تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مقالات في العبادات

مقالات في العبادات 2024.

  • بواسطة
بسمه تعالى
مقالات في العبادات

المقالة الأولى

التوجّه إلىالله

من الآداب العامة للانسان المؤمن في عباداته التوجه الحقيقي الى الله سبحانه وتعالى من خلال الاستحضار الدائم الى عز الربوبية واستحضار حالة الذلة والعبودية للمطلق سبحانه وتعالى .وهذا الامرليس باليسير وانما يحتاج الى ترويض وتوجيه قلبي وجسدي للوصول بالنفس الى حالة التكامل لتكون في مصاف الصادقين .وهذا التوجيه القلبي الحقيقي للسير بالنفس الى ذلّ العبودية يحتاج الى معرفة ايمانية واعية التي من خلالها يتمكن الانسان العابد ان يروض بها نفسه حتى تصل الى مدارج الكمال المعرفي بالله تعالى .
فالنقص والكمال الانساني يعتمد على هذا الوعي وعلى هذه الحركة التربويه الروحية باتجاه المطلق سبحانه .فكلما زاد الانسان من هذا التوجة الايماني وارتقى بنفسه نحو طريق الصادقين كان اكثر حضا في انفتاح رحمة الله عليه لانه سبحانه هو القائل (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا))
فمن سعى الى الله بخطوة العبودية وترويض النفس على ذلك سوف يصل الى حالة التكامل الروحي التي تؤهله ليكون مع الصادقين ويكون في موضع انفتاح الرحمة الالهية عليه حتى يكون انسانا ربانيا ينظر ويسمع ويتكلم في ضل الحماية الالهية كما في الحديث الصحيح المشهور.
فإذا سلم الانسان نفسه للمطلق سبحانه وهو صاحب النفس والجسد وشغل قلبه بحبه فحينئذ يكون القلب تحت تصرف صاحبه يكون بذلك البصره بصراً إلهياً والسمع سمعاً إلهياً واللسان لسانا الهيا فلا ينظر هذا الانسان الا الى الحق ولايسمع الا الحق ولاينطق الا بالحق وهذه هي ميزة المتقين ا
فالانسان المؤمن حينما يستحضر في نفسه حالة العبودية المطلقة للمطلق سبحانه وتعالى فهو بذلك يسعى للوصول الى حالة التكامل الانساني والارتقاء بالنفس لتكون في معية سيد الكائنات محمد (ص) واال بيته الكرام(ع) لانهم الاسوة والقدوة الحسنة في طريق الكمال الانساني.

المقالة الثانية
الهجرة الى الله
) قال تعالى : " { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } . ( النساء 100 )

