عن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله". رواه *** ماجه
وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ ولود ودود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى". رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح
· زوجة صالحة
أولى هذه الصفات هي صلاح المرأة، ولا غرو، فصلاحها يمتد لصلاح بيتها وأولادها، وكما قلنا، كلما كانت المرأة أقرب إلى الله وتقواه ، كلما وفقت في إرضاء زوجها والقيام بحقه، وأغدق الله عليها من بركات طاعته ما تقر بها عينها.
والمرأة الصالحة جامعة لكل خير، فتراها ذات أخلاق عالية في تعاملها معه، حليمة صادقة حنون، لا تذيع سره ولا تتدخل فيما لا يعنيها، لا تكثر عليه الإلحاح والسؤال، دائمة البشاشة في وجهه وإظهار السرور بحضرته، فحسن الخلق الأصيل ليس مقياسه لقاء ساعة أو نزهة يوم، فكلنا ذلك البطل، بل محكه الحقيقي هو الحياة الزوجية، بما فيها من واجبات ومهمات، فتظل الأخلاق عالية مهما عرقلت مسيرتها المتاعب، ولهذا ذكر في الحديث: "خيركم خيركم لأهله..".
ومن صلاح المرأة احترامها لأهله، وبذلها الوسع في تقديرهم، خاصة أمه وأخواته، وإياك إياك من إظهار الشكوى لزوجك منهم إذا لم تكن ثمة ضرورة شرعية، فإن ذلك سبيل إلى الكراهية والاحتقار، ولا تتدخلي فيما لا يعنيك من شؤونهم، واحذري كذلك من غيبتهم عند أهلك، لئلا تصيبك نفحة من عقوبات المعاصي..
وكلما وسوست إليك نفسك بتنقصهم أو شكواهم عند زوجك، استشعري لو كنت مكانه، وأنه الآن يتنقص أهلك وأمك وأباك، ثم كوني كما شئت!
والمرأة الصالحة تشكر المعروف، وتترقرق منها ألفاظ المجاملة والشكر والاحترام، فتراها تبدأ طلبها بقولها "الله يعافيك، إذا قدرت، إذا لم يشق عليك.."، وتتبعه بالشكر والعرفان والامتنان، والدعاء الصالح.
وفي شأن المرأة الصالحة يجدر بنا أن نشير إلى أنها قد تتذمر شيئا ما إن هفا زوجها – وإن كان صالحا – وألم بذنب، وكل بني آدم خطاء، وقد يأخذها الحماس إلى تأنيب زوجها بقسوة، وتعنيفه وكأنه طفل صغير، وربما كان ذلك أمام أطفاله، مما يجعل العزة تأخذه بالإثم، فتبوء هي كذلك بخطيئة إغضاب الزوج، حيث جانبها التوفيق في حكمة دعوته، وربما وقعت في هذا الخطر الذي في الحديث فلا ينفعها ثم صلاحها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "ثلاثة لا ترتفع لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة،.. ومنهم: المرأة الساخط عليها زوجها حتى ترضى". رواه الطبراني في الأوسط و*** خزيمة و*** حبان في صحيحيهما
إن الرجل غالبا ومهما بلغ لا يتحمل نصيحة من امرأة، بل ينبغي أن تعاتبينه عتاب المحبين، مظهرة له تمام المودة وبالغ الشفقة، وأنه الرجل المستقيم المطيع، ولا تريد أن تري منه غير ذلك، ثم تعبرين له بحياء عن حرصك على دينه ونصحك له، عسى أن يجد هذا الإحسان في قلبه صدى فيصرح بالإنابة والرجوع.
· إن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرته
والطاعة -في غير معصية الله- واجبة، وقد تعتقدن أن هذه الصفة سهلة يسيرة، لكن المحك هو لو أمرها بتجنب شيء تحبه أو فعل شيء تبغضه، كأن يمنعها من زيارة نساء يرى أنهن يفسدن عليه امرأته، فإذا أمرها باجتنابهن وهن أولئك الصديقات العزيزات، رأيت من حال "المطيعة" العجب من العناد والاستفزاز والإلحاح، والشكاية إلى الأم والأخوات، والاتهام بالتشدد والقسوة والتسلط!! فليت شعري أين هذه الطاعة؟!
بل إن الطاعة إحسان، فلا تتبعي إحسانك وإذعانك بالمن والأذى، إن رغبت حقا فيما عند الله، فاقبلي الأمر، وتفهمي الحال، وحذار حذار من التذمر فقد يذهب بأجرك، فتكوني قد أضعت الدنيا والدين.
والمرأة المطيعة، تخدم زوجها بنفس خفيفة وروح مرحة راضية، مشعرة إياه بالحب والتفاني من أجله، فهذا هو إحسان القول الذي يتبع الفعل، وكم يؤلم حال بعض النساء إذا دعا مثلا زوجها ضيوفا إلى البيت، فتراها بادية التذمر والتسخط والاعتراض، مشدودة الأعصاب ظاهرة المنة، رغم أن كل ذلك لن يمنع الضيوف من المجيء! وهذه الأفعال الممجوجة شقوق تصدع حبكما، ولو استبدلتها بتلك البسمات الراضية والتحايا المرحبة، لجنيت ذلك محبة زوجك لك وتقديره البالغ لجهودك..
وهنا بشارة عظيمة للزوجة المطيعة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله:"إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت". صحيح الجامع الصغير وزيادته 660
· وإن نظر إليها سرته:
وهذه الصفة من أعظم الصفات في استجلاب محبة الرجل ووده، وتزين المرأة في نفسها دليل على محبتها لزوجها وتقديرها له، والع** صحيح، فإهمالها يع** عدم مبالاتها به واهتمامها برغبته.
