تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تعلمي الخيال

تعلمي الخيال 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجملها من نصيحة يسديها لنا الدكتور صلاح صالح الراشد في معالجته لكثير من مشاكلنا النفسية..
والحقيقة أنها نصيحة فعالة جداً.. ولكن ليست سهلة التطبيق كما يظن البعض بل يلزمها مدة لا تقل عن أسبوع من التدريب..
إن فكرة الدكتور التي طرحها تعمل لحل مشاكل متعلقة بعادات الإنسان في حياته اليومية، والتي تسبب له مشاكل صحية أو نفسية مثل التدخين أو تناول المأكولات المضرة بالصحة أو التفكير السلبي أو التشاؤم… وغيرها، ومن منا لا يملك مجموعة من العادات الخاطئة ويود أن يتخلص منها، وهنا فن الخيال لا يساعدك على التخلص منها فحسب بل يمكِّنك من إبدالها بعادات سليمة مكانها, فالذي يريد الإقلاع عن التدخين مثلاً وهو يعلم يقيناً مضاره عليه وعلى المجتمع من حوله ينمِّي إرادة قوية للإقلاع عنه ثم يتخيل نفسه بعد فترة وجيزة وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق غبارها ويفكر بالسرحان المصاحب لذلك فإن إرادته سرعان ما تنهار وتضعف أمام تلك الخيالات الساحرة.. وكذلك الحال مع من أراد الانضباط بنظام حمية لغذاء صحي بعيد عن السكريات والنشويات وإذا هو بعد أن عزم بدأ يتخاذل أمام خيالات الحلوى والصواني وروائح الطعام الدسم..

إذاً المهم هنا هو تعلم الخيال تعلم كيف تتخيل نفسك في الوضع السليم سواء في التصرف أو في التفكير أو في التعاملات وسوف تجد أمر التغير بعد ذلك سهل عليك مادمت قد غيرت برمجة عقلك من الداخل وحوّلت تخيلاتك وراحتك نحو الوضع السليم..

ولا يظن أحد أن أسلوب الخيال هذا هو أسلوب مستحدث. بل هو من صميم التربية الإسلامية لمعاني الأجر والثواب وعلم الغيبيات..
فقد رفع العلم الإسلامي من مستوى الخيال لدى المسلمين؛ فالمسلم منا يفعل الخير ويوقن بأن الأجر من عند الله وأنه يتضاعف ومنه ما يتضاعف إلى سبعين ضعف وهو لا يرى أي أرقام أو مؤشرات ترتفع وتزداد.. إنه علم الخيال المتأصل في التربية الإسلامية…

ومع الأسف فإننا نتجاهل هذه الميزة الفعالة لدى الأطفال، ولا نعمد لاستغلال خيالهم في التربية ودعوني أضرب لكم مثلاً عن استخدام الأمهات لعامل الخيال لدى أبنائهم:
منذ زمن طويل ونحن في ديار المسلمين نرفض الاقتراب من الكلاب أجلكم الله خشية النجاسة منها وخوفاً منها.. وركزت الأمهات على تخويفنا ونحن صغار من اقتر***ا من الكلاب وما أسموه بـالـ (هَو ).. وأخذن يهددن أبناءهن في حالة المشاغبة والعصيان بأنها ستنادي على ال*** أو الهو، فيلجأ الطفل أمام هذا التهديد المرعب للخضوع..
وإلى يومنا هذا والكثير من أبناءنا يرعبون فعلاً من اقتراب الكلاب وعوائها، رغم ما تحاوله الأفكار الغربية المقتحمة من تصوير ال*** بأنه الرفيق المخلص وأنه حيوان لا يمكن للإنسان العيش بدونه، وذلك من خلال الإعلام من أفلام ولقطات وإعلانات وغيرها.. إلا أن الفكرة الأساسية التي زرعتها الأم في فكر ال*** الذي قد يكون لم يتعرض في حياته أصلاً ل*** واحد يخشى حتى سماع عوائها..
فما أجمل هذا التخويف المعتمد على الخيال إذا ما خوفت به الأم أبناءها من غضب الله حال ارتكاب الأخطاء وخاصة التهاون في الصلاة وتأخيرها أو تناسيها.. فإذا ما علق بذهن ال*** أنه حال التهاون في الصلاة معرَّض لغضب الله وأن ما قد يصيبه من ألم أو حزن أو مشكلة بعد هذا هو من تهاونه ذلك، فإنه لن يجرأ على فكرة التفريط في فرض من الفروض مهما كانت البيئة التي يعيش فيها..

أخيراً إخوتي كل ما أردت أن أنوه عنه هو ما لهذه النعمة العظيمة من مميزات لا ينبغي تجاهلها.. ولعلنا نقتدي بنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ربى الصحابة الكرام على فن التخيل السامي في تصور الجنة والحوريات الحسان وما أعده الله لهم فيها، وقد سعوا رضي الله عنهم لإنماء ذلك الخيال فصوروا أنفسهم وهم يحاسبون أمام خالقهم، وأرخصوا حياتهم وأموالهم إزاء ما تيقنوا به من تخيل نعيم الجنة. نعم إنه الخيال السامي الذي شمل الحواس كلها..

رضي الله عنهم وألحقني وإياكم بهم في دار المقام ننعم بنعيمها ونسامر أهلها ونطلب الرضوان من ملكها..

منقول

شكرا على الموضوع
دمـــــــوع بارك الله فيك وجزاك الله خير وشكراً لك على الرد والتواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.