السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أيام سافرنا إلى مدينة الرياض ,وكعادتنا أنا وزوجي حفظه الله ,لا نستغني عن الذهاب إلى (تسجيلات التقوى الإسلامية ) , للإطلاع على ماجد في ساحة الشريط الإسلامي …
فهذه التسجيلات المباركة قد تميزت عن غيرها بمميزات ٍ عظيمة..
• فهي من أوائل التسجيلات في بلادنا.
• تحرص على تميز إصداراتها فنياً ومضموناً .
• تتميز بانتقاء مميز للمحاضرات , والمشائخ و المحاضرين المميزين .
لذا فنحن نمر على هذه التسجيلات بفرعيها , القديم و الجديد ,وإن تكررت أشرطتها .
هكذا نحن كلما زرنا الرياض ,
في هذه المرة كان الوقت بعد صلاة المغرب , أوقف زوجي السيارة أمام تلك التسجيلات المباركة بعد عناء في إيجاد موقف مناسب لنا أمامها , لأني أريد أن أرى ما تعرضه من إعلانات ومعروضات لأشرطتها الجــديدة والمفيدة .
وبعد بضع دقائق من دخول زوجي للتسجيلات, خرج منها رجل قد وخط الشيب عارضيه قد تجاوز الأربعين من عمره ت وكانت يده تحمل كيسةً مليئة بأشرطة هي الدرر, لكنها (درر سمعيه ).
رفعت رأسي لأنظر لعله زوجي, فإذا بشاب في العشرين من عمره (يظهر على سيماه التفريط وضعف الاستقامة), قد جاء مسرعاً يمشي على الرصيف فكاد أن يصطدم بذلك الرجل الخارج من التسجيلات, فأبتسم له الرجل وهو ينظر إليه بكل مودة ورحمة وأشار إليه بيده أن أنتظر قليلاً….. ثم أدخل يده في ذلك الكيس وأهداه شريطاً وهو يبتسم ابتسامة أشرق منها وجهه ..ثم انصرف ….
كان الموقف معبراً جداً …ابتهجت نفسي له ، ودخلني من جراء ما رأيت ما الله به عليم من الفرح والسرور …
نظر الشاب إليه متعجباً والشريط بيده ، ثم ابتسم ابتسامة الهازئ غير المكترث ..
ولما انصرف الرجل الداعية راكبا سيارته ، واصل الشاب سيره بضع خطوات لم تتجاوز الثلاث وإذ بيده الخاطئة – هداه الله إلى الهدى و الرشاد – تلقي ما حملت من نور في سلة مهملات قريبة !!! قد امتلأت إلى رأسها بالكراتين الفارغة فحفظ الله ذلك الشريط من أن يقع في قاعها القذر ..
فانت***ي شعور من الأسى والحزن والألم فقد أذهب تصرفه هذا ما كان بي من سرور ودمعت عيني شفقة لحال ذلك الشاب الذي قد أزه الشيطان أزاً ..وحزناً على ذلك الشريط النوراني الذي يحوي النور والهداية ..
أمثل هذا يكون هذا مستقره ومكانه ؟؟..
فراودتني نفسي للنزول من السيارة وإنقاذ ذلك الشريط المسكين فرأيت أن انتظر زوجي ليكون هو الذي يقوم بعملية الإنقاذ ..
وأخذت أرقب المنظر ..شريط إسلامي في حاوية قاذورات ؟؟؟!!!
وفي تلك الأثناء إذ برجل – ليس من أهل هذه البلاد – يمشي في حال سبيله فعندما اقترب من سلة المهملات التفت التفاتة غير مقصودة نحو جهة اليسار فلفت نظره ذلك الشريط المسكين فالتقطه بسرعة وقام بتنظيفه وهو يبتسم ثم وضعه في جيبه وسار في حال سبيله …
كل هذا حدث في دقائق معدودة وأنا أنظر إليه و أنتظر خروج زوجي…
حينها عاد لي الفرح والسرور أشد مما كان، وعيني قد اغرورقتا بالدموع…
فيا سبحان الله… ربما يبارك الله في هذا الشريط فيهدي الله به خلقاً كثيرا..
ويا سبحان الله… الذي بارك في إخلاص ذلك الرجل الداعية..
و يا سبحان الله…هل علم ذلك الرجل ما مصير ذلك شريط ؟؟!
هل علم أين ذهب ؟؟!..وهل انتفع به من أعطاه ؟؟!..
أم أن ذلك الشاب لم يكن أهلا لمـــا أهدي من خير !..
فأراد الله العزيز الحكيم أن لا يسمع لهذا الخير إلا ..((لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)) ؟؟..
حينها تمنيت أني أنا من اشترى ذلك الشريط و أنا من أهداه..
الشريط الإسلامي… عظيم أثره وساحر ٌفعله..فهو صغير في حجمه , كبيرٌ في محتواه و قدره …
فنحن لم نتعب في جمع مادته
ولم نتعب في إلقائها
ولم نتعب في تسجيلها
ولم نتعب في إ***جها
ولم نتعب في شرائها
ولم نتعب في توزيعها
ولــن نتـعب في إهـدائها……
فهو هديه ……وهدى ……..وهداية …
جعلني الله وإياكم من الهداة المهتدين .
قال صلى الله عليه وسلم ((بلغوا عني ولو آية ))
وقال عليه السلام ((لا تحقرن من المعروف شيئاً))
وقال عليه السلام ((الدال على الخير كفاعله ))
وقال عليه السلام ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ))
وبعد هذا,,,
هل نجعل من أنفسنا دعاه ؟ بهذه الطريقة السهله والمضمونه بإذن الله .
وهل نعي الآن كما أنه يجب علينا ليتم إسلامنا أن نكون مصلين , كذلك ينبغي أن نكون داعين ؟.
فكلٌ يدعوا لما ينتمي إليه ..
والحمد لله رب العالمين .
منقول