تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فرقاء الصراع في الشرق الأوسط العرب3

فرقاء الصراع في الشرق الأوسط العرب3 2024.

تعني كلمة عرب فى العبرية (غرفيم) الصحراء أو سكان الصحراء وقد وردت الإشارة الأولى لكلمة (عربي) في المدونات التاريخية فى نقش يرمز إلى (شلمناصرالثالث) ملك الدولة الآشورية .وقد خلد هذا النقش ذكرى انتصارة على ملك دمشق الآرامي وحلفائه: آهاب ملك اسرائيل و(جندبو) الشيخ العربي . وكانت المعركة قد حدثت فى مكان يدعى (قرقر) في شمالي مدينة حماة السورية فى سنة 854 ق. م . ورد ذكر (الجمل) هنا أيضا للمرة الأولى في النقش وظهرت كلمة (عرب) أو (عربي) في عدة أماكن في النصوص التوراتية ، وعرفت القبائل السامية التى بقيت فى شبه الجزيرة العربية باسم القبائل العربية وتطورت لغاتها مكونة لهجتان رئيسيتان واحدة في شمالي شبه الجزيرة و الأخرى في الجنوب وادعىعرب الجنوب انحدارهم من جد اسمه قحطان هو نفسه (يقظان) بن شالخ بن سام بن نوح . وتظهر أسماء أولاده ثانية بأسماء عربية . وانحدرت القبائل الشمالية من إسماعيل واحتفظت باسم مميز هو (أبناء إسماعيل ).
وغدت البقاع التي هاجر إليها الساميون عرضة لاحتلالات متوالية من قبل قوى أجنبية أشهرها الفرس تحت قيادة قورش والمقدونيون تحت لواء فليب الثاني والد الإسكندر وبعده تحت لواء الإسكندر، أما الاحتلال الروماني فكان الأطول والأكثر دمارا .
وخضع الناس خلال الاحتلالات المتعددة للحكم الأجنبي لكنهم لم يتعرضوا (للجلاء أو النفي) فيما عدا العناصر (العبرانية ) التى غدا موضوع إجلائها أو نفيها الموضوع الرئيسي والفرعي من كتب النبوءات فى الكتاب المقدس.
وفى عام 370م اعترفت الحكومة الرومانية فى ظل الإمبراطور قسطنطين بالمسيحية ديانة رسمية للدولة وجرى تحويل الكثير من الذين كانوا يعيشون في المناطق المحتلة إلى الديانة المسيحية .
فى عام 635 م حدثت هجرة سامية جديدة وكبيرة تحت لواء الاسلام وكان الذي حدث في الحقيقة هو الفتح الإسلامي الذي طرد الرومان من شمال أفريقيا ومصر وبلاد الرافدين وبلاد الشام (سوريا وفلسطين ولبنان)
ولم تقم حركة الفتح الاسلامي بتهجير السكان بل فرضت عليهم اللغة العربية وتقبل السكان فيما عدا الذين كانوا يدينون بالمسيحية واليهودية العقيدة الإسلامية وفتح العرب مناطق أخرى في الشرق والغرب.
إن الغالبية العظمى من العرب الفلسطينيين لم يدخلوا إلى فلسطين مع الفتح الاسلامي، فالفلسطينيون هم بشكل رئيسي من أبناء الساميين الذين سكنوا فلسطين منذ عهود سحيقة من الكنعانيين والقبائل السامية الأخرى ومن اليهود الذين سباهم الآشوريون أو البابليون ، وجرى امتصاصهم وذوبانهم بين بقية السكان .
وطبيعى أنهم يضمون بين صفوفهم أبناء الذين هم من أصل غير ساميّ والذي يحتمل أنهم تخلفوا فى البلاد بعد المحتلين الفرس والمقدونيين والرومان وآخرين طردهم الفاتحون العرب وقد جرى تعريب هؤلاء بشكل كامل من قبل الفتح الاسلامي، ولم يغير الحكم العثماني الإسلامي الذى استمر لمدة أربعمئة سنة والذي انتهى فى عام 1917 البنية العربية الإسلامية .و تابعت الأقليتان المسيحية و اليهودية العيش بسلام مع المسلمين و كانوا بمنزلة أصدقاء و جيران للمسلمين .
محصلة تاريخية
إن أجداد العرب الفلسطينيين الحاليين كانوا في الحقيقة يعيشون في فلسطين في نفس الوقت الذي عاش فيه أجداد اليهود الساميين .
و تؤكد المدونات التوراتية ان العرب و اليهود كانوا في البداية أبناء عم لانحدارهم من جد واحد هو إبراهيم من خلال زوجاته الثلاث سارة وهاجر وقطورة.
إن اليهود الذين يحتلون فلسطين حاليا ما هم سوى شراذم و من غير الممكن تتبع أحوالهم أو إثبات ارتباطهم (بالهبيرو) الذين احتلوا في إحدى المرات أرض كنعان، فلقد وجد الساميون هنالك قبل ان يلتحق بهم هؤلاء (الهيبرو ) .وبهذا ترفض الفكرة الشائعة بأن يهود الأيام الحالية هم وحدهم الساميون.
إن العرب الفلسطينيين الذين ما يزالون يعيشون في فلسطين هم الأبناء الحقيقيون للسكان الساميين الأساسيين وجذورهم ليست قائمة في سوريا أو لبنان أو الأردن أو مصر بل إن البلاد التي عرفوها و لم يعرفوا سواها قط هي بلاد فلسطين

من كتاب : سرقة امة
تأليف الكاتب الأمريكي : وليم و.بيكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.