تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من خطبة الشيخ يوسف القرضاوي يوم الجمعة بتاريخ 8/9/2001

من خطبة الشيخ يوسف القرضاوي يوم الجمعة بتاريخ 8/9/2001 2024.

تحية للشاب الذي وضع رأسه على كفه وقدم نفسه للمسجد الأقصى وللأمة الإسلامية
الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،

فيا أيها الأخوة، لا نستطيع من فوق هذا المنبر إلا أن نحيي هذا الشباب المؤمن الشباب الذي وضع رأسه على كفه وقدم نفسه لقضيته وللمسجد الأقصى وللأمة الإسلامية كلها، نحيي هؤلاء الشباب شباب المقاومة الإسلامية شباب الجهاد الإسلامي الذين يروعون أعداء الله ما بين الحين والحين، بهذه العمليات البطولية الاستشهادية التي أثبتت أن المسلمين لا يزالون قوة مؤثرة وأن المسلم يستطيع أن يجعل من نفسه قنبلة بشرية تواجه القنبلة النووية، هذا الشباب الذي فجر التفجير الأخير، الذي أرعب اليهود، أدخل الرعب في قلوبهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، عشرون قتيلاً من المجرمين ومئات أو أكثر من مائة من الجرحى، هؤلاء نحييهم ونشد على أيديهم ونقول لهم استمروا في جهادكم، ما دام الاحتلال قائماً وما زال الظلم مستمراً، ما دام هذا الطغيان يتحكم في الرقاب ويتسلط على عباد الله، ما دام شارون متألهاً في الأرض يزعم أنه أشد قوة من عاد وثمود (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) شارون الذي يتحدى ويتصدى ويتعدى ولا يبالي لأنه وجد أمة للأسف كأنما هي ميتة، كأنما نخاطب أصحاب القبور، الأمة التي استيأست يجب أن يكون هناك شباب يحيي مواتها وينفخ فيها الروح من جديد، هذا الشباب البطولي هذا الشباب الفدائي الذي يفجر نفسه في الله، هو دليل على حيوية هذه الأمة، ينبغي أن ندعو لهؤلاء الذين استشهدوا في سبيل الله ندعو لهم بالرحمة وبالجنة وبأعلى المراتب عند الله عز وجل، وندعو للشعب الفلسطيني بمزيد من تخريج مزيد من هؤلاء التلاميذ، تلاميذ مدرسة الجهاد المحمدي، الجهاد النبوي، هؤلاء التلاميذ هم الذين سيحيون القضية، هم الذين يفرضون على شارون وغير شارون أن يطالب بالتفاوض، ينبغي أن يستمر الجهاد، وأن تستمر المقاومة وأن تستمر الانتفاضة، وكل عمل لإجهاد الانتفاضة وإيقافها هو ضرب من الخيانة لله ولرسوله، ضرب من الخيانة للأمة وللأقصى وللقدس، ضرب من الخيانة لقضية فلسطين، يجب أن تستمر الانتفاضة ويجب أن تدعم الانتفاضة ويجب أن نؤيد الانتفاضة بما نستطيع بأنفسنا إن استطعنا، بأموالنا إن لم نستطع الجهاد بالأنفس، بدعائنا في الصلوات والخلوات والأسحار، بإنجادنا لهم بما استطعنا من أموال، بمقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية، بكل ما نستطيع علينا أن نؤيد الانتفاضة ونؤيد اخواننا في الانتفاضة ولا نتراجع عن موقفنا أبداً نحن أصحاب حق، كيف نتخلى عن حقنا والمبطلون يريدون بباطلهم أن يضيعوا حقنا وأن يميتوا حقنا وأن يجبرونا أن نتنازل عن حقنا، الغريب الدخيل الطريد الذي جاء من بلاد شتى واحتل الأرض وانتهك العرض وداس الحقوق والحرمات هذا يريدنا أن ننزل عند رأيه ولن ننزل، لن ننزل ما دام فينا مثل هؤلاء الشباب الذين يفجرون أنفسهم في أعداء الله، هذا ما يؤيده وما نرحب به وما نحييه وإذا مات أحد من المدنيين فأنا أقول كل المجتمع الإسرائيلي عسكري، من لم يكن في الجيش اليوم يمكن أن يستدعى غداً، وإذا مات طفل أو نحو ذلك فهو غير مقصود، إنها ضرورة الحرب وللحرب ضرورات والضرورات تبيح المحظورات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.