الهجرة عبارة عن هجرة البدن " المنزل الصوري " من مكان الى مكان كزيارة الكعبة أو مشاهد الأولياء وغيرها من امثال الحركة المكانية ، والهجرة المعنوية هي الخروج من بيت النفس ومنزل الدنيا إلى الله ورسوله ،ويمكن ان تكون الهجرة المكانية ملازمة الى الهجرة المعنوية وتكون هجرة إلى الله اذا حصل هذا التلازم المادي والمعنوي في طاعة الله.
اما اذا تعلقت النفس بالدنيا وبرزت معالمها السلوكية واضحة كالانانية وحب النفس وغيرها من المفسدات الدنيوية واضحة في سلوكه واخلاقه فلا تتحقق الهجرة فيكون حاضرا بدنياه الفانية حتى وان تحرك جسده من مكان الى اخر ولاينطبق عليه مفهوم الهجرة الى الله . وهذا هو الفرق بين الهجرة الموضوعية والانتقالية
ليس الغريب غريب الاهل والوطن ان الغريب غريب اللحد والكفن
لاتنهرن غريبا حال غربته الدهر ينهره بالذل والمحن
سفري بعيد وزادي لن يبلغني وقوتي نحلت والموت يطلبني
.
المقالة الثالثة
مراتب الايمان
روي عن الامام الصادق عليه السلام " الإيمان درجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص البيّن نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه "
وروي عن الامام الباقر عليه السلام " إن المؤمنين على منازل ، منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاث ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على ستّ ومنهم على سبع ، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقوَ، وعلى صاحب الاثنتين ثلاثا لم يقو " وساق الحديث ثم قال : " وعلى هذه الدرجات " .)
الايمان درجات يرتقي بها الانسان نحو سلم التكامل لتحقيق حالة العبودية المطلقة لله تعالى في داخل النفس وانعكاسها السلوكي الخارجي. فالمقام الاول من الايمان هو حصول الايمان بالعلم وهذه الحالة اذا اصيبت بداء الكيرسوف لاتنسجم مع حالة الذلة لله تعالى وحالة التكبر نابعة من الجهل وليس للايمان سبيال في اختراق القلب المتكبرلان التكبر حينما يملا القلب سوف يحرم النفس من التلذذ بذل العبودية لله تعالى ولايجد في قلبه مجالا للمعرفة الالهية .اما اذا ملا القلب بالايمان وذل العبودية لله تعالى والتشرف بعزة الربوبية يكون الانسان قد تدرج بنفسه الى مدارج الكمال
فالعلم الايماني الذي يكشف للانسان هويته لانه المدخل الى معرفة الله.فسالك طريق المعرفة الالهية لابد له ان يعيش ذل العبودية لله تعالى ويصل إلى المقام الأول من الايمان حيث يسعى بكل جهد إنساني للفناء في حب الله ويصرف عمره في طاعته سبحانه. والسائر في هذا الطريق سوف لايسلم من محاولات الشيطان لافساد ايمانه بالعجب والمكائد الكثيرة التي تسعي لتحبيط عمله. والمقام الثاني هو حصو ل الايمان بالحقائق هو ادراك الايمان بالعقل والبرهان والسلوك العملي ليملا به القلب بذل العبودية لله تعالى ويفرغه من القيود والحجب التي تمنع الشعور بالعبودية المطلقة لله تعالى وهذه المرتبة من الايمان لايمكن ان تتحقق بدون الوعي الكامل لدور العقل والقلب في مقارعة الامراض الاخلاقية التي يسعى الشيطان ان يثبتها بالنفس ليمنعه من الجدّ في طلب المطلوب الحقيقي للوصول الى المقام الثاني .
اما المقام الثالث هو مقام الاطمئنان والطمأنينة وهو في الحقيقة المرتبة الكاملة من الإيمان التي تجعل الانسان المؤمن يرتقي الى اعلى درجات التقوى حيث قال تعالى مخاطبا خليله " أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي " وهذا الاطمئنان المطلق يؤدي بالانسان المؤمن الى الارتقاء الى المقام الرابع الذي يتجلى نور الله سبحانه في قلب المؤمن وفي كل جوانب حياته. فكلما زاد الانسان في علاقته بالمولى سبحانه وتجلت معاني الذلة والعبودية في قلبه وسلوكه لله تعالى ويتحرر من كل القيود الشيطانية التي تفسد عليه طريق العلاقة بالله تعالى كلما انكشفت عليه افاق رحمة الله فيتلمس من هذا النور المقدس قبسات هداية في هذا الطريق المظلم . حيث قال المولى في خطابه للمؤمنين ( يايها الذين امنو اتقو الله وكونوا مع الصادقين)) هؤلاء الصالادقين الذين انفتح عليهم المولى سبحانه وافاض عليهم من نوره فكانو سبييل هداية للبشرية وقدوة حسنة للسائرين الى الله.

