تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة واقعية الجزء الثاني

قصة واقعية الجزء الثاني 2024.

  • بواسطة
وامام هذا المشهد المؤثر…حاول"عبدالله" أن يتماسك ويتظاهر برباطة الجأش والاتزان وعدم الانسياق وراء العواطف… فكتم دموعه… وحبس عبراته… وضبط مشاعره وانفعالاته…لئلا يزيدهم حزناً إلى حزنهم!!..
وركب "عبدالله الطائرة من جدة إلى بيروت …فقد أراد أن يودع أحد أعز أصدقائه هناك!!..فلعله لايراه بعد ذلك ..وكان هذا الصديق بانتظاره في مطار "بيروت"..وخرج الصديقان من المطار معاً…وكان الصديق ينظر إلى "عبدالله "نظرات العطف والرحمة ..والعبرات تنسكب من عينيه..ولسانه يلهج بالدعاء له بالشفاء!!..
وبعد فترة حان موعد إقلاع الطائرة إلى" لندن"فأخذ "عبدالله" يودع صديقه الحبيب… الذي لم يتمالك نفسه..فأجهش بالبكاء وهو يقول ل عبدالله لن تموت!!..لن تموت!!..لن تموت!!.. بأذن الله..
وصعد "عبدالله الطائرة …وهو يفكر في الموت !!.. لقد مر بكل مراحل المرض … ومابقي إلاالاستسلام لقضاء الله والرضابه…فإن كتب الله له الحياة فسيعيش!!وإن كتب الله عليه الموت فسيموت كما مات غيره!!..وحينما أحس "عبدالله براحة عجيبة في داخلة…وطمأنينية قلبه..وهكذا يكون أثر الإيمن بالقضاء والقدر على النفس المؤمن..إنه يطرد عن انفس كل هم وقلق وتوجس …ويمنحها السكينة والطمأنينة والتسليم والرضا بقضاء الله تعالى..
وصلت الطائرة ألى مطار "هيثرو" بلندن… وأخذ "عبدالله يتذكر أول يوم نزل فيه في هذا المطار … وأحس حينها بآلام الغربة..ووحشة الابتعاد عن الأهل والبلد !!..لقد قضى في لندن خمس سنوات وهو يدرس ويبحث ويناقش ويناظر !!..والآن ماذا سيكون مصيره …الله وحده دون سواه يعلم ذلك!!..وخطر في نفسه خاطر… ليتني بقيت عند أهلي في"جدة"…حتى أموت بين أهلي وأسرتي بدلا من أموت فريداً وحيداً … في هذا المجتمع الغربي عني…
وأفاق "عبدالله" من تلك الخواطر على صوت موظف الجوازات في المطار..وهو يطلب منه جوازاه ليتأكد من سلامة أوراقه ومستنداته الثبوتية …تصفح "الموظف" الجوازوالوثائق…ثم ردها إليه…فانصرف"عبدالله"باتجاه مكان أخذ الحقائب…فالتقط حقيبته الصغيرة.. وحملها بإحدى يديه وفي اليد الاخرى كان يحمل زجاجة بها "ماء زمزم ..لقد جاء به من مكة معه إلى لندن ليتداوى به !!..فقد كان يعلم بأن فيه شفاءً من الأمراض بأذن الله تعالى…
سار "عبدالله "على حالنه تلك عدة مترات … ثم سمع شرطياً يناديه: لو سمحت !!..توقف !!..هل من الممكن أن نفتشك؟!!.. قال عبدالله: نعم … ولكن ليس معي شيء يستدعي ذلك…
قال الشرطي: إن هذه الزجاجه التى معك …فيها أكثر من الكمية المسموح بمرورها بدون ضرائب!!..
قال "عبدالله" : إن هذا الزجاجةليس فيها خمر كما تظن ..أنما هو ماء وهنا قاطعه الشرطي قائلاً : أرجو المعذرة يا سيدي … ولكن العمل هو العمل فأرجو منك السماح لي بتفتيش هذه الحقيبة التي في يدك!!..وأخذ هذه الزجاجة البلاستيكية التي في يدك لمعرفة مافيها …
ولم يكثر "عبدالله" النقاش معه …بل بادر وفتح له حقيبته…فقلبها الشرطي… ثم قال له :آسف… أغلقها ليس فيها شيء !!.. ولكن لابد من أخذ الزجاجة وإرسالها إلى المختبر …ليتم فحص مافيها من سوائل؟!!..
فقال الشرطي البريطاني: آسف …. ليس باستطاعتي التأكد مما تقول…وإنما يجب إرسال هذه الزجاجة إلى المختبر ومعذرة على ذلك …لكن أنا لاأعرف ما هو ماء زمزم !!.. والزجاجة ستذهب للمختبر لفحصها!!.. ولو فيها خمر فستغرم الضريبة المستحقة على إدخال الخمور ثم تأخذها …وإن وجد فيها مواد كيماوية يجب أن تحلل وتعرف… وأن كان فيها ماء كما تقول فيتأكد من صلاحيته ونظافته!!..حاول "عبدالله" أن يقنعه.. ولكنه رفض ذلك!!.. ولم يصدق أن رجلاً يسافربزجاجة
