أما بعد
إخواني في الله
أخواتي الحبيبات
هذا طفل في الخامسة من عمره
يرقد في أحد مستشفيات
فاقد الذاكرة والنطق
وذلك لأن قصته مبكية مفزعة
فقد دخل اليهود بلده
وقتلوا والده شيخا
فخرجت أمه هاربة مع طفلها
والتحقت بقافلة الهاربين
وفي الطريق جاءها المخاض
فكتموا أصواتها حتى ولدت
ثم ذهبت تمشي
وبعد ساعات سقطت المرأة
ميتة ولم يعلم أحد بموتها
إلاّ بعد أن سمعوا
صوت بكاء الطفلين
فدفنوا المرأة بسرعة
وأخذوا الطفلين
وفي الطريق مات المولود
وعند وصولهم المدينة
جعل هذا الطفل في المستشفى
وكنت أسمع هذه القصة
وأنا في السيارة
متجه إلى البيت
وقد ذرفت عيناي
على هذا الطفل
الذي رأى ما يشيب
له الرأس ويطير معه العقل
وعندما دخلت الدار
إذا ب***تي الحبيبة غادة
تقبلني وهي تقول :
ضعي هذه الريالات
في صندوق التبرعات
فحمدت الله أن من بيننا
أطفال يحملن هم الدين
فهي لم تتجاوز الخامسة
ومع ذلك تبذل في سبيل الله
فكيف بكثير من النساء اللائي
يمتلكن الذهب والمجوهرات
ولا يبذلن منها في نصرة الاسلام
والمسلمين .. بل يكنزنها من أجل
أن يتفاخرن بها في المجامع
ولا يعلمن أن الله توعد
من كنز الذهب والفضة
ولم يزك عنها بالوعيد الشديد
قال تعالى :
" والذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها في سبيل الله
فبشرهم بعذاب أليم يوم تحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون "
ألا يعلمن أن الرسول
صلى الله عليه وسلم قال :
" يا معشر النساء .. تصدقن .. فإني رأيتكن أكثر أهل النار "
رواه البخاري
وفقني الله وإياكم لطاعته