و اليوم بينما تنهال على رؤوس الأفغان أحدث ما أنتجته الحضارة الغربية من وسائل للدمار بما فيها الأسلحة الكيميائية ، يجد بعض هؤلاء في وجوههم دماء للحديث عن تدمير عدة تماثيل حجرية في أحد متاحف العاصمة كابل و منذ عام تقريبا …
و كانت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» قد ذكرت استنادا لشهود عيان كيف اقدم وزيران في حركة طالبان طيلة يومين على تدمير كنوز متحف كابول الوطني السنة الماضية.
و قالت أن وزيرا الثقافة قدرة الله جمال والمالية آغا خان معتصم أقدما على تدمير 2750 تحفة فنية مستخدمين حجارة وفؤوسا ومطارق ضخمة لانها تمثل كائنات حية ويعتبرونها اصناما. وقال عالم التاريخ يحيى محب زاده انه توسل هو وعالم آثار اخر، الى الوزيرين ان لا يدمرا هذه الثروة التي لا تعوض لكن «احد الوزيرين قال لنا، اذا اعترضنا عملية التدمير فسيهشم رأسينا بالفأس نفسها».
وروى كيف ان الوزيرين استخدما في اليوم الاول حجارة لتدمير التحف الفنية ولكنهما عادا في اليوم التالي بفؤوس والتحق بهما عدد من جنود طالبان حاملين مطارق ضخمة. وشملت عملية التدمير 2750 تحفة فنية.
وقال عالم التاريخ للصحيفة انه لم يبق لديه سوى كتيب قديم مخصص للسياح يعود الى 1974 ليذكره بالتحف التي دمرت.
ولم يتبلغ العالم خارج افغانستان هذه الاعمال التي ارتكبتها طالبان حتى مارس الماضي عندما اعلنوا انهم مقدمون على تدمير تمثالي بوذا الضخمين المنحوتين على سفح جبل في باميان واللذين يعودان الى القرن الثاني والخامس، الأمر الذي اثار استنكار الاسرة الدولية …
و هكذا يبدو أن تلك الأسرة الدولية لا ترى إلا تراب التماثيل و الحجارة بينما تعجز عن رؤية الدماء و الأشلاء ، ربما نعم إذا تحولت إلى تحف و آثار عندها يمكن الاهتمام بها , لكن كحفريات …
علي المشاركة
تســـــــــــــلم ايدينك #G#