تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سالومي اداة الإنتقام من

سالومي اداة الإنتقام من 2024.

  • بواسطة
سالـومي أداة الإنتـــقام
فكرت هيروديتا بو سيلة تنتقم بها من يحيى فأستقر رأيها على أن تستخدم إبنتها الفاتنة ( سالومي ) التي لا تقل عن أمها فتنة وإغراء وروحا شيطانية ، فوجهت إنظار إبنتها الى يحيى الشاب الجميل النقي الورع إبن الصحراء ، الذي أشتهر أمره وذاع صيته واحبه الناس ، ودفعتها لزيارته في السجن . ذهبت سالومي فقابلت يحيى ، فتعلق قلبها بشخصيته وجمال صورته ، ووقار مظهره وجلال روحه ، ثم تتابعت زياراتها له في السجن ليلا ونهارا ، محاولة إغراءه وأستمالة قلبه ، وأستنفدت كل الوسائل والحيل ليستحيب لحبها الماجن وغارمها المجنون ، ولكن يحيى جبل أشم من الأيمان ، وقلعة من الطهر ، فكان يبسم في وجهها بسمة عريضة يتجلى فيها وقاره وجلاله ، وهو يجيبها مرشدا الى طريق الله الطاهر المستقيم ، فيزداد غيظها وتتفاقم نقمتها عليه ، وبدأ حبها له ينقلب حقدا عليه ، ولما وصل حب سالومي ليحيى ألى هذه النقطقة الحرجة أدركت هيروديتا أن دورها في الإنتقام من يحيى قد حان ..

رأس يحيى على طبق من نحاس

إزدحم القصر الملكي بالضيوف المحتفلين بعيد ميلاد المك هيرودس الأصغر ، واقيمت الزينات واعدت الموائد بما لذ وطاب من افخر الخمور واعتقها ، وحشد لذلك عدد غفير من الراقصات والمغنيات . وجلست هيروديتا في ركن بعيد تراقب الحفل وعقلها الشيطاني ينسخ خيوط مؤامرة شيطانية ، ولما اسرف الجميع في الأكل والشراب ، ولعبت الخمر بالعقول ، وغاب وعي الملك في نشوة السرور فاجأت هيروديتا الحفل بأن دخلت ومعها أجمل فتيات الدنيا ( سالومي ) التي البستها أمها أبهى أسباب الزينة مما خف وشف ، فحبس الحاضرون أنفاسهم لهذه المفاجأة ، وافاق الملك هيرودس الأصغر من ذهوله ليجد نفسه مسحورا ومأخوذا بهذا الجمال الذي لم ير مثله قبل اليوم ، واحتواها بين ذراعيه وهو يراقصها على أنغام موسيقى الشياطن ، ورقصت معه سالومي بكل أحاسيسها وخلجات قلبها وكأنها ترقص رقصة الموت ، فقد أتفقت هي وأمها على أمر خطير . تعمدت سالومي أن تغري هيرودس بكؤوس الخمر بين الحين والحين حتى بلغ قمة السكر والشهوة معا وسالومي بين ذراعيه تراقصه ، فضمها الى صدره برغبة فجارة ، ولكن سالومي تمنعت في دلال ورشاقة زادت نار قلبه أشتعالا فأصر على رغبته الآثمة بوحشية جامحة وبهيمية مارقة فأخذ يدفهها الى مخدعه على مرأى من امها والحاضرين . وحانت اللحظة الحاسمة لتنفيذ المؤامرة ضد يحيــى ، فقالت سالومي للملك هيرودس : ليش لك حق فيما تريد الا بعد أن تدفع مهري يا مولاي . فقال لها : أطلبي ما شئت تجدينه الآن بين يديك . فقالت : أريد رأس يحيى . وجم الجميع ، وسادت فترة المن الصمت الرهيب قبل أن يأمر الملك أحد حراسه بالذهاب الى السجن وقتل يحيى وإحضار رأسه . ذهب الحارس شاهرا سيفه لتنفيذ أمر الملك ، ودخل غرفة السجين يحيى عليه السلام ، وبضربة واحدة خاطفة أنفصل الرأس عن الجسد ، ثم وضع الرأس في طبق من النحاس ، وحمله الى الملك الفاسق وعشيقته الحاقدة الفاجرة بعد أن أحكمت حيلتها ونفذت خطتها .
وضع الطبق أمام الملك وعشيقته ، تأملته سالومي مليا بحزن ظاهر ، فقد أحبته حبا يأباه يحيى عليه السلام لانه حب ليس كريما ، ولأنه سيد حصور لا تفتنه النساء ابدا ، ولم تتمالك سالومي نفسها فانحنت على الرأس تحاول أن تقبل شفتيه ، وكانت المفاجأة العظيمة ، فقد طار الرأس من الطبق الى حيث التقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك في معجزة الإسراء والمعراج .

تمت بالخير
تحيات الودود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.