من قلوب مكلومة لفقدك .. وعيون دامعة لغيابك .. سطرنا هذه الأحرف الحزينة ..
والدي الحبيب
مع رحيلك .. رحلت معاني الأبوة والحنان .. رحلت معاني العطاء والكرم.. مع رحيلك .. رحلت كل الحروف ولم تبقى سوى حروف اسمك في دمي .. مع رحيلك يا أبي .. أبكيت قلوب لم تعرف البكاء .. وعمّ السكون على عالمنا وعلاه السواد حداداً على فراقك.. مع رحيلك .. يصبح لليتم معنى في قلوبنا .. تهفو أرواحنا لكلمة والدي زايد ..
بكت عليك الصحاري .. بكت عليك مياه الخليج .. بكت عليك أشجار النخيل التي طالما رويتها بحبك واهتمامك قبل الماء..
والدي الحبيب زايد ..
طفولتي .. براءتي .. شقاوتي .. تسألني عنك .. تبكيك .. تشتاق إليك.. يا من علمتني أن للعطاء حدود لا تنتهي وللحب عروق ممتدة وللعلم أبحر عميقة .. وأن زايد .. زايد في الرجولة والشجاعة .. زايد في الوفاء .. زايد في العطاء .. زايد في الحكمة .. زايد في بصيرته .. زايد على كل ماهو زايد .. ..
تعلمنا منك أعظم المعاني وأطيب مكارم الأخلاق تلك التي ورثتها من الصحراء.. وهل تصدق يا والدنا الغالي .. أن بموتك تعلمنا درسا جديدا منك ؟.. فقد تعلمنا أن من يصنع الأمجاد لأمته في حياته .. تصنع له الأمة مجدا عند موته .. ويبقى ذكره مخلدا في التاريخ إلى قيام الساعه بإذن الله ..
قبل يومين كنا ندعو لك دوما ، حفظك الله يا بابا زايد ، واليوم دعاؤنا بكل وحزن رحمك الله وغفر لك .. فاللهم ألهمنا الصبر والسلوان ..
سمعت احدهم يقول في التلفاز، لم أسمع بشعب ينادي حاكمه بالوالد غير الشعب الإماراتي .. نعم وهل يستحق زايد غير لقب الوالد وهو يغمرنا بحنان الأب وحبه وعطفه وعطائه اللا محدود ؟
شهدت الأرض والسماء حبك في القلوب يوم جنازتك .. عندما رأينا هذه الجموع الغفيرة تقف تدعو لك بقلوب محبة وعيون دامعه .. سمعنا الغرباء من عرب وعجم يشهدون لك بأطيب الخصال ..
عندما يفني الإنسان عمره لنفسه .. فإنه يعيش ميتاً ويموت منسياً .. وأنت يا والدي أفنيت عمرك لتزرع بذرة الخير في قوبنا .. أفنيت زهرة شبابك لتجني من بساتين أرضك زهوراً تفوح بعطرك يا زايد .. لمسنا فيك بساطة البدوي .. وحكمة القائد .. وحنان الأب .. رأينا فيك قدوة حقيقية ..
والدي لك كل الحب والوفاء والتقدير.. أبي .. ترحل الأجساد وتبقى أنت زايد في قوبنا
والدي الحبيب ..
لو كتبت بكل لغات العالم كلمة مواساة وتعزية لي ولأسرتي في دولة الإمارات
لما وفيت ، ولما كفت لتخفف فجيعتنا بفقدك وسأكتفي بما أمرنا به الله عزو وجل بقوله في المصائب .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
نعاهدك يا والدنا الحبيب أن نكون نعم الخلف لخير سلف .. نعاهدك أن نكمل مسيرة العطاء والحب التي بدأتها منذ سنين وأعوام مديدة .. نعاهد تراب الإمارات الحبيبة أن نحن عليها كما كنت تفعل دائما وأن نرويها بدمائنا ، ونواسيها لفقدك .. فالإمارات بكل مافيها أصبحت يتمية بعد فقدك أيها الحبيب ..
نعاهدك جميعا .. أن يؤدي كل فرد منا ماعليه من واجبات وأن يتحمل مسؤولية الإمارات ويسعى بجد واجتهاد للرقي بها ..فنم قرير العين يا والدنا الغالي فنحن لن نخذلك أبدا بإذن الله .. وسنكون لك ف*** كما كنت دائما ف*** لنا .. إن شاء الله ..
إخواني وأخواتي والدنا الحبيب زايد الخير طالما كرس حياته لتوفير أفضل حياة لنا جميعا ، وطالما وقف معنا ونحن بحاجته .. واليوم هو تحت التراب وحيدا .. يحتاج لدعواتنا الصادقة .. وتكريس حياتنا لإكمال ما بدأه في الوطن الغالي .. يحتاج لأبناء بارين يحافظون على الصرح العظيم الذي بناه ..
لذلك نطالب ونرجو من الجميع أن يلا يكف لسانه عن الدعاء لوالدنا الحبيب .. ويكرم والدنا بالصدقة على روحه .. وذكر أهله بالخير فذلك ما يسعد الميت ويبهجه في قبره إن شاء الله ..
كما نرجو من وزارة التربية والتعليم بحكم عملنا في مجال التدريس أن تخصص في بعض المناهج الدراسية مادة تدرس السيرة الذاتية للشيخ زايد رحمه الله كاللغة العربية أو مادة التاريخ والتربية الوطنية .. لأن والدنا زايد يستحق أن يتعلم الجميع حكمه وأقواله لنا ولأولادنا فكلماته التي ينثرها كالدرر يجب أن تبقى وتردد على مسامعنا دائما .. وإني أشعر بالندم كثيرا لأننا لم ننتبه لذلك .. ولم نشعر بقيمة هذه الحكم إلا عندما فقدنا والدنا الحبيب ..
عذرا على الإطالة يا إخوة .. هذه مشاعر من قلوب حزينة ومفجوعة .. أحببنا أن نواسي ونقدم العزاء لكم ، لكن وجدنا انفسنا بحاجة للعزاء والمواساة أيضا .. كيف لا ونحن جميعا إخوة فقدوا والدهم الحبيب ..
وأخيرا أسرتي الحبيبة في منتدى الإمارات ، كل مانرجوه .. الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء والقيام بأعمال الخير وجعلها صدقة على روح فقيدنا الغالي .. والدنا الراحل .. فارس الصحراء الذي ترجل ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و سامحونا على التقصير في حقكم
أخواتكم المحبات دوما وأبدا ..
بحر الإمارات & أم همام