ماء من السعودية إلى لندن ….لماذا؟!!..وهل نحن في أزمة مياه شديدة؟!!..كذا قال "المفتش البريطاني "
وهنا شرح له "عبدالله" الدافع الحقيقي…الذي دعاه لحمل هذه الزجاجة من ماء زمزم من السعودية إلى لندن …حيث أن ***ة صاحب البيت الذي يسكن فيه "عبدالله فتاة صغيرة اسمها نجلاء" وقد أصيبت بمرض أقعدها الفراش فهي تشكو من آلام في المعدة!!..وقد ذهب بها والدها إلى أرقى مستشفيات أوروبا ولكن بدون نتيجة !!
مجرد علاجات تكتب وأدويه تبلغ دون أن يخف المرض أويزول !!.. ولما علمت تلك الفتاة الإنجليزية بأن "عبدالله سيسافر إلى مكة للعمرة…أرسلت إليه تقول له :
لي عندك طلب واحد …أنت ستذهب إلى مكة وقد قرأت كتب بيرتون(وهو أحد المستشررقين الغربيين) عن مكة وقد قرأت فيها الكثير عن ماء زمزم وفؤائده الطبية وعلمت أن المسلمين يتداوون به.. وأن أمراض اكثيرة عجز الأطباء عن علاجها … فجعل الله شفاءها عن طريق ماء زمزم …فأرجوك أن تحضر لي قليلاً من ماء زمزم …صحيح أنني لست مسلمة .. ولكنني أريد أن أجرب هذا الماء العظيم!!..أرجوك ألاتخيب رجائي هذاصدم "عبدالله" لهذا الطلب صدمةً كبيرة ..سبحان الله !!..هو مسلم ومن أرض زمزم …وقد رأى زمزم وشرب منها مراراً ..ومريض بمرض خظير ميئوس من شفائه..ولم يخطر على باله قط أن يشرب ماء زمزم وبنية الشفاء من مرضه !! وهذه الفتاة الكافرة لاتعرف زمزم لم ترهامن قبل ..تطلب ماء زمزم وتحرص على شربه بنية التداوي به؟!!عجباً..هل أصبح الكفارأحرص على ديننا منا؟!!..أم أنهم قد تفوقوا علينا في التمسك بهدي الإسلام وسلوكيات ؟!!وأخذ "عبدالله"يلوم نفسه على هذا التقصيروراح يفكر قليلاً فيها بينه وبين نفسه:لماذا نسيت ماء زمزم وأنا مسلم !!..وتذكرته تلك الفتاه الإنجليزية الكافرة ؟!!هل هي أكثر تصدقاً وإيماناً بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مني؟!!آه إنها الغفلة !!إنه الانبهار بالحضارة الغربية!!..إنه الانغماس في الحياة المادية البحتة… إنه ضعف الإيمان والصدأالروحي…الذي أص***ي منذ وصولي إلى هذه البلاد الغريبة عن ديني وأخلاقي وأفكاري..
وفطع على"عبدالله" أفكاره تلك… صوت مفتش المطار وهو يقول له: آسف!!..رغم تصديقي لما تقول!!..لابد من إرسال الزجاجة إلى المختبر ليتم فحصها ومعاينتها!!..أيس "عبدالله" من إقناع هذا المفتش …فاستسلم للامر الواقع…وقال له: سأكون في المستشفى بعد أيام لإجراء عملية جراحية!!..فهل من الممكن أن أبعث زميلا لي…ليأخذ الجالون منكم بعد خروجه من المختبر؟!!قال المفتش: سنبعث لك رسالة إلى عنوانك ..بعداستلام نتيجة الفحص من المختبر وبعدها تستطيع أن تحضر بنفسك أوترسل شخصا لاستلامه وما كاد "عبدالله" يغادر صالة الوصول في المطار…حتى فوجئ بأصدقائه وهم ينتظرونه وأخذوا بعد المعانقة والتحية يمطرونه بوابل من الأسئلة عن سبب تأخره..فحكى لهم ماجرى بينه وبين مفتش الجمارك بالمطارفي اليوم المحدد لإجراء العملية الخطيرة له.. واستغرقت العملية الجراحية عدة ساعات!!..
وما إن أفاق "عبدالله من غيبوبته…وفتح عينه من الالبنج إلا ورأى الطبيب الذي أجرى له العملية واقفا امامه وهو يضحك في وجهه قائلا:أبشرك ياعزيزي بأنك سالم وستعيش ولن تموت !!..ولكن عليك بالصبر !!.. فستبقى معنا في المستشفى ثلاثة أشهر فقط !!..لا تغادر فيها غرفتك لم يرد "عبدالله" على كلام الطبيب الجراح…بل سالت دمعات على خديه وقال الحمد الله!!..الحمد الله!!..الحمدالله!!..فقد استجاب الله دعائي إلى استسلم لنوم عميق ولما استيقظ من نومه.. جاءته رسالة من جمرك المطار وإذا مكتوب فيها السيد "عبدالله ..المحترم لقد فحصنا الجالون الذي جلبته معك من "جدة ..وجدنا أن فيه ماء..وصفته أنت بأنه ماء زمزم ولنأكد من صلاحيته الصحية وخلوه من الشوائب وكل ما يضر بالصحة العامة…فقد أرسلنا لك الماء إلى المستشفى حسب العنوان الذي تركته عندنا !!..نرجو منك قبول عذرنا ومسامحتنا لان الإجراء الذي قمنا به كان من مقتضيات الصحة العامة ولشك الموظف المختص بالأمر وفي الختام لك تحياتي وتمنياتنا بالشفاء العاجل..
