أخواتي الفاضلات السلام عليكنَّ ورجمة الله تعالى وبركاته وبعد
سألتني ***تي:" لماذا لا تقومين بتهذيب حاجبيك يا أمي؟؟؟!!!"
فقلتُ لها: ولماذا أقوم بتهذيبهما؟
قالت: إن الجميع يفعلن ذلك!!
فقلت: لا يا ***تي ،ليس الجميع ،بل طائفةٌ من النساء فقط،
أتعلمين لماذا يفعلن ذلك؟
قالت: لماذا؟
قلت: مجرد تقليد للغربيات… أصبح بمرور الوقت عادة!!
قالت:ولماذا فعلت الغربيات ذلك؟
قلت لها: إن الغرب –من غير المسلمين-يا حبيبتي يعيش فراغاً نفسياً وعاطفياً و روحياً،فهم يغذُّون أجسادهم بكل الطرق، ومع ذلك ليسوا سُعداء.
قالت: لماذا؟
قلتُ: لأن الله عز وجل خلقنا من روح وجسد،فإذا تغذَّى الجسد دون الروح ظل الإنسان تعيساً …حتى يغذي روحه،والع**،إذا تغذَّّت الروح،فاضت السعادة على الجسد،حتى لو لم نغذِيه.
لذلك فإن الغربيون-من غير المسلمين-يحيون حياة تافهة فارغة موحشة رغم تقدمهم العلمي،لذك نجدهم ، يقومون يالتغيير في كل شيء- حتى في خَلق الله وفطرته التي فطرَنا عليها-بحثاً عن السعادة، فنجدهم أحياناً يهذِّبون الحاجبين،وفي أحيان أخرى يحلقونهما ويرسمون بالقلم بدلاً منهما ،كما يغيَّرون لون البشرة، ويقومون باستنساخ الحيوان والإنسان،…وغير ذلك الكثير. ولو مَلك أحدهم أن ينتزع عيناه ليلصقها في قفاه، لفعل!! لمجرد التغيير ،والخروج من الفراغ النفسي والروحي الذي يؤدي بالكثير منهم إلى الاكتئاب،وأحياناً الانتحار،والعياذ بالله..
قالت: ولكن تهذيب الحاجبين ينير الوجه.
فقلتُ نعم يا بنيتي،هذه حقيقة…ولكنه نور خارجي مؤقت يُستبدل في الآخرة بسواد وظُلمة والعيا ذ بالله.
أتدرين لماذا؟
قالت: لا
قلتُ: لأن الله تعالى يجازي من يطيعه بأشياء كثيرة منها: نور في الوجه،وبركة في الر**،ومحبة في قلوب الناس،ورضوان منه سبحانه.!!!.
هل أدلك على ما يُنير الوجه أيضا؟
قالت :نعم.
قلتُ :إنه قيام الليل، إن الله تعالى يتجلى على عباده في الثُلُث الأخير من الليل فيجيب دعاءهم وي**وهم نوراً ومن نوره وبهاءً من بهاءه، لذلك تجدين المحافظين على قيام الليل حِسان الوجوه!!!
والآن يا حبيبتي سأجيبك عن سؤالك:أنا لا أقوم بتهذيب حاجبّي لعدة أسباب:
الأول: أنني أحب الله عز وجلّ ؛و هو الذي خلقهما لي بهذا الشكل،لذلك فأنا أحبهما لأنهما صنعه،فهُما" صُنعَ اللهِ الذي أتقَن كُلَّ شيء"
الثاني:أن الله سبحانه يقول:" إنَّا كُلَّ َشيءٍ خلقناهُ بقَدَر" فلا بد أنهما بهذا الشكل يقومان بعدة مهام،أعلم منها: أنهما يمنعان العرق عن العينين،كما أنني متأكدة من أن الله عز وجل خلقهما بشكل يتناسب مع شكل وجهي وبقية ملامحي.
الثالث:أنني علمتُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لعن اللهُ النامصة والمتنمِّصة"،والنامصة هي التي تقوم بتهذيبهما أو نتفهما ،والمتنمصة هي التي تقوم بذلك لغيرها.
هل تعرفين معنى اللعن؟؟؟إنه الطرد من رحمة الله!!!
هل تعرفين معنى ذلك؟
إن الإنسان – حتى الرسول صلى الله عليه وسلم-لا يدخل الجنة بعمله ،بل برحمة الله عز وجل،وهذا يعني أنني لو نمصت حاجبَيَّ أكون قد ضيَّعتُ مستقبلي الحقيقي،الذي يفوق جماله الخيال، الدائم الذي لا يفنى،وهو الجنة!!!!
هل ترضين لأمك أن تكون من أهل النار؟؟!!
قالت: لا ….أعوذ بالله من النار.
فرَبَتتُ على كتفها،ثم تركتُها تفكِّر فيما قلتُه لها،وأنا أدعو الله عزَّ وجل أن يعينها على عدم التقليد الأعمى…وأن يجعلها من الدُّعاة إلى تَرك النمص، وأن يجازيني عن ذلك خيراً،إنه على كل شيء قدير
جزاك الله خير على هذا الموضوع القيم والمفيد..
حوار جميل وهادي..
وهكذا يجب أن تكون الأمهات مع أبنائهن..نصح بأسلوب محبب وهادي ومفيد..
وفقك الله أختي
وإن شاء الله دائما نرى مشاركات لك..