بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن قطيعة الرحم ذنب عظيم، وجرم جسيم، يفصم الروابط، ويقطع الشواجر، ويشيع العداوة والشنآن، ويحل القطيعة والهجران.
وقطيعة الرحم مزيلة للألفة والمودة، مؤذنة باللعنة وتعجيل العقوبة، مانعة من نزول الرحمة ودخول الجنة، موجبة للتفرد والصغار والذلة.
وهي – أيضًا – مجلبة لمزيد الهم والغم; ذلك أن البلاء إذا أتاك ممن تنتظر منه الخير والبر والصلة – كان ذلك أشدّ وقعاً، وأوجعَ مسَّاً، وأحدَّ حدًّا، وألذعَ ميسماً، قال طرفة بن العبد في معلقته المشهورة:
وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند
وكفى بهذا الذنب زاجراً قوله – تعالى – : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) [محمد: 22 – 23].
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخل الجنة قاطع ".
قال سفيان في روايته: " يعني قاطع رحم " .
والواصل – حقيقةً – هو الذي يصل قرابته لله، سواء وصلوه أم قطعوه; ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ".
إذا نظرت إلى قطيعة الرحم، وجدتَ أنها تحدث لأسباب عديدة تحمل على القطيعة; منها:
1 – الجهل
2 – ضعف التقوى.
3 – الكِبْر .
4 – الانقطاع الطويل
5 – العتاب الشديد: فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع – أمطر عليه وابلاً من اللوم، والعتاب، والتقريع على تقصيره في حقه، وإبطائه في المجيء إليه.
6 – التكلف الزائد: فهناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلف لهم أكثر من اللازم، وخسر الأموال الطائلة، وأجهد نفسه في إكرامهم، وقد يكون قليل ذات اليد.
7 – قلة الاهتمام بالزائرين: فمن الناس مَنْ إذا زاره أقاربه لم يُبْدِ لهم الاهتمام، ولم يصغ لحديثهم،
8 – الشح والبخل: فمن الناس من إذا ر**ه الله مالاً أو جاهًا – تجده يتهرب من أقاربه، لا كبرًا عليهم، وإنما خوفًا من أن يُفْتحَ الباب عليه من أقاربه، فيبدؤون بالاستدانة منه، ويكثرون الطلبات عليه، أو غير ذلك!
وبدلاً من أن يفتح الباب لهم، ويستضيفهم، ويوسع عليهم ويقوم على خدمتهم بما يستطيع، أو يعتذر لهم عمّا لا يستطيع –
9 – تأخير قسمة الميراث
10 – الشراكة بين الأقارب: فكثيرًا ما يشترك بعض الأخوة أو الأقارب في مشروع أو شركة ما – دون أن يتفقوا على أسس ثابتة، ودون أن تقوم الشركة على الوضوح والصراحة، بل تقوم على المجاملة، وإحسان الظن.
11 – الاشتغال بالدنيا: واللهث وراء حطامها، فلا يجد هذا اللاهث وقتاً يصل به قرابته، ويتودد إليهم.
12 – الطلاق بين الأقارب
13 – بُعْد المسافة والتكاسل عن الزيارة: فمن الناس من تنأى به الديار، ويشط به المزار، فيبتعد عن أهله وأقاربه، فإذا ما أراد المجيء إليهم بَعُدَتْ عليه الشُّقَّة، فتثبط عن المجيء والزيارة.
14 – التقارب في المساكن بين الأقارب: فربما أورث ذلك نفرة وقطيعةً بين الأقارب، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: " مروا ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ".
15 – قلة تحملِ الأقارب والصبرِ عليهم .
16 – نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات
17 – الحسد: فهناك من ير**ه الله علماً، أو جاهاً، أو مالاً، أو محبة في قلوب الآخرين، فتجده يخدم أقاربه، ويفتح لهم صدره، ومن هنا قد يحسده بعض أقاربه، ويناصبه العداء، ويثير البلبلة حوله، ويشكك في إخلاصه.
18 – كثرة المزاح: فإن لكثرة المزاح آثارًا سيئة; فلربما خرجت كلمةٌ جارحة من شخص لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلاً من شخص شديد التأثر، فأورثت لديه بغضًا لهذا القائل.
