أبي .. وأمي ..أرق وأجمل تحية أهديكما إياها .. تحية أهل الجنة فالسلام عليكما ورحمة الله وبركاته .
تتعثر الكلمات ويخجل القلم عن تسطير معاني الود التي أحملها لكما بين جوانحي ، ففضلكما أجل من أن يُذكر وأعظم من أن تفي به الكلمات .. فجزاكما الله عني خير الجزاء ..
· والدي الحبيب .. لا أنسى حبات العرق التي تزين جبينك صباحاً ومساء من أجلنا .. ولا أنسى إيثارك إيانا على نفسك .. ولا أنسى عطاءك اللامحدود ..
· وأنت يا أماه .. لا تزال دموعك الغالية خالدة في وجداني إن أسدل المرض على أحدنا ستاره .. ولا زلت أذكر شدة عنائك حينما يطرق حياتك زائر جديد يرفض الخروج إلى الدنيا إلا بعد أن يكبدك ما لا تطيقه الجبال ..
· والداي الكريمان .. لم تبخلا علينا بدنياكما ولن تبخلا .. فأين أنتما أيها الأحبة من الآخرة ؟! .. إن كلماتي هذه لترجوكما أن تجعلا للآخرة في حياتنا نصيب .. تتألمان وتبكيان إن فقدنا شيئاً من حطام الدنيا ولا تتألما إن فقدنا أجراً من أجور الآخرة ! كم مرة يتأخر أحدنا عن صلاة الفجر ولا يحرك ذلك فيكما ساكناً .. وكم مرة قصرنا في جنب الله ولم تهتما لذلك .. وكم .. وكم ..؟!
· أنتما أيها الحبيبان نور البيت وعماده ، بصلاحكما نصلح أم نسيتما يتيما سورة الكهف اللذان حفظهما الله بصلاح أبيهما إذ يقول جل شأنه ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربك ) ، وما أجمل كلمة ذلك الرجل الصالح ل***ه :" يا بني لأزيدن من صلاتي رجاء أن أُحفظ فيك "
· إني لأطمع برضاكما ، بدعائكما الطيب لي ولإخوتي أن ير**نا الله التوفيق والسداد في هذه الدنيا المتلاطمة الفتن ..
· والداي الكريمان .. فداءً لكما نفسي وكل ما أملك في هذه الدنيا .. لن أنسى حقكما العظيم فلا تنسيا أنتما من هو أعظم حقاً ..لا تنسيا من ر**كما المال والبنون وأسبغ عليكما نعمه ظاهرةً وباطنة .. له الحمد كله والثناء كله ، أحمده إذ أنعم عليّ بكما وأسأله جل وعل أن يطيل عمركما في طاعته وأن يجنبكما معصيته وأن يجعلكما ممن قال فيهم (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرحمة المهداة محمد بن عبدالله ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
منفول
