تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التاريخ يقول كلمته فب معركة الفلوجة

التاريخ يقول كلمته فب معركة الفلوجة 2024.

من جديد عادت الفلوجة تقف في مواجهة العدوان الأمريكي المتغطرس الذي أحضر آلياته ودباباته, وذهب يعد طائراته ويحشد جنوده لغزو المدينة الباسلة التي تقف كمآذنها في شموخ وكبرياء تأبي الضيم وترفض الخنوع والذل وإن كان هو السلعة الرائجة حينما يكون المبتاع أمريكي.

هذا التدخل الذي روجت له الحكومة العراقية ربيبة الاحتلال باعتباره قمعًا للإرهاب والتطرف, وتفهمت الكثير من العواصم دوافعه ومبرراته وآلت على نفسها إلا التمني أن ينتهي مبكرًا وحاسمًا, نقول أن هذا التدخل استدعى منا الوقوف عند مجموعة من العناصر توضح الملتبس وتجلى الحقائق قدر الوسع والطاقة.

التدخل الأمريكي لماذا؟

تروج بعض الدوائر الإعلامية والسياسية أن هذا العدوان على أبناء الفلوجة الباسلة إنما يخفى وراءه رغبة أمريكية في **ر شوكة أهل السنة قبل حلول موعد الانتخابات المزمع عقدها في السابع والعشرين من شهر يناير القادم.

وذهبت تلك الدوائر تبرر هذا المنحى باعتبار أن الدخول في مرحلة تفاوضية في ظل ‘الموجة العالية’ لتيار المقاومة الذي يقوده السنة قد ينتهي إلى أن يحوز هذا التيار قسمًا وحظًا أكبر من المرغوب في ‘كعكعة’ السلطة على حساب التيارات ‘المتفهمة’ لدور الاحتلال في العراق, والتي ذهبت ترى عدم التصويت في تلك الانتخابات أو مقاطعتها معبرًا لا مفر منه إلى نار جهنم, والتي من شأن اعتلائها سدة الحكم أن تظهر تفهمًا أكبر وطواعية أكثر لمتطلبات الاحتلال الأمريكي.

ورغم ما يكتنف هذا التفهم من إشكاليات تصطدم مع تصريحات كبار هيئة علماء المسلمين, ومنها ما أكده رئيس الهيئة حارث مثنى الضاري من أن الظروف غير متوفرة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة، واعتبر أنه سيخرج منها مجلس شبه معين يشكل حكومة تفعل ما يطلبه منها الاحتلال, وهو ذات ما عبر عنه المتحدث باسم هيئة علماء السنة محمد بشار الفيضي بقوله أن التهميش بدأ بالفعل مع بداية الاحتلال وكان مقصودًا ومتعمدًا.

نقول, مع هذا لا نستطيع أن نلغى هذا المنحى من الحسبان عند النظر في الأسباب والمبررات الداعية إلى الهجوم على الفلوجة في هذا التوقيت, ولكن يمكننا أن نضيف إليه ما يلي: ـ

ـ من الواضح جليًا الرغبة الأمريكية العارمة في الانتقام من الفلوجة وأهلها, إذ ذاقت قوات الاحتلال مرارة الان**ار على يد المقاومين الفلوجيين, وأُرغمت تلك القوات عقب هجوم ابريل 2024 على الخروج من**ه الرأس تجر وراءها أذيال الهزيمة.

فكان لابد إذن, حينما تسنح الفرصة, من تأديب الفلوجة والانتقام من أهلها واسترداد هيبة الجيش الأمريكي الذي مرغت المقاومة الفلوجية أنفه في التراب.

ويكفي أن تعلم أن قوات الاحتلال خصصت مبلغ أربعين مليون دولار لإعادة إعمارها بعد حل ‘أزمتها’, لنعلم مقدار ما يراد ويخطط للمدينة أن تكون عليه في هذا العدوان المستعر.

