكبر الأحزاب السياسية في البلاد, بعد أن عمل على نفي كل من نواز شريف وبنظيربوتو زعيمي الح**ين خارج البلاد, وتوجيهه تهما بالفساد إلى معظم الشخصيات البارزة في الح**ين.

ومع اقتراب موعد الانتخابات البا**تانية في أكتوبر القادم ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعترف بنظام مشرف عند توليه السلطة كونه لم يبن على أسس "ديمقراطية" إلا بعد انضمامه إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب, ستحاول صناعة سيناريو يسمح للصديق الشجاع بالبقاء في الحكم بالرغم من عدم دستورية هذا الأمر لضمان مصالحها في المنطقة.

ويرى محللون غربيون أن با**تان مقبلة على أزمة سياسية, تعيد إلى الذهن أزمة الحكم في عهد الجنرال ضياء الحق، والذي يُخشى على مشرف من أن يلقى نفس مصيره, أو وقوع عملية اغتيال كما حدث مع الرئيس المصري أنور السادات.

وقد نشرت مجلة "الاندبندنت" المحلية تحليلا دقيقا حول تدهور الأوضاع الأمنية في با**تان إلى درجة أن أجهزة الأمن البا**تانية تفكر حاليا في تركيب أنظمة مضادة للصواريخ في طائرة الرئيس مشرف, وأشارت المجلة إلى تقديرات أحد الضباط العسكريين أن تكلفة هذه الأنظمة قد تصل إلى 50 مليون دولار, حيث سيقوم الخبراء الأمريكان بتركيب هذه الأنظمة وسط مخاوف الاستخبارات البا**تانية من تركيب الأمريكان أجهزة تجسس خلال عملية تركيب الأنظمة المضادة للصواريخ.

ولاشك أن صراع المبدأ والمصلحة أزلي في النفس البشرية, فهل سيصر الجنرال على خسارة المبدأ مع الشعب مقابل مجموعة من المصالح يعرفها الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.