تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » القيلولة السنة الضائعة

القيلولة السنة الضائعة 2024.

  • بواسطة
القيلولة في السنة النبوية

وبداية، القيلولة في "لغة الضاد" هي النوم في الظهيرة كما ورد في معجم "مختار الصحاح"، فتقول: فلان "قال" من باب باع و"قيلولة" أيضًا و"مقيلاً" فهو "قائل"، وقوم "قَيْلٌ" و"قُيَّلٌ".

و"القيلولة" لا يُشترط أن تتضمن نومًا، وإن كان مشترطًا فيها "الاستراحة في منتصف النهار" كما في لسان العرب والمعجم الوجيز، وقد ثبتت القيلولة في السلوك النبوي الشريف، وهي في السُّنَّة لا تستلزم النوم أثناء النهار بل تتطلب الرقاد والاسترخاء فقط مثلما تدعو أحدث النظريات العلمية الغربية التي نتعرض إليها، وهناك أكثر من تأكيد نبوي على أهمية التمسك بالقيلولة، ومن ذلك: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" رواه الطبراني في الأوسط، ودعوته الصريحة إلى الاستعانة بـ"قيلولة النهار" على "قيام الليل".

يؤكد الدكتور "يسري عبد المحسن" أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن هناك فوائد نفسية وفسيولوجية كثيرة ناجمة عن القيلولة التي تعني الاسترخاء في الأساس كما في السنة النبوية الشريفة، وهذا هو سر التفاف الغربيين حول القيلولة وتنظيمهم رابطات للدفاع عنها والترويج لها، فيومًا بعد يوم تجرى بحوث ودراسات جديدة، ويتم اكتشاف منافع للقيلولة لا حصر لها.

ويضيف د.عبد المحسن: تساعد القيلولة أو الاسترخاء التام ما بين ثلاثين إلى ستين دقيقة، الإنسان على شحن بطاريته النفسية والفسيولوجية، وتحقيق حالة من الراحة التامة للذهن وكافة عضلات الجسم والجهاز الحركي. ومع هذا التداعي الحر وتوجيه الفكر بعيدًا عن الالتزام بشئون العمل والحياة، يعود المرء أقوى وأنشط وأكثر قدرة على العمل والعطاء، أما إذا طالت فترة النوم ووصلت إلى ساعتين مثلاً، فإن النوم النهاري هنا يقود إلى حالة من الخمول وال**ل وربما الأرق الليلي، ويكون للنوم أثر سلبي.

تجديد النشاط

ويلتقط خيط الحديث الخبير النفسي الدكتور "فتحي عفيفي" الأستاذ بجامعة الأزهر، موضحًا أن الغرض الأبرز من القيلولة هو عزل الإنسان تمامًا عن المؤثرات الخارجية، ويقول: تساعد هذه الحالة على إراحة الخلايا المخية والأعصاب من الإجهاد الذي يحل بها، وليس المهم طول فترة النوم بقدر أهمية التعمق في الاسترخاء، وإذا كان نوم القيلولة مصحوبًا بأحلام فربما زادت فائدته؛ لأن الأحلام دليل على أن الاسترخاء كان عميقًا ووصل إلى مستوى ما تحت القشرة الدماغية.

من جهته يوضح الدكتور "عمرو عمار" إخصائي المخ والأعصاب، أن حركة كهرباء المخ تستنفد وتجهد من العمل منذ وقت مبكر من النهار، ولذلك يحتمي المرء بالقيلولة أو فترة الراحة، ولو لدقائق معدودة ليستطيع المحافظة على تركيزه العالي ويواصل العمل إلى الليل بالكفاءة ذاتها.

وبشأن إمكانية تأسيس رابطات أو منظمات لمناصرة القيلولة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية على غرار مثيلاتها الأوربية يقول الدكتور "عمرو عمار": أعتقد أن الأمر مختلف بالنسبة لمجتمعاتنا لأكثر من سبب:

أولاً: لأن القيلولة موجودة في سلوكنا وفي ضمائرنا باعتبارها سنة نبوية وعادة شرقية.