كما يمكن أن نؤكد ما ذهبنا إلية من رغبة جانحة لدى قوات الاحتلال للانتقام من الفلوجة فيما أخبرت به مصادر من المقاومة وكالة القدس برس يوم الأربعاء 10/11/2004 من أن الاحتلال استخدم على نطاق واسع أسلحة كيماوية وغازات سامة ضد سكان المدينة، وأن عشرات الجثث شوهدت ملقاة بالشوارع في الأحياء الشمالية للمدينة.

ونقلت الوكالة عن طبيب عراقي قوله’ألقت غازات كيماوية وغاز الأعصاب, مما أدى إلى إصابة العديد من أبناء المدينة بحالة من الهستيريا’.

كذلك قال عدد من المقاتلين ممن شاركوا في معارك حي الجولان شمال غرب الفلوجة: ‘إن القوات الأمريكية ألقت غازات سامة, قسم منها يجعل الجلد يحترق’.

ـ يراد بالفلوجة كذلك أن تكون أنموذجًا لما يمكن أن تكون عليه المدينة التي تعارض أو تقف في وجه التوجهات الأمريكية, ليس فقط في الداخل العراقي, ولكن في عموم المنطقة والعالم.

وليس من قبيل المصادفة أن يكون الهجوم عقب انتخاب بوش مباشرة, تأكيدًا منه ومن إدارته بأن ما سيأتي لن يختلف كثيرًا عما مضى, بل هو أشد وأبعد في الغلو والغطرسة, وأن ما تريده واشنطن ستنفذه بغض النظر عن أية معطيات أخرى.

وهنا نسوق ما قاله المحلل العسكري الأمريكي جون بايك الذي يرأس منظمة ‘غلوبال سيكيوريتي’ في ولاية فرجينيا, حيث يقول’هناك فكرة يجري تداولها الآن، وهي لماذا لا يبدو العراق معترفًا بهزيمته مثل ما كانت ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية؟’.

ويضيف ‘أحد التحديات التي نواجهها الآن هي أولئك الناس الذين لا يعلمون أنهم هزموا, والفلوجة ستكون فرصة لسحقهم وإذاقتهم طعم الهزيمة’.

حول المستقبل نتحدث

المراقبون المحايدون لا يرون في مستقبل الهجوم الأمريكي على الفلوجة نتيجة ايجابية تصب في مصلحة الاحتلال, بل على الع** من ذلك يرون واقعًا أشد ضرورة وانكي في الاحتلال من ذي قبل.

واليك من هؤلاء طائفة:

ـ اعتبر الخبير الاستراتيجي السويسري بجامعة زيورخ البرت شتاهل في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية أن سياسات الاحتلال تظل ‘قصيرة النظر’، لأن نفس الأسلوب الذي استخدم في مدينة سامراء أظهر بأن رجال المقاومة تمكنوا بعد فترة قصيرة جدًا من سيطرة قوات الاحتلال على المدينة من تسديد الهجمات من جديد.
وأوضح أن مدينة مدمرة تتيح مجالاً جيدًا لاختباء فصائل المقاومة وتدبير شرائك وكمائن ضد قوات الاحتلال.

ـ تقول راندا عشماوي الكاتبة في صحيفة الأهرام ابدو المصرية التي تصدر باللغة الفرنسية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 9/11/2004:’ إن الهجوم الأمريكي على الفلوجة لن يزيد المقاومة إلا غضبًا, ولن تحل مشكلة الاحتلال بهذه الطريقة أبدًا, وسيكون رد فعلهم أكثر عنفًا’.

ـ كتب جوزيف سماحة في افتتاحية بصحيفة السفير اللبنانية يوم الثلاثاء 9/11/2004يقول: ‘إن بعض المقاومة العراقية في الفلوجة, والفلوجة لا تختصر المقاومة العراقية’.

وأضاف’أن هناك مطلبًا شعبيًا لتحرير البلاد من الاحتلال الأمريكي, ولان الوضع كذلك فمن العبث البحث عن حل أمني لمشكلة ليس الأمن إلا ظاهرها فقط’.

