مفعول الإيمان في قلب الانسان 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه .

ما وجدت شيئا يؤثر في الانسان مثل الايمان بالله .. فانه يؤثر في قلب المؤمن تاثيرا بليغا فيحوله الى انسان خارق ، ومدهش .. انسان قوي ، وصامد، انسان عاقل ، وحكيم ..

جاء المشركين ، وعلى راسهم عدو الله : امية بن خلف ، بالصحابي الجليل مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه، يسحبونه على رمال الصحراء الحارة ، ويجلدون جسمه بسياط حقدهم ، وكرههم للدين حاملين في قلوبهم العنصرية النتنة ، والبغض الكامل لدين الله .. بل ووضعوا على جسمه صخرة اطبقت به الارض ، ويكانهم وضعوا ارضا فوقه ، والارض من تحته .. وفي خضم هذا العذاب الاليم ن والمرعب حقا الذي لو سمع به احدهم لربما انتفض من وحشيته ، وقسوته .. طالبوه ان يذكر الهتهم بخير ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ودينه بسؤ ، فاطلق شعاره التوحيدي الخالد في وجوههم **هم ناري احرق قلوبهم فقال : ( احدٌ احد ) .. وبعد ان حماه الله عز وجل منهم ، ونجا من وحشيتهم سئله اخوانه من الصحابة .. كيف استطاع ان يصبر ، ويتحمل ، وهو ذلك البشري الضعيف الذي تجرحه شوكة ، ويسهره ضرس ، فرد مبينا لهم

وكاشفا لهم عن قوة ٍ جبارة كانت كامنة فيه فقال : ( مزجت حلاوة الايمان بمراراة العذاب ففاقت حلاوة الايمان مرارة العذاب ) او كما قال .. الله اكبر ، ارايتم مفعول الايمان في قلب الانسان ؟؟

ومثال اخر ، ما روي عن عروة بن ال**ير ، حين اصابت رجله ( الاكلة ) _ السرطان في عصرنا _ وقرر الاطباء ان تقطع لئلا يتسرب المرض الى جسمه فيهلكه.. برايكم الا يحتاج قطع الرجل الى مخدر ما ، يعطل العصب عن الاحساس ؟ بلى ، ولكن عروة كان يملك مخدر ا اخر ، مخدرا ليس كهاذه المخدرات التي تفقد صاحبها وعيه ، وتعطل عصبه .. بل مخدرا هو اس اليقظة ، ومنتهى التاثر .. فعند ما مكنهم من قطع رجله لم يكن الرجل نائما على سرير ابيض في غيبوبة عن العالم ، بل كان ساجدا لله ، متصلا به .. فقطعوا له رجله ، ولم يتاثر . فاي بشري هذا الذي يستطيع ان يبلغ هذه الدرجة من الصبر ، والتحمل لو ان قلبه لم يذق حلاوة الايمان ، والتعلق بالله .. هنالك الكثير من الامثلة سواء في سلفنا الصالح ، او حتى في عصرنا الحاضر تدل على مفعول الايمان بالله في قلب الانسان ، وليس في مجال الصبر ، والتحمل فقط بل في كل المجالات ، فالمؤمن العامل يحتم عليه ايمانه اخلاصا عليه في عمله ودقة ، والطبيب المؤمن يحتم عليه ايمانه امانة في مهنته ، ودقة ، والمراة المؤمنة يحتم عليها ايمانها عفة ً في حياتها ، وعبادة … الخ .

فينبغي علينا ايها الاخوة في الله ان نسعى الى تطهير قلوبنا من رجس الدنيا ، والشهوة ، والمعاصي ، وتزيينها بالايمان ، والتقى لتتفاعل ، وتتغير ، فنتغير . قال تعالى : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) ، ولن نحصل على الايمان الصحيح الا بتوحيد صحيح نستمده من الكتاب ، والسنة . وبعلم نتعلمه من الكتاب والسنة ، وبعمل خالص لله وفق الكتاب ، والسنة .

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.