.:.: لابد من صنعاء وإن طال السفر :.: 2024.

في بداية رسالتي هذه سوف أسائل عن حالكِ وحال أهلكِ الذين تحتويهم بكل حب وسعة صدر والذين يزيدون يوماً عن يوم ويكتظون من كل ناحية وصوب في أرجاءكِ المترامية الأطراف , منهم من أبناءكِ والآخرون قد يأتون لزيارتكِ من كل أصقاع العالم وتستقبليهم بكل حفاوة وكرم ولا تشعريهم أبداً بأنهم ضيوف بل هم في بلادهم التي يفارقونها لأجل عينيكِ يا مدينتي ,,

غاليتي صنعاء عندما أمر كل يوم في شوارعكِ الجميلة, وأعيش بهوائكِ الذي أتنفسه كل يوم وليلة, وأبقى دائماً وأبداً ذلك المحب المخلص لكِ بكل ذرة من كياني.. هنا فقط سوف تشعرين كم أحببتكِ من كل قلبي وذاتي.. سوف أهمس بكل شوق أني مغرم بكِ وسوف أقول بأعلى صوت أني أحبكِ يا صنعاء , يا مدينة أسكنتها بقلبي ورسمتها بأناملي بين ثنايا الحروف وفراغات الأسطر والنصوص, كي تبقي محفورة في ذاكرتي كنقوش سبأ وحِمّْيرالتي مازالت تحكي وتتغنى بتاريخكِ المجيد ,,

عندما أسافر إلى مدن آخري أتفرس في وجوه المباني وخطوات الرصيف وبصمات الحضارة لعلني أجد ما يذكرني بكِ هناك ولكني أعود في قرار نفسي خائباً وقائلاً بفخر.. لم ولن أجد من يضاهيكِ رونقاً وشموخً وأصالة, فأنتِ لوحة فيها جميع الألوان كوردة باسقة تتفتح كل صباح ويفوح عبيرها عند حلول الليل, فيا لهذا الجمال الذي تعكسه السماء الزرقاء في مرآة طرقكِ المبللة بزخات الأمطار,,

سآتي إليكِ بكل شوق وحنين … سآتي إليكِ وإن طالت الأيام والسنين, يا مدينةً لطالما أُسرت ببنائها الرائع وأهلها الطيبين, فلن أشعر بالإنهاك جراء عناء السفر بل سوف أقبل ثراكِ وأعانقكِ بكل حب واشتياق يا مدينتي الحبيبة…