موقف الإسلام من المرأة هو العطاء بلا حدود لصالحها فى كل أوضاعها الخاصة والعامة وفى علاقتها بزوجها ومكانتها فى الأسرة وفى ا لمجتمع . وقبل أن أمضى فى تفصيل ذلك أحيل من يزعمون أن الإسلام هضم حقوقها ووضعها فى المكانة الأدنى ، أحيلهم إلى ما كتبه كبير فيهم هو وول ديورانت فى كتابه قصة الحضارة ليقفوا من خلاله على ما كان عليه حال المرأة فى الجاهليات القديمة عربية وغير عربية وكيف كانت تباع كالعبيد وتورث كالمتاع ، بل كيف كانت تحرم من حق الحياة وتوأد حية على نحو ما كان يفعل بعض عرب الجاهلية . وكيف كان ينظر إليها فى بعض الشرائع على أنها الشيطان وأن فى روحها من الشر ما يجب توقيه . حتى جاء الإسلام فأنقذها من مظالم هذه الجاهلية ووقف القرآن ليعلن - وبصراحة كاملة - حقها فى الحياة وينعى على أهل الجاهلية سلوكهم فيقول : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون ) كما أعلن الإسلام عن رفضه أن تهدر آدميتها وأن تورث كالمتاع أو أن يضيق على حريتها فى الزواج وأمر بإحسان عشرتها فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) . كما صان الإسلام العلاقة الأسرية الحميمة بها عن الابتذال وقرر لها حدودا تحميها وتصونها بحيث لا تصبح المرأة كصحفة الطعام يغمس يده بها الأب وال*** والأخ والعم والخال وغيرهم مما ينزل بها حتى عن مستوى الحيوان ، وحدد ذلك بوضوح تام ، واعتبر مخالفة ذلك فاحشة حين قال : ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ) . يتحدث القرآن بهذا قبل خمسة عشر قرنا ونسمع فى حضارتهم فى القرن العشرين من يمارسون الشذوذ مع بناتهم وأخواتهم ومن يدنسون سواء الفطرة وينحطون بها إلى أسفل درك . ولعل من الطريف أن نشير إلى تبرئة القرآن للمرأة من تهمة أنها وسوست لآدم حتى أخرجته من الجنة حيث يقول : ( وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا ) . فليست حواء هى التى وسوست لآدم وليست هى التى عصت الأمر الإلهى ، لكنه الشيطان الذى وسوس وآدم الذى عصى ربه . أبعد هذا يقال إن الإسلام وضعها فى المكان الأدنى
.
زانتظروا مني البقية…