تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أضرار المعاصي

أضرار المعاصي 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أضرار المعاصي

1)قسوة القلب:

فالقلب هو مركز قوة الإنسان وعليه مدار صلاح بدنه وروحه فإذا فسد فسد الجسد كله وإذا صلح صلح الجسد كله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب)البخاري ومسلم.

ومن أعظم ما يفسد قلب العبد ويكدر صفوه ويذهب نقاءه وصفاءه المعاصي والذنوب فهي سبب ظلمته وقسوته فلا تزال تتراكب عليه كما يتراكب الصدأ على صفائح النحاس أو الفضة فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وإدراكه فلا يقبل حقاً ولا ينكر باطلا وهذا أعظم عقوبات القلب وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره قال تعالى(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً)الكهف28.

فإياك أخي الكريم أن يضيع منك قلبك فإن ضياعه هلاك ما بعده هلاك وفساد ما بعده فساد واحترس أن ترتكب من المعاصي ما يكون سبباً في قسوته ومرضه فإن ذلك يورث الضنك والكدر وفساد الرأي وكثرة الوساوس والمخاوف وقلق الفكر وفزع النفس وهذه من أخطر الأمراض الموجبة للتعاسة والشقاء والتيه.

فلا ترى العاصي إلا مهموماً ضيق الصدر فزعاً قلقاً خائفاً قد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت وضاقت عليه نفسه وما ذاك إلا غب ما جنته يده من السيئات وما ورثته قسوة قلبه من الحسرات والآفات نسأل الله العفو والمعافاة.

عن خالد بن معدان قال:
ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب وإذا أراد الله به غير ذلك تركه على ما فيه ثم قرأ(أم على قلوب أقفالها)محمد24.

وقال رجل للحسن:
يا أبا سعيد اشكوا إليك قسوة قلبي،قال:أدنه من الذكر.

وقد روي أن رجلا سأل عائشة رضي الله عنها:
ما دواء قسوة القلب؟فأمرته بعيادة المريض وتشييع الجنائز وتوقع الموت.

وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقل:أدمن فإن وجدت قسوة فأطل القيام فإن وجدت قسوة فأقل الطعام.

وعن إبراهيم الخواص قال:دواء القلوب خمسة أشياء،،قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين.

والله الموفق…

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم..

2) مرض النفس والبدن:

ومن أخطر آثار الذنوب والمعاصي ما تورثه في ذات العاصي نفسه من أمراض فتاكة تكون سبباً في انزعاجه وهمه وحزنه وينع** ذلك على بدنه فتصيبه الأمراض في جميع جسده فلا تراه إلا **لان يشكو من الضيق والعجز وقد سدت في وجه أبواب الخير وفتحت أمامه أبواب الشر فلا هو يذكر طريق الرجوع فيرجع ولا هو يجد راحته في طريق فيهنئ.

قال تعالى(من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء)

فأحذر أخي الكريم من ركوب المعاصي فإنها مطايا المغبونين وتجارة المفلسين ولا تستهوينك لذاتها فإنها والله طعام مسموم وإنما هي لذة فانية وشهوة منقضية تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها فرح ساعة لا شهر وغم سنة بل دهر طعام لذيذ مسموم أوله لذة وآخره هلاك فالعامل عليها والساعي في تحصيلها كدودة القز يسد على نفسه المذاهب بما نسج عليها من المعاطب فيندم حين لا ينفع الندامة ويستقيل حين لا تقبل الاستقامة فطوبى لمن أقبل على الله بكليته وعكف عليه بإرادته وكحبته فإن الله يقبل عليه بتوليه ومحبته وعطفه ورحمته وإن الله إذا أقبل على العبد استنارت جهاته وأشرقت ساحاته وتنورت ظلماته وظهرت عليه آثار إقباله من بهجة الجلال وآثار الجمال وتوجه إليه أهل الملأ الأعلى بالمحبة والموالاه لأنهم تبع لمولاهم فإذا أحب عبداً أحبوه وإذا والى ولياً والوه.

وكما أن الطاعة تشرح الصدر وتطمئن النفس وتقوي البدن فإن المعصية بع** ذلك تضيق الصدر وتمرض النفس وتوهن البدن وتمحق الر** وتنقص من العمر.

أنسيت يا مغرور أنك ميت أيقن بأنك في المقابر نازل تفنى وتبلى والخلائق للبلى أبمثل هذا العيش يفرح عاقل.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

3) زوال النعم:

قال تعالى(ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)فكما أن الشكر يحفظ النعم ويكون سبباً في زيادتها فإن المعاصي تسلب عن صاحبها النعم وتكون سبباً في نقصانها أو انعدامها بالكلية وذلك بحسب تفاوت الذنوب والخطايا.