والنظر الجالب لسرور الرجل عام، يشمل النظر إليك أيتها الزوجة، وإلى أرجاء منزلكما وعش سعادتكما الدافئ، وإلى هيئة صغاركما وترتيبهم ونظافتهم، فاحرصي على كل ذلك.
كما أن الجمال مهما تناهى في التناسق والروعة، يبقى أطيافا باهتة لا يضفي عليها السحر إلا البسمة الودود وإشراقة الوجه المبتهج وجمال الروح الخلاب.
حاولي أن تتناسي متاعبك، وإياك من التذمر منها لزوجك، فهو كذلك يعود من العمل مرهقا تعبا، وكلاكما بحاجة إلى لمسات الحب والحنان التي تريح كاهليكما، فإذا بدأت بالشكاية والتسخط، وكلحت في وجه زوجك، ورفعت الصوت على صغارك، صارت الحياة أيتها الباحثة عن الهناء والسعادة شقاوة لا تطاق، ولم تعودي تلك المرأة الصالحة الطيبة، التي ما أن تقع أولى النظرات عليها من زوجها المقبل إلا ويرتسم السرور متراقصا على ثغره!
· وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله:
وهذه أيضا من الصفات العظيمة، فصلاح المرأة في بيتها وقيامها بالحقوق التي عليها ليس مرهون بنظر الزوج واطلاعه، بل إن صنيعها ذاك أداء للأمانة الجليلة التي حملتها، فإذا غاب عنها الزوج، سواء لساعات في عمله، أو لأيام في سفر، ألفيتها الزوجة الأمينة، الحافظة لشؤون بيتها وأولادها.
فلا تكثر الخروج من البيت بحجة غياب ربه عنه، ولا تراها مهملة للصغار غير مكترثة بتربيتهم وصلاحهم، فتلقي بهم أمام التلفاز وفي أحضان الخادمات، والمهم ألا تسمع إزعاجهم وضجيجهم!
ومن جانب آخر، لا يعني بعدها عن نظر الزوج إتلافها لماله في كماليات فارغة، تلبية لسعار التسوق المحموم، حتى وإن لم يعلم بما تشترين، فإن للمعصية والمخالفة وخيانة الأمانة شؤم، يلاحقك تكديرا وتعسيرا لحياتك وأمورك، فكوني من ذلك على حذر!!
· الودود:
وختام هذه الصفات مسك، إنها الصفة الجميلة، طيف المحبة ونسيم الرقة التي تفتقدها بيوت كثير من الناس.
أيتها المرأة، حاولي أن تكوني أنت البادئة، تنازلي عن كبريائك الموهوم، واعلمي أن مكانتك العظمى وكرامتك الكبرى في قيامك بدورك كزوجة ناجحة على أكمل وجه، ومن أسس هذا الدور، التودد إلى الزوج، والتحبب إليه، والتعبير الصريح عن المشاعر والاهتمام تجاهه، والاعتزاز والفخر برجولته، وامتداح صفاته الطيبة وتعضيد ثقته بنفسه، وإظهار الاحترام العظيم له والتوقير البالغ، خاصة أمام أهله وأبنائه.
إن الودود، صفة مبالغة، توحي باستمرار هذا التصرف منها، مما يزيد منسوب المحبة بينهما يوما بعد يوم، فإذا كان ثمة شعور شيطاني يخامرك نحو زوجك بالنفور والانقباض وتذكر السيئات، فتغلبي عليه بتكلف الوداد ودوام التبسم، وتضخيم الصفات الجميلة في عينك، عندها لا بد أن تنبثق أولى ينابيع المحبة الصادقة في قلبك..، فمن اعتاد فعل شيء وداوم عليه -وإن لم يكن يريده بداية-، استمرأه شيئا فشيئا حتى يعود من طباعه الراسخة الأصيلة.
· هي خلافات وليست مشاكل!:
وأنت تنتظرين قطاف السعادة، لا تعتقدي أن الاختلافات لن تقوم بينك وبين زوجك، انتبهي لما أسميتها به، "اختلافات" وليس "مشاكل"، فهي محض تباعد في وجهات النظر، قد يقع بينك وبين جميع الناس، ولا تنسي أنك لما كنت في بيت أبيك تقوم بينك وبين إخوتك مثل هذه الخلافات، ثم يعود الوضع لسابقه، وفي العلاقة الزوجية يعود الحال إلى أحسن مما كان بعد الخلاف، خاصة بعد تنازل أحد الطرفين، وإظهار المحبة للآخر وعدم الاستغناء عنه، والتأسف البالغ والاعتذار المتودد، كما في الصورة التي أسلفناها: " إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى.."، ولهذا تسمى الخلافات توابل الحياة الزوجية!
فكوني يا أختاه عند الخلاف حليمة، اضبطي أعصابك واحتفظي بهدوئك، لا تتلفظي بأي كلمة قد تعود بالوبال عليك وتحول هذا الخلاف إلى "مشكلة"، فكل امرئ عرضة للغضب المفاجئ والثورة المؤقتة، وليس أحد أسرع من الرجل في غضبه ورضاه، وحين عودة الأمور إلى طبيعتها صارحي زوجك بما يختلج في صدرك من هموم وضيق.
وما أجمل قول أبي الدرداء لزوجه: "إذا غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".
نسأل الله للجميع حياة هانئة سعيدة، وعلاقة زوجية راضية، والله ولي التوفيق.
وهذا ما أريده ودائما أدعي الله عز وجل أن ير**ني زوجة صالحة تعيني على الخير هي تنصحيني مو أنا انصحها..
والله الموفق
تسلمي أختي
وأشكرك لما تقومين به