تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لا تكوني مثلها (1/3)

لا تكوني مثلها (1/3) 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :
* أختاه !
يا صاحبة الهمة العالية ، والعزيمة المتوقدة ..
يا من تعيشين لغاية ، وتحيين لهدف ..
يا من استشعرت لماذا وجدت في هذه الحياة ..
إليك هذه الرسالة ممن يحب لك الخير وأسبابه ، ويخشى عليك من الشر وأربابه .. نفعك الله بها ، وشرح صدرك لقبولها ..

———————

أختاه ! لا تكوني مثلها !

فإنها امرأة تعيش سبهللاً في تيه وفراغ ، وغفلة وضياع .
فهي مشغولة بغير مُهمَّة ، متحركة في غير نفع ، مهمومة بالتوافه ، مشغولة بالمحقرات .. همتها باردة وعزيمتها خائرة ، ترضى من العظائم بأقلها ، ومن المكارم بأدناها .
غدت الدنيا أكبر همِّها ، ومبلغ علمها ، ومنتهى أحلامها ، وغاية رغبتها ، ونسيت أنها عرضٌ زائل ، ومتاعٌ راحل ، وأمنية منقطعة .
قال تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً ) [ النساء : 77 ] .
ترتكب المحرمات .. ولا تحزن !
تُحرم من الحسنات .. ولا تأسف !
يقسو قلبها ، وتجف عينها ، ولا تشعر !
وإنما جعلت النار الحامية لإذابة القلوب القاسية !
ولكن .. من يتذكَّر ؟!
من يتأمل .. من يتدبَّر ؟!
قال تعالى : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ] .
لم تحزن يومًا على ما أمامها من هول المطلع في يوم المفزع ، ولا على ما بين يديها من كرباتٍ جسيمة ومصاعب عظيمة لا يعلم مداها ولا منتهاها إلا خالقها ومولاها .
لم ترهب يومَ وقوفها بين يدي ربها ، يوم الرجوع إليه ، والعرض عليه ، والوقوف بين يديه .
تبكي على فوات شيء من الدنيا ، ولا تبكي على ذهاب الدين !
قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) [ الأعلى : 16،17 ] .
* مهتمة – غاية الاهتمام بجسدها : ماذا تغذيه ؟ وماذا تلبسه ؟ وأين تسكنه ؟ وكيف تنعمه ؟
وما السبيل إلى تجميله وتحسينه ؟
ليس لها همٌّ غيره ! ولا شغل سواه !
يا خادم الجسم كم تسعى لراحته ** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها ** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
* لو أعطبَ الخياط فستانها ، لبكت ثم بكت ، وملئت الدنيا بكاءً وعويلاً ، حتى يكاد قلبها يتفطَّر كمدًا ونكدًا .
يا للعجب !
لم تبكِ يومًا من ذنوبها ، وتفريطها في جنب ربِّها ، ولم تحزن على تضييعها لفرائض الله ، وانتهاكها لمحارمه .
وعلى هذا فلتسكب العبرات ولتمسح الدموع !
* همها الأكبر وحرصها الأكثر أن تكون أجمل وأكمل من صويحباتها ، وأن تلبس أحلى وأغلى منهنَّ .. تتباهى بذلك عليهنَّ ..
ويحها ! أما علمت أنه ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .
أما سمعت قول الحبيب – صلى الله عليه وسلم – : ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) .
اهتمت بظاهرها ، وغفلت عن باطنها ، وتلك بليَّة البلايا !
إذا أخو الحسن أضحى فعله سمجًا ** رأيت صورته من أقبح الصور
وهبه كالشمس في حسن ألم ترنا ** نفِرُّ منها إذا مالت إلى الضرر ؟
* لو ظهرت في وجهها بثرة أو حبة لملئ قلبها همًا وغمًا ، وحزنًا وألمًا ..
وغدت لا يُهنأ لها عيش ، ولا تطيب لها حياة حتى تزول عنا وتتشافى منها ، ولربما بذلت الأموال الطائلة ، وأضاعت الأوقات الغالية لزوالها عنها ، والسلامة منها .
وربما – في غفلة منها – قلبها مريض بالأمراض القلبية المعطبة كالنفاق وحب الشهوات وتعلق القلب بغير الرب ، والحسد والكبر والتعالي ..
لا تحس بها ، ولا تشعر بوجودها ، ولا تخاف منها ، ولا تخشى عاقبتها ، ولا تسعى في تحصيل العافية منها والسلامة من عقوبتها !
وكأنما أمنت مكر الله وعقوبته ، وضمنت عفوه ومغفرته !
قال تعالى : ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون (45) أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين (46) أو يأخذهم على تخوفٍ فإن ربك لرءوف رحيم ) [ النحل : 46-47 ] .
فتبًا للغفلة ما أشنعها ! وللقسوة ما أبشعها !
* تقوم قائمتها ولا تهدأ ، وتهيج عاصفتها ولا تسكن إذا كُسرت زجاجة أو زينة مزخرفة مما تزين به الجدران والحيطان والأركان .
ولا تثور لها ثائرة عندما يُنتقض دين الله عندها أو ترتكب معصية لله تعالى بحضرتها .
وكأنما دينها آخر اهتماماتها وأقل مسئولياتها !
وإنما يكون قدرها بمقدار ما تحمل من دينها ..
* تُعرض عنها رفيقة دربها وصديقة عمرها ، فتذوب ألمًا وتذوي ندمًا ، لفراق من تحب ، وهجران من تهوى ..
تتشفع عندها بمن تثق ، وتبعث لها بما تحب ، وترسل لها رسائل اللوعة والحرقة .. تتملَّقها ، وتتعرَّض لها ، حتَّى يرق طبعها ، فتعود إليها ، وتقبل عليها ..
وأين هي عن الله ؟!
كم تفرط في أمره وتتجرأ عليه !
كم تحاربه بالمعاصي وتتبغض إليه بالسيئات !
كم تنتهك حدوده ، وتضيع فرائضه ، وترتع في حماه !
تم لا تتملَّقه ، ولا تتعرض لرحمته ، ولا تتزلف إليه بمحابه ، ولا تتقرب إليه بامتثال أمره واجتناب نهينه ..
يا حسرة على العاضين يوم معادهم ** لو أنهم سبقوا إلى الجنات
لو لم يكن إلا الحياء من الذين ** ستر العيوب لأكثروا الحسرات
ما لها ترتبت يمينها ؟!
أفي غٌنية هي عن الله ؟! أم أنها لا يهمها رضاه ؟!
سبحان الله ! ما أحلم الله على من عصاه !
قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب ) [ البقرة : 165 ] .

يتبع ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،،

اللاجئ إلى الله بارك الله فيك وجزاك الله ألف خير
شكرا على الموضوع الرائع
خطأ في كتابه كلمة في الآيه

أرجوا سرعه التغييير

يون المفروض يرون ، أخر آيه في الموضوع

جزاك الله خير على التنبيه ،،

تم التعديل ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك فيك وفي الشيخ عبداللطيف الغامدي على هذه الكلمات التي بحق تتكلم عن واقع الكثير من أخواتنا المسلمات نسأل الله لنا ولهم الهدايه والثبات على ذكره وأن يجعل أحسن أعمالننا خواتيمها

والسلام عليكم

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.