تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية حب الطاعات وبغض الفواحش

د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية حب الطاعات وبغض الفواحش 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (95)

المبحث الخامس عشر: حب الطاعات وبغض الفواحش..

خلق الله سبحانه الخلق لعبادته، وأمرهم بطاعته، وحبَّبَ إلى عباده المؤمنين الإيمان وزيَّنه في قلوبهم، وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان..

ونهى سبحانه عن الفحشاء والمنكر، ووقف إبليس – لعنه الله – للناس بالمرصاد يبغضهم في طاعة الله ويزين لهم الفحشاء والمنكر.

والواجب على المجتمع المسلم أن يجتهد في تحقيق أفراده عبادة الله وطاعته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يطهرهم من المعاصي والفواحش التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها..

لأن المجتمع الذي تنتشر فيه الفاحشة يفقد السعادة والراحة والأمن على نفسه وماله وعرضه، والمجتمع الذي تنتشر فيه الطاعة والعبادة يتمتع بالرحمة والطمأنينة والمحبة.

وقد دلَّت الآيات القرآنية أن في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والرحمة، الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، وأمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله وحذَّر من مخالفة أمره.

قال تعالى: (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) [النور:52].

وقال تعالى: (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [الأحزاب:71].

وقال تعالى: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) [التوبة:71].

وقيَّد سبحانه طاعة أولي الأمر بعدم التنازع، فإذا حصل تنازع بين أولي الأمر والرعية، وجب الاحتكام إلى الله والرسول، حتى لا يطغى أحد على أحد بمعصية الله تعالى.

قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [النساء:59].

وقال تعالى: (( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )) [المائدة:92].

وأخبر تعالى أنه يحب المتقين، وهم أهل طاعته، فقال: (( فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) [آل عمران: 76]. (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) [التوبة:4].

وأوجب سبحانه وتعالى محبته على عباده، ودلهم على ما يحققها، وهو العمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أي طاعته وطاعة رسوله.

فقال تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [آل عمران: 31].

كما أخبر سبحانه وتعالى أنه حبب إلى عباده المؤمنين الإيمان والطاعة، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وذلك من أعظم نعمه عليهم..

لأنهم بذلك يكونون أهل رشد وهداية..
ويكون غيرهم أهل غي وضلال..
وأهل الرشد هم أهل التمكين والأمن والسعادة..
وأهل الضلال هم أهل الشقاء والخوف والنكد..

قال تعالى: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) [الحجرات: 7ـ8].

ويفهم من هذه الآية أن من يسعى لنشر الكفر والمعاصي والفسوق في المجتمع ليس من الراشدين، وإنما هو من السفهاء الضلاَّل الذين يريدون غير ما يريد الله..

الله يريد تطهير المجتمع من كل فاحشة، وهم يريدون تنجيس المجتمع بنشر كل فاحشة فيه وإشاعتها..

كما قال تعالى: (( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا )) [النساء:27].

وقد أوجز *** كثير رحمه الله الطوائف التي تتبع الشهوات وتريد غير مراد الله، من الميل عن هداه إلى ضلالهم وفسادهم..

فقال:
"أي يريد أتباع الشياطين من اليهود والنصارى والزناة أن تميلوا عن الحق إلى الباطل ميلاً عظيما" [تفسير القرآن العظيم (1/479)].

وإن الذي يتأمل ما خططه اليهود والنصارى وأتباعهم من الملحدين، من المناهج التعليمية والاجتماعية والإعلامية وغيرها لصرف الناس، وبخاصة المسلمين، عن شرع الله الذي ارتضاه لهم، إلى اتباع الشهوات والانغماس فيها، يعلم معنى قوله تعالى: (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا )).

ويعلم كذلك مغزى ذكر *** كثير رحمه الله أئمة أتباع الشهوات، وهم اليهود والنصارى والزناة، فقد أغرقوا الناس في الشهوات وصرفوهم عن دين الله، وأرادوا لهم غير ما أراد لهم خالقهم ولذلك أذلهم الله.

وهذا الميل هو الذي نصبه غلاة العلمانيين من أبناء المسلمين أنفسهم، للدعوة إليه فأجرموا في حق أمتهم أكبر إجرام، عندما أقصوا دين الله من حياة الناس، وفتحوا لهم كل أبواب الإغواء والشهوات.

وإذا أراد المجتمع الإسلامي أن ينجو من ذلك كله، فعليه أن يطهر نفسه من رجسهم وينبذهم من صفوفه، لأنهم يحبون غير ما يحبه الله ويريدون للناس غير ما أراد الله، يحبون الكفر والفسوق والعصيان، ولو تظاهروا بأنهم مسلمون، والله يحب الإيمان والطاعة والخير.

كيف يكون مسلماً من أحبَّ غير شرع الله في كل أنظمة الحياة، واحتضنه وأيَّده ونفذه، وأبعد حكم الله ورسوله عن حياة الناس، وأحب الفاحشة واجتهد في نشرها بكل وسيلة، وكره الطاعة وصد عنها بكل وسيلة؟

قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [النور:19ـ21].

وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) [البقرة: 168ـ169].

وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )). [النحل:90].

ونهى الله تعالى عن الاقتراب من الفاحشة، ظاهرها وباطنها، فقال: (( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )) [الأنعام:151].

وقال تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )). [الأعراف:33].

وأمر عباده سبحانه وتعالى بما يطهرهم من الفحشاء والمنكر ويعينهم على الابتعاد عنهما، وهو عبادته، وبخاصة الصلاة..

فقال تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )). [العنكبوت:45].

وإذا أحب المجتمع طاعة الله، وأبغض معاصيه، وحمل أفراده على ذلك، أرسى بذلك أركان السعادة والأمن في الدنيا والآخرة.

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home…enu&sub0=start

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.