طبعا المقال طويل ولكن بحط المختصر المفيد
المقال نشر في جريدة الإتحاد وبفتحه للنقاش
http://www.alittihad.co.ae/details.a…nal=12/21/2004
ارتفاع معدلات التسرب الدراسي إلى 56% بين الطلاب:
تحقيق – السيد سلامة:
ماذا حدث في قطاع التربية والتعليم ؟ وماذا حقق نظامنا التعليمي على مدى عقوده الثلاثة الماضية؟ وهل يلبي نظامنا التعليمي احتياجات المجتمع ؟ بل هل هناك علاقة عضوية بين التعليم والتنمية؟ وهل هناك استراتيجية وطنية يعمل في إطارها نظامنا التعليمي؟
هذه التساؤلات تمثل شريحة بسيطة من صورة عريضة تحمل عشرات علامات الاستفهام ونقاط التعجب التي يطرحها الميدان في هذا الصدد وتتركز التساؤلات حول النظام التعليمي برمته· وفي نظر الميدان فإن نظامنا التعليمي لم يفوض الآن على المنافسة اقليمياً أو عالمياً، وهو لا يزال قيد المعاناة والألم اذ لا تزال غرفة عملياته مفتوحة على مصراعيها، ولا يزال عشرات الأطباء ممن يطلق عليهم خبراء التعليم يصولون ويجولون في هذه الغرفة دون ان تتحسن حالة المريض!
سنوات طويلة خضع فيها نظامنا التعليمي للفحص وإعادة الهيكلة واستقدمنا خبراء من مشارق الأرض ومغاربها، ولكن لا تزال المعاناة مستمرة بل ان الوجع يتزايد كل يوم·
جودة ادارة التعليم (الواقع)
عادة ما يقاس التعليم بالعديد من الطرق لكن أهم هذه الوسائل يكمن فيما يرتبط بأثر التعليم القائم على المتعلمين· لأنهم السبب وراء وجود الوزارة والمدارس فإذا اشارة مجموعة متغيرات الى ان الواقع لا يمثل النتيجة المأمولة دفعنا الأمر الى أهمية القول بتطوير الوضع القائم أو البحث عن بدائل أخرى·
بعد هذه المقدمة أود استعراض بعض المؤشرات الواقعية حول التعليم في دولة الامارات لعلها تقودنا الى بعض النتائج الواضحة والمؤلمة لكن الأمر أفضل من أن ندس وجوهنا في التراب على أمل أن يتطور الواقع لأنه لا يتغير بذاته بل بحاجة الى عقول البشر ومجهوداتهم لكي يتطور·ومن هذه المؤشرات ما يلي:
أولاً: التسرب من التعليم (الهدر)·
في دراسة واقعية من اعداد موزة الخيال (1999) تحت عنوان كفاءة مخرجات النظام التعليمي العام في الدولة وهي دراسة ميدانية صادرة عن وزارة التربية· أشارت هذه الدراسة الى أرقام مزعجة حول التسرب من التعليم فقد تبين بعد متابعة فوج من الطلبة من الأول الابتدائي وحتى الثانوية ما بين 82 و 98 ان نسبة من تمكن منهم من اتمام الثانوية العامة هي 44% فقط أي ان نسبة من تسرب منهم وصلت الى ما يقارب 56% هذا عند الذكور أما عند الطالبات فالأمر خطير كذلك فنسبة التسرب وصلت الى 28% لا شك أنه رقم مزعج فلماذا هذا الواقع إنه يعود الى العديد من المتغيرات أحدها يعود الى بيئة التعليم الطاردة·
ثانياً: الرسوب (العناصر الفاشلة)
في مجتمعنا في غالب الأمر ننظر للراسبين نظرة الفشل فهل هم وحدهم من يلام فقط على تلك النتيجة؟ من نفس الدراسة السابقة يتبين لنا أن من مجموع الفوج أنهى الثانوية العامة بنجاح مثالي (دون رسوب) ما نسبته 28% من الذكور و 43% من الاناث أما البقية من الفوج فقد تعثروا لسنة أو أكثر قبل الانتهاء من الثانوية العامة وهذه نسب مزعجة لأولى الألباب·
ثالثاً: لماذا المدرسة (الدروس الخصوصية)
تعد هذه الظاهرة من المؤشرات المباشرة على جودة النظام التعليمي من الناحية الواقعية· ففي دراسة لهذه الظاهرة من قبل قسم البحوث في الوزارة صدرت عام 1997 تبين لهم أن الدروس الخصوصية منتشرة بصورة مرضية في الدولة فقد أيد ما نسبته 90% من الطلبة الذين شملتهم الدراسة وجود هذه الظاهرة أما النسبة عند المعلمين والاداريين فقد كانت 85% وأولياء الأمر كانت نسبة تأكيدهم وجود هذه الظاهرة 90% متطابقين مع الطلبة وبالبحث عن السبب الرئيسي لوجود هذه الظاهرة تبين أنه مرتبط بالخوف من الرسوب والرغبة في التفوق آخر العام· فلماذا المدرسة؟
رابعاً: البديل (المدارس الخاصة)
تعد المدارس الخاصة من البدائل المتاحة للمواطنين في دولة الامارات للحصول على التربية والتعليم وبالرغم من أهمية هذا النوع من التعليم إلا أنه يعاني من العديد من الأزمات· الذي يهمنا في هذا الصياغ أعداد المواطنين الذين قرروا ترك التعليم الحكومي الى هذا البديل فنسبتهم حسب تقرير التعليم للجميع والصادر عام 2000 من الوزارة تصل الى 13% من مجموع الطلبة وهذه النسبة تمثل أحد المؤشرات الواجب الانتباه لها·
خامساً: متطلبات التعليم العالي (النجاح الحقيقي)
من الأهداف الأساسية للتعليم العام اعداد المتعلمين لمتطلبات التعليم العالي· وفي دولة الامارات استحدثت مؤسسات التعليم العالي ما يعرف باختبارات تحديد المستوى للطلبة الجدد وهذه الاختبارات تعد من المؤشرات المهمة لمدى فعالية التعليم العام فنسبة من ينجح فيها تشير الى الاعداد الجيد لخريجي الثانوية العامة للتعليم العالي والفشل في مثل هذه الاختبارات يقتضي بصورة واقعية الحاق المتعلمين بسنة تمهيدية لعلاج الخلل وهذا هو واقع مؤسسات التعليم العالي في الدولة فكلها لديها السنة التمهيدية والتي يسد الفجوة بين التعليم العالي والعام·