ثانياً: لأن مواعيد العمل في معظم الأماكن الحكومية في الدول العربية تسمح للمواطن بالعودة إلى منزله والتمتع بدقائق من القيلولة قبل أن يعاود نشاطه في المساء أو يمارس عملاً إضافيا إذا تطلب الأمر منه ذلك.

ثالثاً: لأن هذه المنظمات والحركات والرابطات الغربية إنما وُجدت في الأساس لإزالة صورة سيئة خاطئة للقيلولة لدى الغربيين تمكنت منهم سنوات طويلة إلى أن دحضها العلم الحديث، حيث كانوا يعتقدون إلى عهد غير بعيد أن القيلولة من سمات ال**الى، وأن النوم بالنهار لا طائل منه، أو أنه من مخلفات "رفاهية الشرق القديمة"!

المكتشفون الجدد

ويعد خبراء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من أوائل "المكتشفين الجدد" لفوائد القيلولة، حيث ثبت لديهم أن السماح للعاملين بالنوم في مكاتبهم لفترة لا تزيد على 45 دقيقة بعد الظهر يزيد من كفاءة عملهم بنسبة 35%! وفي فرنسا كان لشركة "آبل" لنظم المعلومات، السبق في عام 1990 في إنشاء مرافق للمستخدمين خاصة بالقيلولة!

وقد أثبتت الأبحاث الطبية الغربية الحديثة أن نوم القيلولة يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الشرايين بنسبة 30%، وأن القيلولة تعيد للجسم حيويته من 4 إلى 5 مرات، كما أنها تساعد على تقوية العضلات وتنشيط المخ.

والقيلولة النموذجية تتراوح بين 10 دقائق إلى 40 دقيقة، ويحظى فيها الإنسان بنوم خفيف ولكنه هادئ، ويستفيد جسم الإنسان منها استفادة كاملة، وقد اتضح أن أخذ غفوة لمدة 30 دقيقة قد يجدد النشاط والمهارات الإدراكية للإنسان.

وأكد العلماء في مؤسسة "النوم الوطنية الأمريكية" أن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار لمدة نصف ساعة تلغي تأثير التعب، وتعيد الاستقرار والحيوية والنشاط للذهن والجسم مهما كانت نوعية المهمة التي يقوم بها الإنسان، كذلك فقد اكتشف الباحثون أن ساعة واحدة من القيلولة العميقة أثناء النهار قد تكون مفيدة كالنوم طوال الليل، إذا تمكن الشخص من رؤية الأحلام فيها، كما أن النوم في فترات ما بعد الظهر يساعد في زيادة إنتاجية الفرد إلى الأفضل ويحسّن قدرته على التفاعل، وي**ب الجسم الراحة الكافية، ويقضي على هرمونات القلق والتوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم.

أما إذا امتدت القيلولة إلى أكثر من ساعة، فإن ذلك يسبب فقدان الجسم لتوازنه الطبيعي بين الليل والنهار، ويواجه الفرد عندئذ صعوبة كبيرة في الاستيقاظ، ويعاني من مزاج سيئ ومزعج طوال الوقت.

وأبرزت دراسة أخرى أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن النوم في وسط النهار حتى ولو كان أثناء العمل يعتبر سلوكًا طيبًا للصحة، وليس نوعًا من أنواع التكاسل أو الإهمال! حيث يحافظ على النشاط الذهني وبصفة خاصة عندما يكون العقل مثقلاً، وبدون هذه القيلولة أو "إغفاءة تجديد النشاط" فإن الكثير من المعلومات المتدفقة إلى عقل الموظف أو العامل يمكن أن تجهد الخلايا العصبية وتؤدي إلى فقدان القدرة على العمل!

الأخ ابو مصطفى
ماادري متى موعدها قبل الظهرولا بعده
تحياتي
أبو مصطفى …

يسلمووو أخي الكريم على نشر الافادة

القيلولة تكون بعد الظهر غالبا لان يكون الجسم قد اصابه التعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.