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم.

وروى الإمام أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال(لما فتحت قبرص فرق أهلها)أي خافوا..فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت:يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟فقال:ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.

نعم أخي الكريم:
إنها المعاصي إذا حلت بقوم حل بهم السخط والعذاب وانقلبت لذاتهم حسرات ونعيمهم ويلات وغناهم فقراً ولم يعد لهم من الله ولي ولا نصير.

وما الذي أخرج آدم من الجنة دار النعيم وأسكنه دار الهم والغم إلا الذنب وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه إلا الذنب وما الذي أهلك القرون الأولى عاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم تبع غير الذنب فاحذر عذاب الله فإنه بالعاصيين ملحق وارع أنت فيه من صحة وأمان وغنى ونعيم مهما قل أو كثر فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

قال تعالى(وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها ر**ها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)

إذا أنت لم تزدد على كل نعمة لمؤتيكها حباً فلست بشاكر،،إذا أنت لم تؤثر رضى الله وحده على كل ما تهوى فلست بصابر.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

4) غضب الله تعالى وسخطه:

ومن أعظم عواقب الذنوب والمعاصي استحقاق سخط الله وغضبه وليس بعد هذا العقاب عقاب قال تعالى(ويحذركم الله نفسه)وقال تعالى(أفامن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنى ضحى وهم يلعبون.أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)وقال تعالى(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم)

قال *** الجوزي رحمه الله:
لما سمع المتعظون هذا التحذير فتحوا أبواب القلوب لنزول الخوف أو حزن الأبدان وقلقل الأرواح فعاشت اليقظة بموت الهوى وارتفعت الغفلة بحلول الهيبة وانهزم ال**ل بجيش الحذر فتهذبت الجوارح من الزلل والعزائم من الخلل فلا سكون للخائف ولا قرار للعارف كلما ذكر العارف تقصيره ندم على مصابه وإذا تصور مصيره حذر مما في كتابه وإذا خطر العتاب بفنائه فالموت من عتابه فهو رهين القلق بمجوع أسبابه.

فاتق الله يا عبد الله في نفسك وأبعدها عن أسباب هلاكها وضياعها وإنما تضيع بالسيئات حيث توجب لها عذاب الله إما بمرض أو خسف أو حرق أو عطب أو غيرها من ألوان العذاب الدنيوي سواء في البدن أو النفس ولعذاب الآخرة أشق لو كانوا يعملون.

كم ذا أغالط أمري كأنني لست أدري،،،أغفلت ذا الذي كان في مقدم عمري،،،ولم أزل أتمادى حتى تصرم دهري،،،مالي إذا صرت هنا بالذنب في رمس قبري،،،فليت شعري متى أدرك المنى ليت شعري.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

5) وفي الآخرة عذاب أليم:

والخسارة كل الخسارة هي ما توجبه المعاصي من العذاب بعد الموت فهي ظلمة في القبور وغمة يوم النشور ونيران في جهنم وبئس المصير(وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل)

فاتق النار أخي الكريم فإنك ليس بالقادر على حرها ولا بالقوي على دفعها فإنما هي لحظات وثواني،،وينكشف الغطاء عن الطائع والعاصي،،ويجازي المحسن إحسانا والمسيء عذاباً وهواناً.

تذكر يوم تأتي الله فرداً وقد نصبت موازين القضاء،،وهتك الستور عن المعاصي وجاء الذنب منكشف الغطاء.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

6) والمخرج،،التووووبة!:

وليس من وسيلة لدفع عقوبات الذنوب وأضرارها إلا الإقلاع عن إتيانها والندم على اقترافها والعزم على فراقها وهجرها ورد الحقوق ؟إلى أهلها فهذه هي شروط التوبة النصوح التي يسلم القلب بها إلى الله ويسوق صاحبها نفسه إلى الله تعالى سوقاً يبتغي بذلك أمناً وأماناً وجنة ورضوانا قال تعالى(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تعملون)

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا منى لعفوك سلما،،،تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما،،،فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما،،، فلولاك لم ينج من إبليس عابد وكيف وقد أغوى صفيك آدما..

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والله تعالى أعلم،،

نقلته من كتاب تحذير الداني والقاصي من خطر الذنوب والمعاصي…

أخوكم/الحسام

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الحسام بارك الله فيك وجزاك الله خير
شوق زايد بارك الله فيك وجزاك الله خير

:confused:

يرفع للإطلاع عليه..

والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.