تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فكر في حالك مع الهوى

فكر في حالك مع الهوى 2024.

من الأمور التي يجب أن تفكر فيها أخي وتجعلها نصب عينيك: أن تفكر في حالك مع الهوى.. فقف الآن مع نفسك واختبرها:

(*) «.. افرض أنه بلغك أن رجلاً سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وآخر سب داود -عليه السلام-، وثالثاً سب عمر أو علياً -رضي الله عنهما-، ورابعاً سب إمامك، وخامساً سب إماماً آخر.. أيكون سخطك عليهم وسعيك في عقوبتهم وتأديبهم أو التنديد بهم موافقاً لما يقتضيه الشرع؟ فيكون غضبك من الأول والثاني قريباً من السواء وأشد مما بعدهما جداً؟ وغضبك على الثالث دون ذلك وأشد مما بعده، وغضبك على الرابع والخامس قريباً من السواء، ودون ما قبلهما بكثير؟!!

(*) افرض أنك قرأت آيةً؛ فلاح لك منها موافقة قولٍ لإمامك، وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليهما سواءً؟ لا تبالي أن يتبين منهما بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟!!

(*) افرض أنك وقفت على حديثين لا تعرف صحتهما ولا ضعفهما، أحدهما: يوافق قولاً لإمامك، والآخر: يخالفه.. أيكون نظرك فيهما سواءً، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟!!

(*) افرض أن رجلاً تحبه وآخر تبغضه تنازعا في قضية، فاستُفتيتَ فيها ولا تستحضر حكمها، وتريد أن تنظر.. ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه؟

(*) افرض أنك وعالماً تحبه وآخر تكرهه، أفتى كل منكم في قضية واطلعت على فتويي صاحبيك فرأيتهما صواباً، ثم بلغك أن عالماً آخر اعترض على واحدة من تلك الفتاوى وشدد النكير عليها.. أتكون حالك واحدةً سواء كانت هي فتواك أم فتوى صديقك أم فتوى مكروهك؟

(*) فتش نفسك.. تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين، وتجد من تبغضه مبتلى بمعصية، أو نقص آخر ليس في الشرع بأشد مما أنت مبتلى به! فهل تجد استشناعك ما هو عليه مساوياً لاستشناعك ما أنتَ عليه، وتجد مقتك نفسك مساوياً لمقتك إياه؟

وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى، وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى ليَ؛ فيلوح لي فيها معنى؛ فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبّر ما بذلك الخادش وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه، وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني؛ صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لم يعلم بذلك أحدٌ من الناس! فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟!! فكيف لو لم يلح لي الخدش، ولكن رجلاً آخر اعترض علي به؟!!! فكيف لو كان المعترض ممن أكرهه؟!!!!

هذا ولم يكلف العالم بأن لا يكون له هوى.. فإن هذا خارج عن الوسع.. وإنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها؛ حتى يعرفه، ثم يحترز منه، ويمعن النظر في الحق من حيث هو حق، فإن بان له أنه مخالفٌ لهواه آثر الحق على هواه…..

والعالم قد يقصر في الاحتراس منه هواه ويسامح نفسه؛ فتميل إلى الباطل؛ فينصره، وهو يتوهم أنه لم يخرج من الحق ولم يعاده! وهذا لا يكاد ينجو منه إلا المعصوم، وإنما يتفاوت العلماء، فمنهم من يكثر الاسترسال مع هواه، ويفحش حتى يقطع من لا يعرف طباع الناس ومقدار تأثير الهوى بأنه متعمد، ومنهم من يقل ذلك ويخف.

ومن تتبع كتب المؤلفين الذين لم يسندوا اجتهادهم إلى الكتاب والسنة رأساً، رأى فيها العجب العجاب، ولكنه لا يتبين له ذلك إلا في المواضع التي لا يكون له فيها هوى، أو يكون هواه مخالفاً لما في تلك الكتب، على أنه إذا استرسل مع هواه زعم أن موافقيه براء من الهوى، وأن مخالفيه كلهم متبعون للهوى!!»

(انتهى نقلاً من كتاب: «القائد إلى تصحيح العقائد» للمعلمي اليماني -رحمه الله-.)

——————————————————————————–
وأزيد ما يلي:

(*) لو سمعت حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيه ما قد لا يستحسنه عقلك، أتذهب لتبحث عمن ضعف الحديث؟ أم أنك سترده مباشرة دون أدنى نظر حتى؟ أم أنك ستتجرد للحق؛ فإن صح الحديث فرحت به؟

(*) لو بلغك أن شخصاً -تعتد برأيه وتحبه- أخطأ بالدليل الشرعي، هل ستبحث عمن وافقه في خطأه؟ أم أنك ستنظر في الأدلة بتجرد، فتتبع الحق والدليل؟

(*) لو أتاك ناصح، لكنه نصحك بأسلوب سيء أو فظ غليظ، ولكن قوله حق.. هل ستأخذ بالحق مهما كان أسلوبه سيئاً، أم أنك ستبطر الحق لسوء أسلوب الناصح؟

(*) هب أنك كنت تداوم على عملٍ تظنه عملاً صواباً صالحاً، ربيت عليه، ووجدت أشياخك أو آباءك عليه، ولكن بان لك دليل يدل على بطلانه، هل ستتبع الحق مباشرة أم أنك ستبقى على ما أنت عليه، وتتأول، أو تأخذ بفتوى من وافقك، أو تقول: لعل الله يغفر لي؟!!

(*) هل تحرص في معرفة الحق على فعل أكثر الناس من حولك، أم أنك مستعد لأن تأخذ به، حتى لو خالفت كثيراً من الناس، وإن كان هؤلاء الناس من الأهل والخلان؟

(*) عندما تغضب -في نقاش مثلاً-، هل تكون متأكداً أن غضبك لله أم لنفسك؟

(*) وأخيراً.. عندما قرأت هذا المقال.. هل ظننت أن غيرك هو المقصود به، أم أنك أنت المقصود؟!!!

جزاك الله خير….فعلا الهوى يأثر بدرجه كبيره
بصراحة بجاوب على سؤالك الأخير ..

كأني قريت مقالة تتكلم عن نفسي

فعلا ..
الواحد منا يتعرض لمعارك يومية ضاريه بينه وبين نفسه
وهذا اصعب شئ على المرء
وفي ذلك على المرء أن يستعين بالله
حتى ينير دربه

الله ينور دربك .. أخوي طالب العلم
ما شاء الله عليك
كتاباتك وردودك دائما جميلة وقوية
الله يجعلك ذخر للإسلام
والله يقر فيك عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعيون والديك

وجزاكم

واتمنى ان يفيد الموضوع اكثر الموجودين ……ولو قلت الردود

للرفع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.