المقال الرابع
الخشوع في العبادة
الخشوع هو عبارة عن حالة قلبية تحصل للقلب وهوالخضوع التام الممزوج بالحب أو الخوف وهو يحصل من إدراك عظمة المولى سبحانه وهيبته وسلطانه .لان قلوب العارفين مختلفة, فبعض منها عاشقة للجمال الالهي المتمثل في عظمته و جلاله سبحانه . وتارة حالة الوحشة والرهبة من المولى سبحانه التي تزلزل القلب وتحركه باتجاه الانس والسكينة والاطمئنان . فالخشوع يكون ممزوجا تارة بالحب وأخرى بالخوف والوحشة فعن امير المؤمنين (ع) في احد المقاطع من ادعيته :" سبحان من اتسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته ، واشتدت نقمته لأعدائه في سعة رحمته"
وحتى الارض تعيش حالة الخشوع والرهبة لصاحب الجلال والجمال وهي مسلّمة للعوامل الطبيعية وليس لها إرادة في إنبات النبات ، بل هي في تسليم محض ، قال تعالى : " ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " ( فصلت 39 ) وكذلك الجبل بالنسبة إلى نزول القرآن لانه من صنع المولى سبحانه ولا يمكنه المقاومة ، قال تعالى : " ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله " ( الحشر 21 ) .
فالقلوب تخشع للمولى سبحانه لادراكها بعظمته فتزيد حالة العلاقة والحب والأنس وتتبدل حالة الوحشة والاضطراب إلى حالة الأنس والسكينة وتحصل حالة الطمأنينة .وهذه الحالة التي يعيشها الانبياء والاولياء ..وهناك قلوب تخشع خوفا من المولى لعظمة سلطانه وشدة عذابه فيتحول الخوف الخشوع تتجلى معالمه في كل جوانب الحياة وقد حدد القران الصفة العامة للمؤمنين من خلال صلاتهم :{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } ( المؤمنون 1-2 )
فالمؤمن الذي لم تتوفر فيه سمات الخشوع في صلاته فهو خارج عن زمرة أهل الإيمان طبقا لما قاله تعالى.فالخشوع في الصلاة علىينقسم الى قسمين الأول : الخشوع القلبي وهو أن يكون المؤمن تمام همّته في الصلاة ومعرضا عما سواها بحيث لا يكون في قلبه سوى المحبوب سبحانه .
والثاني : الخشوع في الجوارح وهو يحصل بأن يغمض عينيه ولا يلتفت إلى الجوانب وبالجملة لا تصدر منه حركة سوى الحركات الصلاتية ، ولا يأتي بشي من المكروهات
فالصلاة التي لاتتوفر فيها معالم الخشوع الحقيقي التي تجعل القلب في حالة استحضار دائم تبعده عن كل فحشاء ومنكر فهي ليست بصلاة الخاشعين حتى ولو كان بظاهره مؤمنا—لان الايما ن بدون وعي وخشوع لم يكن ايمانا حقيقيا, قال تعالى { ألم يأن للذين آمنوا أن يخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فالإيمان الصوري أي الإيمان الذي لم يستحضره الخشوع اما الإيمان الحقيقي هو الايمان الواعي, ايمان اهل العلم والمعرفة الذي يلازمه الخشوع كما قال تعالى( إنما يخشى الله من عباده العلماء ). فالخشوع في الصلاة التي تمثل نور العلم والإيمان من أولها إلى آخرها تؤدي باالانسان ان يعيش حالة التقوى والاستقرار القلبي الذي يوصل الانسان الى حالة من الاطمئنان. فالصلاة التي توفر الخشوع القلبي هي الصلاة المقبولة والتي يقبل ما سواها من الاعمال والصلاة التي لاتوفر الخشوع ولم تربي الانسان على التقوى فهي اداء وليست قيام والله تعالى امرنا باقامة الصلاة التي توفر الخشوع القلبي واستحضار حالة العبودية المطلقة للمولى سبحانه..اذن فلابد من الجد والسعي واالابتعاد عن الرخوة والفتور والتسامح في اقامة الصلاة لان الصلاة هي عمود الدين فاذا قبلت قبل ماسواها من الاعمال لانها باب رئيسية لطريق طاعة الله تعالى ، وليس في العبادات ما يضاهي الصلاة لانها جمعت كل العبادات فهي جامع إلهي يتكفل بسعادة البشر. والذي يوفق في اقامة صلاة الخاشعين يحس بلذة المناجاة الحقيقية مع المولى سبحانه.ولذة المناجاة مع المولى سبحانه لاتقاس بلذة دنيوية عابرة
وااخشوع القلبي يوفر حالةالطمانينة في النفس واطمئنان الخاطر ، لأن العبادة إذا أتي بها الانسان في حال اضطراب القلب وتزلزله فالقلب لا ينفعل بمثل هذه العبادة ولا يحصل أثر من العبادة في ملكوت القلب ولا تصير حقيقة العبادة صورة باطنية للقلب ،ان تكرار العبادات وخصوصا الصلاة وتكثير الاذكار والمناجات والاوراد التي يتاثر بها القلب وينفعل حتى يملا القلب بحالة الخشوع والسكينة فقد روي عن الامام الصادق " فاجعل قلبك قبلة للسانك لا تحركه إلا بإشارة القلب وموافقة العقل ورضى الإيمان" و " القلب حرم الله فلا تجعلوا غير الله في حرمه"
فإذا انفتح لسان القلب بالنطق يكون القلب قبلة للّسان ولسائر الأعضاء واذا لم ينطق لسان القلب بالخشوع فليسعى الانسان بعملية ترويضه وتعليمه النطق ويلقي عليه الذكرالدائم لله تعالى وزيادة التعلق بالمولى سبحانه ورسوله وائمة الهدى والدين الشريف والقران وجميع المسائل العبادية. اما اذا حصل للانسان الخشوع اللساني والتلقين القلبي الظاهري الذي لايجد في النفس والحواس القلبيةاي اثر تربوي فسرعان ما يزول بزوال المؤثر وتبقى النفس حائرة غير مطمئنة لان الذكر كان بلسان الجسد ولم يكن بلسان القلب ولو سئلت هذه التفس بعد الموت لم يكن عندها جواب لان القلب كان فارغا من الارتباط الحقيقي بالله تعالى الذي يبعث على الخشوع والاطمئنام ((الا بذكر الله تطمئن القلوب))
فالرواية الشريفة التي ينقلها الرواة في مسالة تقرب العبد الا الله بالنوافل حتى تتجلى الالطاف الالهية في وجدانه وسلوكه اي حينما يكون السمع والبصر وسائر الاعضاء في طاعة الله "" كنت سمعه وبصره "" فيكون بصره وسمعه وسائر أعضائه المادية و الروحانية في حالة امتزاج كامل بنور المولى سبحانه . .ففي الرواية الشريفة" من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه "

