في يوم من الايام … وفي لحظات الوئام … بينما ( انا واخوتي ) جالسون
كالعاده ( في الصاله ).. . نتبادل
اطراف الحديث … ونتناول الشاي والقهوه ولا ننسى ( الكعك ) و ( الم**رات )… والقصص والحكايات …
على الرغم من اننا نعيش في زمن ( الجكّات ) و ( الكاسات ) … الا ان اخوتي لا يحبّون شرب الماء الا
في ( الطاسّات )!… رايت بجانبي ( الطاسّه ) ممتلاة بالماء المثلّج … اذا بي كعادتي احملّها لاسكبها في وجه
اخي !… الذي توقف عن شرب القهوه مذهولا … وقام يلاحقني … ويلاحقني المنزل كلّه يريدون ان يرون
ماذا سيفعل اخي بي ! … لم اجد امامي الا غرفته … دخلتها ودخل خلفي اخي يبحث عني … ثم دخلت امي
ودخلوا اخوتي جميعا الغرفه في ضحك متعالي … وجدني اخي وامسكني بقوه … وادخلني خزانة ملابسه
الممتلاة بالاثواب النظيفة البيضاء برائحة ( كومفورت ) … واقفل علي باب الخزانه ….
وقتها كانت الخزانه ظلماء … والملابس تحيطني من كل الجهات … واصوات ضحك اهلي كالصدى …
كصوت الحجارة التي تسقط في بئر هاوي … كنت ادفع باب الخزانه برجلي بقوه … الا ان اخي ممسك على
الباب بقوه !… لم استطع التماسك … نعم اكره الظلام … نعم اكره الزحام … ركلت باب الخزانه بقوه حتى
ان**رت الخزانه من الخلف … حينها فتح اخي الخزانه في مدة لا تتجاوز الدقيقه … خرجت كانما اخرج للدنيا
لاول مره … وسط انبهار اهلي بدموعي التي لا يجدون لها سببا !… بكيت نعم بكيت قهرا !… حتى انا لا اجد
وقتها تفسيرا لدموعي !… كنت اخاصمه بصوت عالي …
شيماء: كيف تقفل علي الخزانه ؟ ما هذا المزاح !!!
اخي باستغراب : كان مزاحا … لم يستغرق الدقيقه ..!!!
شيماء بانفعال : لم يكن مزاحا … كان غباء …!!!!!!!
مرّ هذا الموقف كعادة المواقف الاخرى في غموض عجيب … ولم اعره اهتماما كالعاده !!
اتى وقت النوم … واستلقيت كالعاده لاسلّم فكري ل(هاجسي ) ليفعل به ما يشاء … ومرّت عليّ جميع المواقف
هادئه … الا هذا الموقف … اصبحت في حيرة من امري … ماذا دهاني لماذا بكيت ؟
نظرت الى جسمي والى رجلايّ … يالهي سوف تدفن بالتراب !!! اخذت يداي تلمس وجنتايّ … سوف
تكفّن
لماذا يا شيماء لم تتحملي ظلمة الخزانه في مدة اقل من الدقيقه !!
اتعلمين لماذا ؟؟ … لانك لن تتحملي ظلمة القبر لسنوات مديده !!!
لماذا يا شيماء لم تتحملي ملابس اخيك البيضاء النظيفه الجميله المعطّره !!
اتعلمين لماذا ؟؟ … لانك لن تتحملي معاشرة الدود و ( الصراصير ) !!
سوف ياكل شبابك الدود … وينقر عظمك …
فزّ جسمي كلّه وتقشعر … تذكرت اهلي ( ساكني القبور ) …
ابي واخوتي وكلكم يا اهلي تذكرتكم … تذكرتكم اخوتي في الاسلام … انا لم انساكم حتى اذكركم …
ولكنني دوما اتذكر حالكم في الدنيا وانسى حالكم في القبر !!
لكن السؤال الذي يحيرّني … لماذا لم يداهمني هذا الشعور سابقا !! سنوات !!. سنوات عمري !!! …
وانا في غفله عظيمه … كل ما افكر به ….
اين ساذهب نهاية الاسبوع !!…. ما لون الفستان الذي ساشريه لحفل زواج اخي !!…
وان بعد تفكيري … فكرت في جمع المال !! … كم سيكون حسابي في البنك
عجيبة انا غريبه … للاسف … عجيبة انا غريبه
اتى اليوم الثاني كعادتنا … وجلستنا في صالتنا … نتبادل اطراف الحديث … ولا تنسون الكعك
والم**رات … والقصص والحكايات … والشاي والقهوه … !!!
نظرت الى اخي وقلت له : خذني الى خزانتك واحبسني فيها يوميا … !!! ساتحمّل اليوم المكوث فيها
اااا
اخي ينظر الى ( امي واخوتي ) باستغراب وخوف ويقول لهم : أدرجة حرارتها مرتفعة هذا اليووووم !!!
م ن قو ل