قد جعل الله الأخوة في الدين بين السلم وأخيه أعظم العلاقات والروابط وجعل لهذه الأخوة والصلة حقوقاً أوجبها على كل مسلم حتى جعل تمام الإيمان موقوفاً على أداء هذه الحقوق فقال صلى الله عليه وسلم :(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )). متفق عليه . وهذا لما يكون جو الإيمان هو السائد وتكون القلوب مستنيرة بنور الإيمان والقرآن ، ولكن لمَّا تكون القلوب قاسية منصرفة إلى الدنيا وجمع حطامها والتنعم بعرضها القليل الفاني حينئذ تنقلب الآية ولا يعرف الأخ حق أخيه لأن المال عنده هو أعظم شيء في حياته فلا يؤدي الحق الذي عليه إلا بمقابل من عرض الدنيا حتى يصل مع الأمر أن لا يسلم على من يعرف أو يرجو منه مصلحة . ومن حقوق المسلم على أخيه إذا شفع له أن تكون شفاعة لوجه الله لا يبتغي أجرها إلا من الله فإن أخذ عليها أجراً متفقاً عليه أو قبل فيها هدية أهديت له فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا فاحرص على أداء حقوق إخوانك لوجه الله تعالى وإياك أن تكون من طلاب عرض الدنيا على كل صغير وكبير فتكون يوم القيامة من المفلسين واعلم أنك في زمان قست فيه القلوب وطغت فيها محبة الدنيا على الدين إلا من رحم الله وانظر إلى ما كان عليه الصحابة وماآل إليه الحال بعدهم لتعرف سببه بلاء الأمة وذلها فقد روى الطبري في الكبير 13583 بإسناده عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال :(( أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أحق بالدنيا والدرهم من أخيه المسلم وأنا في زمان الدنيا والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(( إذا ظن الناس بالدنيا والدرهم وتركوا الجهاد في سبيل الله ولزموا أذناب البقر وتبايعوا بالعينة سلط الله عليهم بلاء لم يرفعه حتى يراجعوا ))
((وسبحانك الله وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، اسغفرك وأتوب إليك ))
لا عز لنا إلا بالإسلام