تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نفسٌ توّاقـــة

نفسٌ توّاقـــة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رجاء بن حيوة (وزير عمر بن عبدالعزيز): كنت مع عمر بن عبدالعزيز لما كان والياً على المدينة فأرسلني لأشتري له ثوباً، فاشتريته له بخمسمائة درهم، فلما نظر فيه قال: هو جيد لولا أنه رخيص الثمن!

فلما صار خليفة للمسلمين، بعثني لأشتري له ثوباً فاشتريته له بخمسة دراهم! فلما نظر فيه قال: هو جيد لولا أنه غالي الثمن!

قال رجاء: فلما سمعت كلامه بكيت.

فقال لي عمر: مايبكيك يارجاء؟ قلت: تذكرت ثوبك قبل سنوات وما قلت عنه فكشف عمر لرجاء بن حيوة سر هذا الموقف.

وقال يارجاء: إن لي نفساً تواقة ، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه، تاقت نفسي إلى الزواج من ***ة عمي فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يارجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها.

———————

من كتاب "مائة قصة وقصة في أنيس الصالحين وسير المتقين"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل"صحيح

أدلج : سار أول الليل ، وهي كناية عن بذل منتهى الطاقة في الطاعة.

لماذا الخوف ؟
* الخوف علامة الإيمان الصادق…

قال تعالى: ( و خافون إن كنتم مؤمنين ) آل عمران 175

* الخوف أمان يوم الدين …

قال عز وجل في الحديث القدسي : " و عزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين ، إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي ، وان هو خافني في الدنيا ، أمنته يوم أجمع عبادي " حسن

* الخوف دليل السلامة من النفاق…

قال رجل للحسن البصري : أخاف أن أكون منافقا، فقال الحسن : لو كنت منافقا ما قلت ذلك .

* الخوف مفتاح المغفرة و الأجر الكبير…

قال عز وجل: ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ) الملك 12

ولنا في سيد الخائفين صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة…

فقد كان عليه السلام يصلى وفي صدره أزيز كأزيز المرجل، ويبكى حتى يبل ثوبه ويبل الثرى بدموعه.

كما كان عليه السلام إذا لمح ريحا دخل وخرج خشية العذاب ، وعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم.

و انظر ماذا كان يفعل العالم طاووس اليماني …

فقد كان يتقلب على فراشه كما تتقلى الحبة في المقلاة ثم يثب فيستقبل القبلة حتى الصباح قائلا :

طيّــر ذكر جهنم نوم الخائـفـيـــــن

وقتك هو عمرك

وعمرك ذخيرتك لليوم الآخر

ومهما ذقنا مر الفراق

وعلقم المصائب والآلام

فهذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة

والعمل الصالح هو مرادنا في هذه الدنيا.. والجنة هي هدفنا بإذن الله

الانس ثمرة الطاعة والمحبة

فكل مطيع لله مستأنس… وكل عاص لله مستوحش

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.