تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رسالة إلى ولدي

رسالة إلى ولدي 2024.

ولدي الحبيب طلال …
في هذه الليلة جلسنا أنا وأنت وحمود نشاهد فيلما كرتونياً عن السلطان محمد الفاتح.. فاتح القسطنطينية.

وحيث نمت أنت بعدها قرير العين جلست أخط لك هذه الرسالة لا لتقرأها الآن فأنت لازلت صغيراً على استيعاب معانيها.. ولكني أدخرها ليوم ما.. لا أدري متى يكون..

لقد آثار الفيلم في نفسي يا طلال شجوناً حزينة.. وكنت من قبلها أشعر بهمِّ وقلق بالغين.. كم تساورني الهواجس والمخاوف على مستقبل الإسلام في بلدنا خاصة وفي العالم عامة، كم أخاف من المستقبل يا بني..
أخاف من المستقبل عليك وعلى أبناء جيلك، هل ستقر عيني برؤية ولديَّ طلال وحمود فتيانا من فتيان الإسلام وفرسانه يدافعون عنه ويستميتون في سبيله؟

هل سيشبون وقد تشربت قلوبهم حب الله تعالى وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟ هل ستثمر فيهم تربيتي وتوجيهاتي ومحاوراتي معهم وكل الأوقات السعيدة النافعة التي قضيناها معاً؟ هل .. وهل .. تساؤلات لها أول وليس لها آخر..

ولدي الحبيب طلال:

عندما يحين الوقت المناسب الذي ستقرأ فيه هذه الكلمات فلا شك أنك عندئذ ستملك الإجابة على هذه التساؤلات والتي أتمنى بلا شك أن تكون نعم فقط نعم لكل هذه الأسئلة، وحينها فقط سيرتاح قلبي وتطمئن نفسي سواء كنت حيَّة بينكم أرى ثمار ما غرسته بيدي بتوفيق من الله عز وجل، أو كنت ميتة في قبري يجري على ثواب ما قدمت إن شاء الله تعالى: أو ولد صالح يدعو له اللهم لا تخيب رجائي.

أوصيك ياقرة عيني بمراقبة الله عز وجل وخشيته في السر والعلانية وأوصيك بحب المساكين والتواضع لهم.

كن قوياً بربك واثقاً به.
كن عزيزاً بدينك، عاملا له.
كن فخوراً بمنهجك، مدافعا عنه..
إذا رأيت الإسلام ضعيفاً محتقراً بين الناس بلسان مقالهم أو لسان حالهم فكن أنت له نصيراً وظهيراً.

وإذا رأيته قوياً عزيزاً فأحرص أن تكون أنت أحد أسباب قوته بالتزامك به وجهادك في سبيله.
اجعل نصب عينيك: من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه فإن تركت الحرير في الدنيا ألبسك الله سندس الجنة: عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق.
وإن تركت خمر الدنيا سقاك الله من خمر لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون.
وإن غضضت البصر عن نساء الدنيا وفتنتهن أبدلك الله بهن حوراً في الجنة كاللؤلؤ المكنون.

وإن عففت النفس عن فضول المباح والتنعم الزائد بملذات الدنيا جازاك الكريم الجواد المنان بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ولا تنساني يا ولدي من دعائك الصالح.
أمك المحبة هدى
عزيزي الأب .. عزيزتي الأم .. نحن بانتظار رسائلكم.

منقول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.