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعلنا ممن يصلون ما أمر الله به أن يوصل، وأن يعيذنا من قطيعة الأرحام.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
وللحديث بقيه
منقول من موقع دعوة الاسلام
صلة الرحم تكون بأمور عديدة; فتكون بزيارتهم, وتفقد أحوالهم, والسؤال عنهم, والإهداء إليهم, وإنزالهم منازَلهم, والتصدق على فقيرهم, والتلطف مع غنيِّهم, وتوقير كبيرهم, ورحمة صغيرهم وضعفتهم, وتعاهدهم بكثرة السؤال والزيارة – كما مرّ – إما أن يأتي الإنسان إليهم بنفسه, أو يصلهم عبر الرسالة, أو المكالمة الهاتفية.
وتكون باستضافتهم, وحسن استقبالهم, وإعزازهم, وإعلاء شأنهم, وصلة القاطع منهم.
وتكون – أيضًا – بمشاركتهم في أفراحهم, ومواساتهم في أتراحهم, وتكون بالدعاء لهم, وسلامة الصدر نحوهم, وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم, والحرص على تأصير العلاقة وتثبيت دعائمها معهم.
وتكون بعيادة مرضاهم, وإجابة دعوتهم.
وأعظم ما تكون به الصلة, أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى, وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
أما فضائل صلة الرحم فحدث ولا حرج; ففضائلها كثيرة, وعوائدها جمة, وهذه الفضائل تنتظم خيري الدنيا والآخرة, ونصوص الكتاب والسنة في ذلك متظاهرة, وكذلك أقوال العلماء والحكماء, فمن تلك الفضائل ما يلي:
1 – صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – : " من كان يؤمن بالله واليـوم الآخر فليكرم ضيفه, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ".
2 – صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الر**: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " من أحب أن يبسط له في ر**ه, ويُنْسَـأَ له في أثره فَليصل رحمه ".
ومما قاله العلماء في معنى زيادة العمر, وبسط الر** الواردين في الحديث ما يلي:
– أن المقصود بالزيادة أن يبارك الله في عمر الإنسان الواصل, ويهبه قوة في الجسم, ورجاحة في العقل, ومضاءً في العزيمة, فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال.
3 – صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: " إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة, قال: نعم, أما ترضين أن أصل من وصلك, وأقطع من قطعك? قالت: بلى, قال: فذلك لك ".
4 – صلة الرحم من أعظم أسبـاب دخـول الجنــة: فعـن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – أن رجلاً قال: يا رسول الله, أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار, فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " تعبد الله ولا تشرك به شيئًا, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصل الرحم ".
5 – صلة الرحم طاعة لله عز وجل: فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل.
قال – تعالى- مثنيًا على الواصلين: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) [الرعد: 21].
6 – وهي من محاسن الدين: فالإسلام دين الصلة, ودين البر والرحمة, فهو يأمر بالصلة, وينهى عن القطيعة, مما يجعل جماعة المسلمين مترابطة, متآلفة, متراحمة, بخلاف الأنظمة الأرضية التي لا ترعى ذلك الحق, ولا توليه اهتمامها.
7 – وهي مما اتفقت عليه الشـرائـع: فالشرائـع السماوية كلها أمرت بالصلة, وحذرت من ضدها, وهذا يدل على فضلها, وعظم شأنها.
8 – صلة الرحم مدعاة للذكر الجميل .
اخي هناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. عن قطع الرحم (غير الاحاديث المذكورة)
لو أحد يذكر الحديث فيكتبه .. وجعلها الله في ميزان حسناتته
يزاك الله خير و بارك الله فيك
موضوع يلامس شغاف القلوب بأسلوبه الشيق … أحسنت الاختيار
وفقك الله
جزاك الله خيرا …….وسوف احاول أن ابحث لك عن الحديث الاخر
مشكووووور على الرد والتواصل
حياك الله
جزاك الله خيرا …….
مشكووووورة على الرد والتواصل المستمر
حياك الله
العفووووووووو
جزاك الله خيرا …….
مشكووووورة على الرد والتواصل المستمر
حياك الله