ـ أيضًا الكثير من المحللين يتساءلون حول قدرة قوات الاحتلال على الحفاظ على احتلال المدينة إذا ما قدر لها ذلك.

ويشيرون في هذا الصدد إلى أن قوات الاحتلال تواجه مقاومة متمرسة في فنون القتال وحرب المدن, وليست من السذاجة بحيث تنتظر أن تباد عن بكرة أبيها, ولكنها قد تلجا إلى المناورة والانسحاب التكتيكي, وإعطاء الأمان النسبي لقوات الاحتلال ثم تستهدفها بضربات قاصمة تضطرها في النهاية إلى الرحيل.

الفلوجة رمز المقاومة

تتعدد الفصائل السنية التي ترفع لواء المقاومة في وجه الاحتلال الأمريكي, ويتسع نطاقها يومًا بعد يوم, وكل يوم تظهر جماعات وفصائل بأسماء جديدة تعمل في إطار المقاومة العراقية, ولكن المقاومة في الفلوجة تعد في عرف المراقبين العمود الفقري لعموم تيار المقاومة لشدة بلائها وصمودها في وجه الاحتلال الأمريكي وأعوانه.

ويرجع المراقبون خصوصية المقاومة وصمودها في الفلوجة إلى ذلك الخليط من التعاليم الدينية السنية التي تأبي الظلم والهون والتي تجعل من مقارعة المحتلين واجب شرعي, مع الأعراف والتقاليد العشائرية التي ترفض الأجنبي الغريب في ديارها إلا ضيافة وقري لا غصبا وعدوانًا, مما شكل ذهنية فلوجية صعبة المراس, ما استطاعت قوات الاحتلال رغم عتادها أن تنال من بأسها وشكيمتها.

ويحلو للبعض أن يجعل من وجود عسكريين محترفين من عهد الرئيس السابق صدام حسين عنصرًا مضافًا إلى قوة الفلوجة وصمودها.

ويشيرون في هذا الصدد إلى أن الرئيس العراقي صدام حسين كان يصطفي من أبناء هذه المدينة خيرة قواته وجنوده, وعقب حل الجيش العراقي انخرطوا في صفوف المقاومة.

التاريخ يقول كلمته

في تصريح نشرته وكالة سي إن إن يوم الثلاثاء 9/11/2004 قال قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق الفريق توماس ميتز: ‘حرب الفلوجة أبعد ما تكون عن النهاية’.

وهذا التصريح في حقيقته يعبر عن حقيقة قد تخطئها العين المتعجلة, ولكنها من ثوابت التاريخ, فالنصر حليف المقاومة مهما طال الزمن وتكالبت القوى وتأمر الخائنين, والهزيمة والاندحار مآل المحتل وإن توهم البقاء سرمدًا.

وهو التاريخ يخبرنا أن قوات أمريكا خرجت من فيتنام بعد معركة شرسة للسيطرة على مدينة ‘هويه’ في جنوب فيتنام.

وكان ينظر إلى المعركة في ذلك الوقت على إنها مفصلية في دعم حكومة فيتنام الجنوبية، لكن المقاومون انتصروا في النهاية, وخرجت أمريكا بعارها من فيتنام إلى الأبد.

أخيرًا

نقول أن خيار المقاومة, بغض النظر عن نتائجه, شرف أيما شرف لمن يحمله دفاعًا عن دينه وأرضه وعرضه, وسيحفظ التاريخ حتمًا بسيرته في سجل الخالدين, وسيذهب بائع الأرض والعرض إلى المكان الذي يستحقه كل خائن أثيم.

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الرملي
وهو ذات ما عبر عنه المتحدث باسم هيئة علماء السنة محمد بشار الفيضي بقوله أن التهميش بدأ بالفعل مع بداية الاحتلال وكان مقصودًا ومتعمدًا.

بل قل الإبادة التي تمارس بحق أخواننا أهل السنه والجماعه في الرمادي والفلوجه وبعقوبة والموصل وبعض مناطق بغداد

حسبنا الله ونعم الوكيل …

جزاك الله على هذا الموضوع خير الجزاء ,,,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.