كنت في زيارة لبعض العلماء في صنعاء، للاستفادة منهم في موضوع بحث يتعلق بالدعوة وإقامة الحجة على الناس بتبليغ هذا الدين…
وممن تمت زيارتهم العلامة الكبير الدكتور عبد الكريم زيدان العراقي الشهير، حيث كنت في منزله، بعد مغرب يوم الأحد الثاني عشر من شهر جمادي الآخرة من عام 1445هـ العاشر من شهر أغسطس2003م.
وقبل أن ابدأ بإلقاء الأسئلة التي أردت إجابته عنها، طلب مني التعليق على ما يدور في المملكة العربية السعودية هذه الأيام من أحداث مقلقة من بعض الشباب.
فلبيت طلبه باختصار شديد، وقلت له:
إن ذلك تصرف من شباب ينقصه الفقه في الدين، وأخشى أن يكون وراء كثير منهم جهات مشبوهة، تريد نشر الرعب والإخلال بالأمن باسم الإسلام…
فقال [أنقل ما فهمته من كلامه بالمعنى] الدكتور زيدان:
إن الواجب على الشعب السعودي، وبخاصة العلماء والمثقفين ومن لهم تأثير في المجتمع، أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذه الهجمة الشرسة على هذا البلد المسلم، التي لا يقصد منها إلا النيل من الإسلام، في عقر الديار الإسلامية.
ثم قال:
لقد كنت سنة 1974م في الرياض، للمشاركة في ندوة فقهية، وزارني أحد الشباب في الفندق، واسمعني كلاماً عاطفياً مضمونه عدم الرضا عن الوضع في هذا البلد..
فقلت له:
احذروا من التمادي في هذه الأفكار والانسياق وراء مروجيها، فإنها شبيهة بالقضاء على حارس بستان تكون نتيجته تخريب البستان وإفساده…
ثم قال الدكتور:
بلاد الحرمين أمانة في عنق كل مسلم، والواجب على أهل هذا البلد أن تجتمع كلمتهم ويبتعدوا عن الخلافات التي يتمنى الأعداء اتساعها، ليحققوا بذلك أهدافهم الماكرة. انتهى.
وأُذَكِّر بما كنت كتبته في هذا الموضوع، ونشرته في مواقع كثيرة من الشبكة العالمية "الإنترنت"..
وأكرر دعوتي للشباب المسلم أن يتقي الله تعالى في وقاية هذا البلد من الإخلال بالأمن في بلد الأمن والإيمان..
فإن ذلك لا يرضي إلا أعداء هذا الدين الذين لا يفتأون يحاربونهم بكل وسيلة متاحة لهم..
وأشد تلك الوسائل وأعظمها خطراً.. تسليط بعض أهله على بعض..
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/83.htm
الدكتور عبد الله قادري الأهدل..