أولها : الرضا بحكم الله أي كان هذا الحكم دون ربطه بالحكومة أو السياسة أو الأفراد ، ومتى كان لبشر رأي في أحكام شرع الله ؟؟ قال تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ 00" (الأحزاب:36)
الخيرة : الاختيار أو الاعتراض والمناقشة ، لقد قضى الله فلا مجال للمناقشة ، قال تعالى : " وأطيعوا اللهَ وأطِيِعُوا الرسُولَ 000" فواجب الطاعة فوق كل أمر أخر 0
ثانيا :الطاعة دون نقاش ، وقد تجلى هذا واضحا في عهد الصحابة عندما أنزل الله قوله في سورة البقرة : " إن تبدو ما فِي أنْفُسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله000" شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم – تخيل أنك محاسب على خطرات النفس شيء لا تملك دفعه – حتى أنهم جثوا على ركبهم فزعا وخوفاً وشفقة من عذاب الله ، فأقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرادهم أن يمحى عنهم هذا الكرب الذي شق على أنفسهم ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : " قولوا سمعنا وأطعنا " أي انقادوا لأوامر ربكم دون نقاش 0 قال الشيخ المنجد : خرجوا في الحكم الشرعي كما دخلوا ، لكن خرجوا أكثر توحيدا 0
ثم نزلت البشارة لهم ، ولهذه الأمة جميعا إلى قيام الساعة ، قال تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون 0000 " خواتيم البقرة 0
ثالثا : الحذر من الهوى : والهوى هو المزاج ، والرغبة ، والشهوة ، وكل ما يوافق رغبة الإنسان وإن خالف الشرع ، وصاحب الهوى قد أعرض عن تحكيم الكتاب والسنة 0
الهوى : ميل النفس إلى الشيء ، وسمي هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى فعر جهنم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) ضعيف السند صحيح المعنى 0ولم يجعل الله للجنة طريقا غير مخالفة الهوى ، قال تعالى : " فأما من طغى 0 وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى 0 وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " 0
فالهوى في هذا الموضوع أن يصر المرء على رأيه بعد أن عرف الحق ، وتبين له بالدليل النقلي والعقلي ، لأن هذا الحق الواضح البين خالف هواه ، وعا** رغبته ، بل الأولى من كل مسلم سمع بالحق ، بأن يتبعه مهما شق عليه ذلك ، والحق أحق أن يتبع ، وإلا فإن هذه المعرفة ستكون حجة عليه يحاسب بها ويسأل عنها يوم القيامة ، ولا مناص من تعلم الحق مادام قد تيسر لنا سبل تعلمه قال تعالى : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " ولا حجة بالجهل في هذا الوقت فكل وسائل العلم والبحث متوفرة ، فإن لم يفعل فليسأل فإن شفاء العيي السؤال 0
أولا : صفات الحجاب الشرعي : أن يكون كثيفا لا شفافا رقيقا ، ألا يكون له خاصية الالتصاق ، أن يكون واسعا لا يبدي تقاطيع الحسم ، أن يكون من أعلى الرأس لا من الكتفين ، ألا يكون زينة في نفسه أي فيه موديلات مثل الفرنسية والسترتش وألا يحوي من الزينة الخارجية (كالألوان ، والترتر ، والقصب ، والتطريز ، والهدب 000 وغيرها من ضروب الزينة المبتدعة في الحجاب ) 0
ثانيا : من فرض الحجاب بهذه الصفة والصورة ؟؟
أن الله هو الذي فرض الحجاب من فوق سبع سماوات ، وقد دل على ذلك الكثير من أدلة القرآن والسنة 0تنوعت الأدلة في سورتي النور والأحزاب على فرضية الحجاب فرضا مؤبدا عاما لجميع نساء المؤمنين 0
1 – الدليل الأول : " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن 000" الأحزاب 53-55 وهذه الآية تعرف بأية الحجاب لأنها أول آية نزلت بشأن فرض الحجاب على أمهات المؤمنين ، ونساء المؤمنين ، وسبب نزولها (( أن عمر رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب )) رواه البخاري ولما نزلت حجب النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجال الأجانب ، وحجب المسلمون نساءهم كذلك ، بستر وجوههن وسائر البدن والزينة المكتسبة ، واستمر ذلك في عمل نساء المؤمنين ، وهذا إجماع عملي دال على عموم حكم الآية لجميع نساء المؤمنين ، ومما أفاد العموم وأبطل التخصيص قوله تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " الأحزاب 59 وبهذا ظهر عموم الحجاب على نساء المؤمنين على التأبيد 0
2 – الدليل الثاني : آية الحجاب الثانية الآمرة بإدناء الجلابيب على الوجوه : قال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين 000" الأحزاب 59 قال السيوطي رحمه الله : هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن 0 والأدلة على أن المراد من هذه الآية ستر الوجه وتغطيته :
1 – معنى الجلباب في الآية هو اللباس الواسع الذي يغطي جميع البدن تلبسه المرأة فوق ثيابها من أعلى رأسها مرخية له على وجهها وسائر جسدها ممتدا إلى ستر قدميها 0
2 – أن شمول الجلباب لستر الوجه،هو أول معنى مراد ؛ لأن الذي كان يبدو من بعض النساء في الجاهلية هو الوجه ، أمر الله نساء النبي صلى الله عليه وسلم بستره وتغطيته بإدناء الحجاب عليه 0
3 – أن ستر الجلباب للوجه وجميع البدن هو الذي فهمه نساء الصحابة ، عن أم سلمة رضي الله عنه قالت : (( لما نزلت هذه الآية : " يدنين عليهن من جلابيبهن " خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ، وعليهن أ**ية سود يلبسنها )) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( يرحم الله المهاجرات الأول لما أنزل الله : " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " شققن مروطهن فاختمرن بها )) رواه البخاري 0واختمرن أي غطين وجوههن 0
4 – قوله تعالى : " ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين " لأن ستره علامة على معرفة العفيفات فلا يؤذين ، فهذه الآية نص على ستر الوجه وتغطيته ، ولأن من تستر وجهها لا يطمع فيها طامع بالكشف عن باقي بدنها وعورتها فصار في كشف الحجاب عن الوجه تعريض لها بالأذى من السفهاء ومعلوم أن المرأة إذا كانت غاية في الستر والانضمام لم يقدم عليها من في قلبه مرض ، وكفت عنها الأعين الخائنة ، بخلاف المتبرجة الباذلة لوجهها فإنها مطموع فيها 0
3 – الدليل الثالث : قال تعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم 0000وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن 000" النور30-31 الأمر بغض البصر وربطه بحفظ الفرج لأن من غض بصره حفظ فرجه فغض البصر من أعظم أسباب السلامة والوقاية ، ولا يتم غض البصر إلا بالاحتجاب الكامل 0
الأدلة من السنة المطهرة :
1 – عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناها ))
2 – عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : (( كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ))
3 – حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك : (( وكان صفوان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت وجهي عنه بجلبابي )) متفق عليه 0
والأدلة في هذا الموضوع كثيرة ، فأكتفي بهذه للاختصار 0