تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي – وغدا تموت وترفع الأقلام

اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي – وغدا تموت وترفع الأقلام 2024.

  • بواسطة
الخطبة الأولى

ثم أما بعد:

فيا أيها المسلمون:

إن الكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها، ولأهمية الكلمة وأثرها قال رسول الله : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))، هذا حديث شريف لو فقهه الناس، وصدقوا النية في التعامل معه، لتجنبوا الكثير من المآسي، وكثيرا ما يفسد الود بين الناس كلمة نابية مؤذية ليست في محلها، تنفذ كما ينفذ السهم المسموم، فتفرق ما كان مجتمعا وتفسد ما كان صالحاً.

أيها المسلمون:

إن حالنا في كثير من وجوهه مريض، لأن الكثير منا إذا تكلم لا يتكلم إلا في سوء، لا يتكلم إلا في اللغو والزور، لا يتكلم إلا في الكذب والنفاق والتملق، لا يتكلم إلا مغتابا أو نمّاماً، أو همّازاً أو لمّازاً، أو داعياً إلى فتنة أو بغضاء، ولا يسكت حين يسكت إلا عن خير يسكت عن المنكر، يسكت عن الشر، يسكت عن الظلم والآثام، وإن البغي والانحراف والفساد والبدع والفجور ما قوي واشتد عودها إلا حين سكت أهل الإصلاح وأخرس صوت الحق.

غير أن صلاح اللسان في عرف فقهاء الأمة وأطبائها إنما هو ولد صلاح النفوس والقلوب، فهيهات هيهات أن تصلح الألسنة والقلوب مريضة، ومتى يستقيم الظل والعود أعوج، وما اللسان إلا ترجمان القلوب.

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جُعل اللسان على الفؤاد دليلا

وما أروع *** المعتز في حكمته القائلة: (الحكمة شجرة تنبت في القلب وتثمر في اللسان)، وهذا الربط بين القلب واللسان هو المقصود لا محالة.

في الحديث الشريف: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)).

أيها المسلمون:

إن صلاح اللسان لا يقصد به أبداً القدرة على النطق الفصيح والتعبير الجميل، فذلك قد يتأتى حتى لأصحاب النفوس المريضة والسلوكيات المعوجة الذين لا تطابق أقوالهم أفعالهم، والذين شنّع عليهم ربنا – عز وجل – في قوله: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .

والمسلم في صلاح لسانه مكلف شرعاً بأن يسكت عن كل ما لا يرتضيه الشرع، وأن يجتهد في الصدع بكلمة الحق، وإصلاح ذات البين، وهكذا يكون لسانه **ّاباً للأجر نفاعاً للبشر، أما الثرثرة وإطلاق الكلام دون إدراك مراميه ومخاطره فإنه مهلك لصاحبه، قال : ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه))، ((وكلام *** آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكر الله عز وجل )).

كما ورد في حديث آخر عن سيد المرسلين .

أيها المسلمون:

أعود وأكرر، إنه بكلمة قد تخرب جماعة بعد بناء، ويفسد حال أسرة بعد توادد وتعاطف، ويتخاصم الإخوة ويتعادى الأحبة، وقد يهجر الأب ***ه بسبب كلمة تصدر من فاسق منحرف، وهكذا فالكلمة الخبيثة سلاح من أسلحة إبليس ينطق بها فم ملعون رجيم، وصلى الله على سيدنا محمد القائل: ((من صمت نجا)) والصمت المحقق للنجاة – بداهة – هو الصمت عمّا هو معصية أو مؤد إلى معصية.

أقولي قولي هذا وأستغفر الله الكريم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

دمعة بحر بارك الله فيك وجزاك الله خير
تسلمين أختي على الموضوع الحلووو
شوق زايد:

الله يبارك فيك وجزانا وجزاك الله خير .. وشكرا ..

صدى^&^الحب :

الله يسلمك اخوي .. مشكور …

تحياتي..

شكرا على الموضوع
العفوووو

تحياتي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.