و قد ترجع صدمة البعض من الموقف الإيراني السابق ذكره ، إلى الفكرة الزائفة و المسرحية شبه المحبوكة بمعاداة أميركا لإيران و الع** من ذلك . فقد صمتت الحكومة الإيرانية أثناء الحرب الشنيعة على العراق و رافقها صمتا الشارع الإيراني [فيما عدا بعض المناطق من إثنيات محددة]. بل أن شعارات [الموت لأمريكا] تلاشت في مرحلة الحرب القاسية التي مرغت أوجه المسلمين بالتراب ، و اتضح أن هذه الشعارات ما كانت إلا للاستهلاك المحلي.
و لا بد لنا أن نربط هنا ما بين موقف إيران سواءا كان الموقف الرسمي أو الشعبي ، و ما بين الموقف الذي اتخذته بعض الجماعات الموالية لإيران في دول خليجية عديدة ، فقد احتجت هذه الجماعات على الغزو أثناء وقوعه ، و لكن ارتياحها بدا ظاهرا و واضحا بعد ذلك عندما استبشرت خيرا من [التحرير] الأمريكي للشعب العراقي ، و توسمت في أميركا خيرا ظانة أن أبواب الخير فتحت لها و أن [الشيطان الأكبر] سوف يعطي تلك الجماعات حقوقها ، فاختفت تلك الشعارات مباشرة بعد انتهاء الحرب في إشارة واضحة للرغبة بالتحالف مع النظام الأميركي المستبد. بل و الأدهى بأن الأصوات ارتفعت مدافعة عن الجرائم الأميركية بل و منها ما أوضح بشكل صريح رغبته في ذلك التحالف الشيطاني الأكبر من الأكبر.
إن هذا الوقت هو وقت التحالف الأميركي الصهيوني الإيراني رغم كل المغلفات الزائفة و المسرحيات المضللة ، و لن ننتظر كثيرا لنشاهد المكافآت التي ستحصل عليها القيادة الإيرانية من جراء اعترافها بالوجود الأميركي ، بل أن محللا سياسيا مواليا للحكومة الإيرانية صرح بأن هذا الاعتراف سرى مفعوله منذ اللحظة الأولى التي أنشات فيها أميركا مجلس الحكم الانتقالي المشبوه. و قد يرى الرائي أن الاعتراف بمجلس الحكم هو محاولة لدفع الأمور إلى الأمام لمصلحة الشعب العراقي لمحاولة تجاوز ويلات الحرب . و قد تكون هذه الفكرة صحيحة لولا أن عابها عيبان خطيران : فلا أميركا تهتم لمصلحة الشعب العراقي ، ولا الحرب في العراق قد انتهت ، بل ستتأجج نيرانها برياح غربية الاتجاه لا يخطئها راصد.