تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » .د.الأهدل: إلى الأمام يا كتيبة الولاء

.د.الأهدل: إلى الأمام يا كتيبة الولاء 2024.

إلى الأمام يا كتيبة الولاء..!

قد يفهم الإنسان المعاني بالقراءة وحدها، أو بالسماع عنها من أفواه الناس، بشرح مُفَصَّل مسهب، ولكن تمام الفقه الحقيقي لتلك المعاني يكون بوقوعها في نفس الأمر..

ومن تلك المعاني:
الولاء والبراء: الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.. والبراء من أعداء الله ورسوله والمؤمنين..

ومن تلك المعاني:
الحرية: حرية القلب ولو غلب صاحبَه الأعداءُ بالقوة المادية، فلا تستعبده الأموال ولا الجاه والمناصب، ولا حب البقاء في هذه الدنيا الفانية..

ومن تلك المعاني:
العزة: عزة النفس وعلو صاحبها على أعدائه مهما طغوا وتجبروا؛ لأنها تستند إلى العزيز القوي الجبار الذي له العزة جميعاً، ولا ينال شيئاً منها غيره إلا بإذنه..

وقد وُجِدَتْ هذه المعاني كلها في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه، حينما كان القرآن يتنـزل عليهم..

كما وُجِدَتْ في المؤمنين بعد ذلك في فترات من الزمن، وكان عاقبة المسلمين أهل الولاء والبراء والحرية والعزة، أن ينتصروا على أعدائهم.. وإن كان منهم من يقضي نحبه ومنهم من ينتظر…

وها نحن اليوم نرى من تحققت فيهم تلك المعاني في واقع الحياة، في البلدان الإسلامية التي احتلها أعداء الله ورسوله والمؤمنين، كما هو الحال في أفغانستان، وفي فلسطين، وفي العراق…

وها هي الكتيبة العراقية المسلمة السادسة والثلاثون، التي دَرَّبها المعتدون الأمريكان ليوجه أفرادها رصاصهم إلى صدور إخوانهم وأهلهم في العراق..

وبخاصة المجاهدين الذين يقاتلون المحتل ليطردوه من بلادهم، فيحقق بذلك العدو أحد أهدافه الخطيرة في هذا البلد المسلم، وهو إيجاد التنازع والاقتتال بين أهله، بدلاً من وقوفهم صفاً واحداً لجهاده وطرده…

ولكن هذه الكتيبة المباركة.. فقهت معنى.. الولاء.. والبراء.. ومعنى.. العزة.. والحرية..

فخرجت على المألوف العسكري، وهو الطاعة العمياء في الحق وفي الباطل..

ورفضت أوامر الطغاة الذين اغتصبوا أرضها وقتلوا إخوانها وهدموا عليهم بيوتهم، ودنسوا مساجدهم ومقدساتهم، واستغلوا خيرات بلادهم…

وهي بذلك قد حققت قول الباري عـز وجل: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ))[المائدة]

وخرجت هذه الكتيبة المباركة من صفوف المنافقين الذين يسارعون في موالاة الكفار ومعاداة المسلمين، خشية مما يتوهمون من انتصارهم على المؤمنين، فيصيبهم ما يصيب المسلمين من القتل والهزيمة..

كما حكى الله ذلك عنهم في قوله: (( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ )) [المائدة:52].

ويجب أن تكون هذه الكتيبة المباركة قدوة حسنة لبقية الكتائب العراقية التي دربها العدو أو سيدربها مستقبلاً..

فلا يليق بجندي مسلم أن يوجه رصاصته إلى صدر أخيه المسلم..

بل الواجب عليهم جميعاً أن يوجهوا رصاصهم إلى من احتل أرضهم وديارهم..

فإن جهاد الدفاع عن الأوطان فرض عين على كل قادر..

وهذا حكم الله تعالى في كتابه الذي قال فيه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) [التوبة:123].

وقال: (( فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) [البقرة:194].

فلا ضير عليكم أن يدربكم العدو على حمل السلاح وأساليب القتال، قاصداً بذلك أن تفتلوا إخوانكم المسلمين، وتتدربوا أنتم بنية قتال العدو المحتل..

بل لكم الحق شرعاً أن تباشروا التدرب في معسكرات العدو، ثم تنضموا إلى صفوف إخوانكم المجاهدين ضد من دربكم، لأن إخوانكم على حق والعدو المحتل على باطل، والحرب خدعة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم…

حكم أسر أفراد العدو المحتل:
سمعت فتوى من بعض علماء العراق مضمونها: عدم جواز اختطاف أحد على أرض العراق، ويبدو لي أن هذا التعميم يحتاج إلى إعادة نظر..

وإلا فكيف يأسر المعتدون المحتلون نساءنا وأطفالنا وعلماءنا من بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا ومستشفياتنا، بالآلاف ونحن نفتي المجاهدين بـألا يأسروا أحداً منهم..؟!

والذي يبدو لي أن أسْر المجاهدين للمقاتلين المحتلين، وكل من أعانهم برأي أو تجسس أو إمداد بسلاح أو غيره، مما يمكنهم من الإضرار بأهل العراق هو أمر مشروع..

وأن أسر هؤلاء لأي شخص من أهل العراق سواء كان مقاتلاً أو غير مقاتل، هو في شرعنا ظلم ممنوع، لأنهم يأسروننا في أرضنا..

فمن أولى بالأسر نحن أم هم..؟!

وفي أسر المجاهدين لعدوهم مصالح مهمة، من ضمنها النكاية به ليرحل عن بلاد المسلمين الذي احتله، ومن ضمنها تحرير أسرانا الذين في أيدي هذا العدو…

ولكني مع هذا الرأي الذي أصدره من خارج العراق، لا أرى للمجاهدين أن يخرجوا على فتاوى علمائهم في بلادهم..

لاحتمال أن تكون فتاواهم مبنية على موازنة رأوها بين مصلحة الأسر ومفاسد تترتب عليه، هي أعظم من المصلحة..

وهم أدرى بما يجري في بلادهم، كما يقول المثل: "أهل مكة أدرى بشعابها"..

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home…enu&sub0=start

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.