واستلم"عبدالله"جالون زمزم..وصب لنفسه كوبا من ماء زمزم….وقال:اللهم إنني أشرب هذا الكأس على نية الشفاء فاشفني يارب … وعافني برحمتك ياسيدي ومولاي أحمدك كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان..وصب "عبدالله" زجاجة كا ملة من ماء زمزم ..إلى أنجلا الفتاة الإنجليزية المريضة وأخذ "عبدالله" طوال مدة بقائه في المستشفى…يداوم على شرب ماء زمزم وبعد ستة أسابيع من إرساله ماء زمزم إلى "نجلاء " …وقعت المفاجأة المدهشة!!..لقد فوجىءبها عبدالله وهي تدخل عليه غرفته في المستشفى هي وأبوها لتهنئته بالشفاء والعافية ونجاح العملية…ولشكره على زجاجة ماء زمزم …التي كانت سببا في شفاء"نجلا" من مرضها العضال..الذي عجز أمهر الأطباء عن علاجه وبينما هم كذلك إذ دخل الطبيب الجراح الذي أشرف على إجراء العملية ل "عبدالله" …قال يمكنك يا عبدالله ان تغادر اليوم المستشفى اليوم!!..فقال"عبدالله وقد علت الدهشة محياه ولكن يا برفسور!!.لقد لي بأنني سأبقى في المستشفى ثلاثة شهور تحت العلاج المكثف..!!ولم يمض علي بالمستشفى سوى شعر ونصف فقط!!..كنت أظن أنك ستحتاج إلى ثلاثة أشهر لتتماثل للشفاء الكامل..ولكنك شفيت تمام بسرعة غريبة جداً!!..وهذا يدهشني ويحيرني!!..فقالت "أنجلا" أتريد أن تعرف السر في سرعة تماثله للشفاء؟!!قال البروفيسور:اكيد!!بكل تأكيد..فإنه لم تمر علي طوال حياتي العملية حالة غريبة مثل حالة السيد "عبدالله"فقالت"أنجلا"يا بروفيسور.. إن السر هو في ماء زمزم ..لقد شربته فأذهب آلامي..وشفيت بسببه من مرض عجز عنه أمهر أطباء أوروبا هذا وأنا فتاة مسيحية…فكيف يكون الحال مع السيد عبدالله وهو مسلم؟!!فقال البروفيسور ل أنجلا: في الحقيقة..لقد قرأت بعض البحوث الطبية.. عن فوائد هذا الماء الصحية… ولم أعتقد بأنه فعال لهذه الدرجة…ولكن دعيني أسألك سؤال ..هل أعتقد قبل شرب ماء زمزم بأن في هذا الماء شفاء لك؟!!فقالت "أنجلا" على الفور :نعم لقد اعتقد ذلك!!..وهنا تدخل "عبدالله في الحديث …وقال: وأنا كذلك يا بروفيسور …قبل أن أشربه ..اعتقدت أن فيه شفائي!!.. فقال البروفيسور…وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة إذن فقد كان ماء زمزم هو السبب في الشفاء!!..وليس العملية الجراحية التي أجريتها لك..
فقال "عبدالله "للبروفيسور :أتقول هذا الكلام.. وانت من أمهر الجراحين على مستوى بريطانيا كلها؟!!..
نعم أقول هذا!!وبكل ثقة وتأكيد..إننا نحن الاطباءوغيرنا مهما بلغنا من المهارة والعلم والاتقان والخبرة…تظل قدراتنا محدودة قاصرة ضعيفة..وتبقى قدرة الله هي الأقوى..ويظل قدر الله تعالى هو النافذ في البشر جميعاً

المعذرة لو طولت عليكم

دمعه حزينه بارك الله فيك وجزاك الله خير
لم الاستغراب أنا واحدة ممن حدث لهم ذلك اصبت في حساسيه غريبه في بطني لم أترك دواء لها وبعد اليأس ذهبت الى مكه ونيت شفاء ماء زمزم لي في خاطري ولله جلسة في مكه يومين من بعدها لليوم لم أرى تلك الحساسيه مر 5سنوات على هذة الواقعه…خليجية
هلاااااا اشكركم على هذا الرد والتواصل

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

شكرا علي هذه المساهمه واتمني المزيد
جزك الله خيرا …. وبارك الرحمن فيك ……

شكرا على الموضوع ..

مع خالص تحياتى

اشكركم على الرد والتواصل#G#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.