يمكن أن تعني هذه المواصفات الشّباب, الصّحّة والحيويّة وربما لا تشعر نساء كثيرات بالسعادة إلا إذا شعروا أن شعرهم يبدو جيّدًا . فإذا بدا شعرهم جيّدًا يشعرون بالثقة والسعادة . ويبدو أن هذا هو شعور المرأة منذ القدم ففي بعض من الأعمال الفنّيّة المعروفة الأكثر تبكيرًا تبدو في تماثيل النّساءمنذ الآلاف من السّنوات التّسريحة المعقّدة للنساء.
وهوما يكشف عن الوضع الاجتماعيّ للقبيلة أو المجموعة .ولا شك أن صفة ومظهر الشّعر تَتَأَثَّر بصحّة ونظام غذائيّ معين لذا فلدى فاقدي الشّهيّة الذين يجوّعون أنفسهم كثيرًا نجد لديهم الشعر هشّ جدًّا ينقصه الحيوية لنقص المعادن المتنوّعة .
وكان قدماء المصريين ينفقون الوقت الكبير على مظهرهم وجمالهم وكانت النّظافة مهمّة جدًّا إليهم .
ففي قبورهم التي نجدها نجد أمشاط ودبابيس شعر .وقد اعتقدوا أنّ الشّعر الكثيف الطويل هو الجمال فتجد امتدادات الشّعر المستعملة والباروكات التي تصل الشّعر الحقيقيّ أو صوف الغنم . وقد صبغوا شعرهم وباروكاتهم بألوان مختلفة تع** الحالات النفسية من السعادة أو الكآبة أو الخير فصبغوه بالخضرة ,وكانت الألوان الذّهبيّة بين الألوان المفضّلة رغم أن باروكات سوداء اللّون مختلطة بالأزرق النّيليّ كانت من أرقى علامات الجمال المفضّل . وكان لدى المصريّين الأغنياء الحلّاقون الشّخصيّون الذين يجيئون إلى بيوتهم .وهم أيضًا استخدموا مساحيق التّجميل وزيوت الجسم .
وتعتبر الثّقافات الأخرى التّسريحة علامةً سيطرة وحضارة ومن الممكن أن تستغرق ساعات يوميا لاعدادها. فعلى سبيل المثال, بين( تيمن) (أحد القبائل ) بإفريقيا تعتبرالتسريحة المتعددة الضفائر تمثيل رمزيّ لفلاحة الأرض وهكذا تشير إلى الحضارة .
ان الاهتمام بالزّينة والاعتناء بالشعر عملية حضارية بالطبع فهي عمليّة تهذيب تهدف إلى إظهار أن الشّعر ليس كفراء الحيوان . ولدىّ هذه الفكرة عن الشّعر روابط مع العلاج النّفسانيّ ففي أحلام المريض كثيرًا ما ترمز أفكار الاعتناء بالشعر إلى معنى التّرتيب وانتظام عمليّات التّفكير.
ويعيد التّاريخ الطّبيعيّ للشعر دورة حضارة الطّبيعة إذ يعود إلى الطّبيعة . ينمو الشّعر و يموت .وإذا لم يُسَاس وينسق يعود إلى حالته الطّبيعيّة كثيرًا مثل مدينة مهجورة بالغابة والصورة النّموذجيّة للرجل المتوحّش الهمجي ليست شخص ما يرتب ويصفف شعره بل الذي يسمح لشعره أن يعود إلى حالته الشّعثاء الطّبيعيّة.
منقووووول