السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…..
الأخوة والأخوات … تحية طيبة وبعد , أحببت أن أنقل لكم هذه القصة لطرفتها على ما فيها من غرابة استئناساً بها.فأرجو من الله أن تعجبكم … لما فيها من معاني جميلة وبسيطة ..
ذكر أن شاباً فيه تقى وفيه غفلة … طلب العلم عند أحد المشايخ حتى إذا أصاب منه حظاً .. قال الشيخ له ولرفقائه … لا تكونوا عالة على الناس فإن العالم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير .
فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها وليتق الله فيها , وذهب الشاب إلى أمه .. فقال لها … ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها ؟؟؟ فاضطربت المرأة فقالت … أبوك قد ذهب إلى رحمة الله فما بالك وللصنعة التي كان يشتغل ؟؟؟ فألح عليها وهي تتملص منه , حتى إذا اضطرها إلى الكلام أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصاً .
فقال … لها إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كلُ بصنعة أبيه ويتقي الله فيها , فقالت الأم … ويحك وهل في السرقة تقوى ؟؟؟ وكان في الولد غفلة وحمق , فقال … هكذا قال الشيخ , وذهب فسأل وتسقط الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص , فأعد عدة السرقة وصلى العشاء وأنتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ , فبدأ بدار جاره وهمَ أن يدخلها , ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى وليس من التقوى إيذاء الجار .
فتخطى هذه الدار ومَر بأخرى , فقال لنفسه … هذه دار أيتام والله حذر من أكل مال اليتيم , ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس فيه حرس ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن حاجته .. فقال … ههنا , وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها , ففتح ودخل فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة , فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال , وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً , فهمَ بأخذ المال ثم قال … لا لقد أمرنا الشيخ بالتقوى , ولعل هذا التاجر لم يؤدي زكاة أمواله , لنخرج الزكاة أولاً ؟؟ وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه وراح يراجعِ الدفاتر ويحسب ؟؟ وكان ماهراً في الحساب خبيراً بإمساك الدفاتر .
فأحص الأموال وحسب زكاتها فنحّّّّّّى مقدار الزكاة جانباً واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات , فنظر فإذا هو الفجر , فقال … تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً , وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة , فسمع رب ّ البيت فنظر فرأى عجباً ؟؟ فانوساً مضيئاً , ورأى صندوق أمواله مفتوحاً , ورجلاً يقيم الصلاة .. فقالت له امرأته … ما هذا ؟؟ قال … والله لا أدري , ونزل إليه فقال … ويلك من أنت وما هذا ؟؟ قال اللص .. الصلاة أولاً ثم الكلام , فتوضأ صاحب الدار , فقال له الشاب اللص … تقدم فصلِ بنا فإن الإمامة لصاحب الدار , فخاف صاحب الدار من الشاب اللص أن يكون معه سلاح , والله أعلم كيف صلى , فلما قضيت الصلاة قال له … خبرني من أنت وما شئنك وماذا تصنع بدفاتري ؟؟؟ قال الشاب اللص … أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصارفها .فكاد صاحب الدار يجن من العجب وقال له … ويلك ما خبّرك هل أنت مجنون ؟؟؟ فخبره الشاب اللص خبره كله , فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه , ذهب إلى زوجته فكلمها , وكان التاجر له بنت , ثم رجع إليه فقال له … ما رأيك لو زوجتك بنتي وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي وأسكنتك أنت وأمك في داري ثم جعلتك شريكي ؟؟؟ قال الشاب أقبل .. وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد .
و تقوى الله … سلاح رااادع للمسلم .. حتى لا يقع في الخطأ
ويزااج الله خير اختي ام عمر
جعلها الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك .
بارك الله فيج اختي أم عمر على القصة الرائعة ..
تحية طيبة … أخواتي الكريمات .. أنا شاكرة لكم مرورك بالقصة … مع أمنياتي لكم بالتوفيق
وأن شاء الله سوف يكون هناك المزيد ….