وجدت نفسي أمشي في الممر الطويل ورائحة المطهرات و الأدوية تزكم أنفي ، أصوات أنين و آهات تنبعث من هنا و هناك ، وصلت إلى الغرفة طرقت رقة خفيفة لم يجبني أحد عليها ، فتحت الباب بهدوء لأرى شابا صغيرا ينام كالملاك ، رأسه ملفوف بالمضادات البيضاء وتظهر من خلالها بقع من الدم ، تحت عينيه ، بقع زرقاء ، أنفه متورم ، وجرح كبير فوق حاجيه الأيمن على يمين السرير امرأة جالسة على الأرض ، تتلو آيات من القرآن الكريم ، كانت مأخوذة بالصلاة لدرجة أنها لم تشعر بدخولي ، وعلى اليسار رجل نائم على الكنبة وشاب على الكرسي يبدو من شكله و ثيابه أنه لم يتم منذ أيام عدة . جلست على الكرسي المقابل ليوسف بهدوء شديد دمعت عينا أمه المسكينة وقالت لي ادعي له يا بنتي فهو شاب طيب، حسبي الله ونعم الوكيل ، بالذين كانوا السبب.
فتح يوسف عينيه على صوت بكاء أمه ثم نظر إلى فقلت : الحمد لله على سلامتك ..قال أية سلامة يا ليتني مت. لا يا يوسف إنت مؤمن بقضاء الله.
استيقظ الباقون ونظروا إلي وكآني سبب بكاء يوسف و أمه ، طلب منهم يوسف أن يتركونا وحدنا ، انصاعوا لأمره طالبين منه عدم الانفعال. من دون مقدمات قال : لقد أصبحت مقعدا يعني لن أقول إنني لم أعد أستطيع الركض ولعب الكرة لكني أقول إنني لن امشي أتعرفين ماذا يعني المشي بالنسبة لشاب في عمري؟ كما أني لن أصبح زوجا ولا أبا ولا شيئا. أنا انتهيت . أنا مجرد دمية على سرير بانتظار أن يحملها أحد. لا أستطيع أن أحرك سوى عيني وشفتي ، إن عنقي م**ور ، شلل كامل. أما السبب فهو شله من الشباب الفاشلين في دراستهم كانوا ، و كأنهم ناقمون على أنفسهم ، كل واحد منهم لدية سيارة جديدة مع أنهم رسبوا مرات عدة . كنا بانتظار النتائج على أحر من الجمر.، فرحت جدا عندما علمت أنني من الأوائل على مستوى الدولة ، كان كل همي أن أصل بسرعة إلى المنزل و أفرح والدي ، فأنا آخر العنقود، و أخوتي لم يكملوا دراستهم لذلك كان أبي يفتخر بي ويقول سوف تصبح مهندسا أو طيبا و أرفع رأسي بك ، لأنك سوف تحقق أحلامي !
التقيت بهم لم يسألوني عن النتيجة لأنهم يعرفونها مسبقا ، عرضوا علي أن أذهب معهم فبيتنا على طريق بيتهم ، وافقت على مضض كان همي أن اصل بسرعة ، وفعلا انطلقوا كالمجانين ، و أنا صراحة خفت وصرت أقول لهم : أرجوكم خففوا السرعة ، أخذوا يضحكون على قائلين (يا حليك خايف ؟!) تمسكت بكل قوة في الكرسي ، أصبح لوني أصفر ، فجأة رأيت شاحنة كبيرة قادمة باتجاهنا ، وهو يتقدم منها بسرعة كبيرة ، أفلتت مني صرخة كانت كالصفعة على وجه ، داس على الفرامل حتى يخفف سرعته ، فوجدها لا تعمل لم يعد يستطيع السيطرة على السيارة صرخ بنا قائلا : اقفزوا بسرعة ، اعتقدت أنه يمزح كعادته حتى رأيتهم فعلا يقفزون : حدث كل هذا خلال ثوان فتحت حزام الأمان، حاولت أن أفعل مثلهم لكن الأوان كان قد فات ، ارتطمت السيارة بعامود إنارة، ضخم ، طرت أنا من النافذة ، ولم أصح إلا هنا. هذه هي قصة يوسف نقلتها حرفيا ادعوا له وليحفظكم الله من كل شر .
(جريده الخليج ).
🙁 😡 🙁
الله يشفيه إن شاء الله
الفقير
ha what is your opinion…:confused:
I have a ticket last week passing from red light….:rolleyes:
allah satar…:eek:
واتمنى انها تكون عبرة للشباب