إن هذه المرأة العربية المسلمة عبرّت بكلماتها هذه عن بعد نظر عجيب ودقة في صياغة النصيحة وبلاغة عالية. فقد أدركت بحدسها وفطنتها أن المرأة ينبغي أن تكون إيجابية فاعلة وتكون صاحبة المبادرة لأنها أدركت أنها لو فعلت ما أمرتها به فهي الكاسبة :" كوني له أرضاً يكن لك سماء، كوني له مهاداً يكن لك عماداً) ونأتي إلى العبارة التي وقد لا تعجب الكثيرين لأنهم اكتفوا بظاهر العبارة كوني له أمة يكن لك على الفور عبداً0
لا شك أن النصيحة لم تقصد العبودية الذليلة بمعناها الحرفي فقد جاء الإسلام ليحرر البشرية من كل أنواع العبوديات ذلك أن أول كلمة ينطق بها من يريد دخول الإسلام أن ينفي العبودية لكل شيء سـوى العبودية لله الواحد الأحد " لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله) .
فما العبودية التي قصدتها المرأة؟
إن العبد هو الذي يتنازل عن إرادته ورغباته وشهواته لمن ملك أمره ، فالمرأة إذا ما أسلمت زمام أمرها لزوجها فإنه بلا شك إذا كان سوي العقل صحيح الأخلاق سيبادر إلى تقديم نفسه ليكون طوعاً لها لا يخالفها ولا يغضبها ولا يستبد بها. وكأنّ أسماء بن خارجة قد سبقت زمنها وسبقت أولئك الذين يقولون بأن الزوجين يصبحان شيئاً واحداً يصبحان كياناً واحداً . فما أعجب بلاغتهـا فقد أكدت ل***تها أنه سيصبح لها على الفور عبداً . وقد توقفت عند كلمة على الفور أهي لضرورة البلاغة أو المقصود تحقق النتيجة ؟ لا ليست للبلاغة ولكن لتأكدها من تحقق ذلك.
اخواتى الافاضل جربوا ولن تندموا0