تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لماذا ينتحر الشـباب؟

لماذا ينتحر الشـباب؟ 2024.

التاريخ: 1/3/2003 م

منتدى الكتاب – جريدة الرياض

إن وجود خبر في أحد الصحف اليومية، عن انتحار شاب بطريقة محزنة مأساوية، قد لا يكون أمرا مستغربا مع تزايد الهموم ومصاعب الحياة، وابتعاد بعض الناس عن دينهم، وعدم تحصنهم بالعبادات التي تقوي إيمانهم وأملهم بالله.
إلا أن ما يستنكره العقل ويستعصي عليه تقبله، هو تزايد حالات الانتحار في القرى والمدن الصغيرة، لما يفترض أن تتمتع به هذه المجتمعات الصغيرة من تكاتف و رضا وراحة بال. قد لا تكون مرفهة ولكنها مطمئنة هادئة راضية، بما أنعمه الله عليها من نعم يفتقدها سكان المدن الكبرى بما يعايشونه من صخب وتنافس محموم يدور في صباحها ومسائها على وسائل الر** وفرص الحياة المختلفة من وظائف وقبول في الجامعات وصفقات وتعاملات، وبما يعانونه من زحام وغلاء في المعيشة والسكن.
كل هذه الأمور مجتمعة تكاد تدفع معظمنا في لحظات الخذلان واليأس إلى حافة الهاوية إذا لم يكن هنالك قلب واعٍ محصن معمور بالإيمان والاتكال على الله يتصدى لها.
وتزايد حالات الانتحار في فئة الشباب يقلق ويستوجب إعادة النظر في تركيبتنا الاجتماعية والأطوار التي وصلت إليها، وفي نمط معيشتنا وحياتنا ومواطن الضعف فيها.
فما الذي يدعو شابا في مقتبل العمر وزهرته لليأس والزهد في الحياة، هل هو ضعف الإيمان، القهر والإحباط، الفقر أو الفراغ أم أنه الأمل بالخلاص من الألم؟
وماهي المراحل التي مر بها المنتحر قبل أن يصل فيها إلى قراره ليسعى فيها إلى إنهاء حياته وإلغاء اسمه من سجل الأحياء؟!
وكم هو حجم الألم والضياع الذي عاناه وقاساه في المراحل المتتالية التي انحدرت به وأوصلته إلى كره الحياة وطلب الموت؟
وكيف لم يفطن إليه أحد فيمد له يد العون والمساعدة وينتشله من الدوامة التي يتخبط فيها، ليس بالقول والنصح فقط بل بالفعل والإرادة؟
فنحن نفتقر للمؤسسات المدربة المتخصصة التي تهتم بهموم الشباب النفسية والاجتماعية والعملية في مراحلها المختلفة.وتعالجها كقضايا رئيسية جوهرية، فتقتلع جذورها وتبحث لها عن حلول فعالة مقنعة.
فالانتحار ليس مجرد رغبة بالموت وسعيا له بل هو كل خطوة يمكن أن يقدم عليها الإنسان، فتزل قدمه فيذل وتمتص روحه و إرادته وكرامته فيذبل ويضيع وتهون عليه حياته بماضيها ومستقبلها.
فالانغماس في الرذيلة انتحار، وإدمان المخدرات انتحار، والسرقة والنهب والجريمة رحلة إلى الانتحار، والفراغ والبطالة والتشتت بداية الانتحار.فلماذا الانتظار؟
لماذا ننتظر ونأمل ثم نأسى ونأسف ونلوم؟
لماذا لا نطيل الوقت في رحلة المنتصف فنعمل ونخطط ونصحح ونعدل دون أن ننتقل فجأة بين الضدين نقفز من الأمل إلى الأسف واللوم!
فكل شاب أو شابة ينتحر أو يفكر بذلك ذنبه على مجتمعه الأصغر والأكبر، لأنه المسؤول عنه أفراداً ومؤسسات.
وما فائدة المجتمع إذا كان أفراده مشتتي القلوب، متساهلين أو لا مبالين؟
شب***ا يعاني المسافات الطويلة التي تباعد بين واقعه وأحلامه وتطلعاته، بين ما لديه وما لدى غيره في السابق والوقت الحالي، يعاني المقارنات المجحفة والفرص المسروقة أو تلك المجنحة التي توجه حسب المصالح فتطير من يديه لتحط في يدي غيره دون إنصاف أو اشفاق!
فلنأخذ بيد شب***ا قبل أن تعبث بهم مشاعر الظنون والهواجس والإحباطات وانعدام الأمل.
فقد ولى الزمان الذي ينقاد فيه الناس بالقول فيتأثرون ويشبعون، فنحن نعيش في عالم المصالح والمنافع وتلاعب الكبار بأحلام واحتياجات الصغار. ومسكين ذلك الذي تكون حاجته مطمعا وهدفا لغيره من الكبار.
فلنسعَ ونحرص على حماية شب***ا وأحلامهم وطموحهم واحتياجاتهم بإ نشاء مؤسسات وهيئات فعالة تهتم بالشباب ومشاكله، تفتح أبوابها لهم وتسمع همومهم وشكواهم فتعينهم وترشدهم، وتعدهم لمواجهة مصاعب الحياة وعواصفها وتنأى بهم عن الصراعات والمنافسات الغير متكافئة التي تستغل عنفوانهم وجموحهم وتشتتهم فتوقع بهم في حبائلها أو تتجاهلهم وتستخف باحتياجاتهم وطموحاتهم.
إنهم شب***ا أمل الحاضر ورصيد المستقبل فكيف نرخص فيه أو ندعه ريشة تتقاذفها الرياح والأهواء دون أن نقف معه ونشد من أزره إلى أن يقوى عوده فيعرف طريقه وهدفه في هذه الحياة.

