يجوز للمرأة قص شعر رأسها بشروط:
أولاً: أن لا تتشبه بالرجال في قصها لشعر رأسها.
فعن *** عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ). رواه البخاري، وأصحاب السنن.
ثانــياً: أن لا تقلد الكافرات والفاسقات في ذلك.
فعن *** عمر t قال، قال رسول الله r: ( من تشبه بقوم فهو منهم ). أخرجه أبو داوود (4031), وصححه الألباني في "الإرواء" (1269).
قال *** كثير في "تفسيره": " فيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم التي لم تُشرع لنا ولا نُقَـر عليها".
ثالثاً: أن لا ينقص طوله عن شحمة الأذن.
لما روى مسلم في "صحيحة" (321) عن أبى سلمة *** عبد الرحمن قال: ( كان أزواج النبي r؛ يأخذن من رؤوسهن حتى تكون الوفرة ).
قال *** الأثير في" النهاية " ( 5/210) :
"الوفرة": شعر الرأس إذا وصل شحمة الأذن.ِ
وقال النووي في"شرح مسلم" (4/ 4 ـ 5) :
" قال بعضهم : الوفرة أقل من الّلمة وهي مالا يجاوز الأذنين، وقال أبو حاتم: الوفرة؛ ما
على الأذنين من الشعر. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: المعروف أن نساء العرب إنما كن يتخذن القرون والذوائب، ولعل أزواج النبي صلى الله علية وسلم فعلن هذا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لتركهن التـزين، واستغنائهن عن تطويل الشعر وتخفيفا لمؤنة رؤوسهن0 وهذا الذي ذكره القاضي عياض من كونهن فعلنه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لا في حياته، كذا قاله أيضاُ غيره وهو متعين، ولا يظن بهن فعله في حياته صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على جواز تخفيف الشعور للنساء0 والله اعلم " انتهى0
رابعاً: أن يكون قص شعر رأس المرأة من الخلف؛ لا من الأمام.
لأن ظاهر فعل أزواج النبي r في قص شعورهن؛ كان من الخلف لان المتعارف عند العرب، كن يتخذن القرون والذوائب، ولا تكون القرون والذوائب إلا في الخلف وليست في مقدمة الرأس. هذا أولاً.ً
ثانياً: أن قص أزواج النبي r لشعورهن؛ كان لترك التزين، وتخفيفاً لمؤنة الشعر.
وأما اليوم فإن من يقص شعر الرأس من المقدمة أو الصفح ( الجوانب ) فهن يفعلن ذلك للزينة، والغالب تقليداً ومتابعةً لما يسمونه بالموضة العصرية، بع** أمهات المؤمنين؛ فإن ظاهر فعلهن في القص كان لعدم الزينة، وللتخفيف من طوله لتقليل المشقة من إكرامه بدهنه وترجيله.
ومع هذا نقول: إن زينة المرأة تكمن قي طول شعرها؛ إن أرادت الزينة الحقيقية، أما إن أرادت البحث عن الأعذار؛ فالأعذار سهلة وكثيرة جداً، ولكل امرئٍ ما نوى0
فليتقين الله من أرادت جنة الله ومرضاته، وأن لا يتشبهن ولا يقلدن غير الصالحات من نساء سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين،،،،،،،،،