بداية الصفحة – رد – تعليق – طباعة

تعليق: من اسباب الانتحار

كتبه: ابو مشاري الحربي 1/3/2003 7:22:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي القراء من اسباب الانتحار ( حمانا الله واياكم والمسلمين ) مايلي :
1- البعد عن طاعة الله والانغماس في المعاصي وعدم التوعيةالدينيةوبيان حكم الانتحار.
2- الاهتمام المبالغ فية في الدنيابحجة تأمين المستقبل ( فالر** بيد الله )وهذا لايعني القعود في المنزل فالسماء لاتمطر ذهباًولكن علينا بالوسط.
3- تحميل النفس أكثر من طاقتها.
4- التصور أن الصحة دائمة والغنى مستمر واستبعاد حدوث نكبات أوتحولات في الحياة ( تصور خاطيء يتعارض مع سنن الله الكونية).
5- عدم فهم الايمان بالقضاء والقدر فهماً صحيحاً وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك.
6- تخلي المجتمع والأهل عن حل المشاكل في بداياتها وقبل ان يكون لها تداعيات خطيرة.
7- تجاهل وسائل الاعلام لهذه المشكلة وعند حدوثها يشار إلى أن من فعلها مختل عقلياً أو نحوه وهذا خطأ إذ لابد الاعتراف بالمشكلةوبحث اسبابها ثم مناقشة كيفية حلها.
7- عدم الاستفادة من المتخصصين في علم النفس والاجتماع لتحليل وحل المشكلات النفسية والاجتماعية.
8- عدم وجود جهات مركزية متخصصة لوأد كثير من المشاكل قبل إستفحالها( كما أشارت الكاتبة الفاضلة جعل الله قلمها مدافعاً عن الآسلام وأهله واصلح لها ذريتها).
وأخيراً أقول أن نسبة الآنتحار عندنا قليلة جداً ولكنها بداية مؤلمة وحلها في البدايه أسهل وأيسر.
أسأل الله أن أكون قد وفقت لما فيه الخير لي ولكم ولجميع المسلمين وأسأل الله العافية لكل من ابتلاه الله في دينه أو صحته أو أهله أو ماله من جميع المسلمين آخر دعوانا أن

شمـ قمر ـس بارك الله فيك وجزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.