المقالة الخامسة
دور العبادة في مواجهة الشيطان

من المهمات العامة للعبادات هي المحافظة على النفس من غزوات الشيطان وتصرفاته لان الشيطان له دور خبيث في افساد العبادات من خلال عوامل كثيرة منها الرياء والعجب , والرضا بالاعمال الذاتية حتى وان كانت مخالفة لامر الله من خلال ايجاد التبريرات الشيطانية الى النفس
حتى يؤطر هذه الاعمال بشرعية نفسه. لذا فاءن الخشوع القلبي في العبادات وتذطر البوم الموعود الذي لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم والقلب السليم هو القلب المملؤ بطاعة الله وحبه وهو القلب اللمتلئ بالمعارف الالهية التي لاتدع فسحة للشيطان من النفوذ اليه .وهذا ماركز عليه القران وتذكيره الانسان المؤمن ان يركز على الخشوع والمحافظة على الصلاة التي تؤثر في النفس من اجل ابعاد الاثار السلبية الناجمة من تصرفات الشيطان.
فالمؤمن العارف في الله صاحب القلب الخاشع الذي يغذي قلبه وروحه يهذه المعارف سوف يستمد من الفضائل والمناسك الإلهية التي تعينه على مواجهة الحييل والتبربرات الشيطانية التي تفسد العبادة.كذلك الاخلاص في العبادة يعتبر عاملا مهما فب امواجهة مع الشيطان .ويعتبر الاخلاص لله في العبادة من العوامل الاساسية في العبادة المخلصة التي تغذي الانسان روحيا , فتبعده عن خط الشيطان وتتحول عبادتة الى عبادة الهية مخلصة . اما الانسان صاحب القلب المريض المملؤ بطغيان حب الذات والامراض الاخلاقية التي تفسد العبادة باعتبارها امرا ض شيطانية لاينبغي للانسان المؤمن ان يعيش في اجوائها بل عليه ان يضع حب النفس التي هي ام المفاسد ة تحت قدميه وأن يواظب بكمال المواظبة والدقة عن مراقبة عيوب سيره وسلوكه وان لا يغفل دائما في الاستعاذة بالله تعالى من اعمال الشيطان, ولولا توفيق المولى سيحانه سوف نكون من الهالكين بفعل الغواية الشيطانية التي تفسد العبادات

المقالة السادسة
البهجة في العبادة
من الآداب العامة للعبادات هو الاتيان بها في حالة انبساط وبهجة في القلب وفرح وانبساط في الخاطره ولاياتي بها في حالة **ل وأدبار للنفس, لأنه إذا ُحمِلت على النفس العبادة في حين ال**ل والتعب ، يمكن أن تترتب عليه الآثار السيئة كالضجر ونفرة النفس من العبادة بدل الاستئناس بها لان الحكمة من العبادة هو خلق حالة البهجة والسرور وصيرورة باطن النفس الى صورة العبودية. اما اذا حصلت النفرة والضجر من العبادة لاسامح الله قد يودي الى حالة الانحراف والابتعاد الكامل عن خط العبادة . لذا فان الرواية الشريفة توكد على مراعاة النفس في مجال العبادة حتى لايحصل الضجر والنفرة وقد يصرف الانسان نفسه كليا عن العبادة لاسمح الله.
" وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا عليّ انّ هذا الدين متين فأوغل برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك " وعنه عليه السلام : إذا نشطت القلوب فأودعوها وإذا نفرت فودّعوها .
وهذا دستور جامع منه عليه السلام بأن أودعوا في القلوب في وقت نشاطها وأما في وقت نفارها فخلّوها تستريح ، فلا بد في **ب المعارف والعلوم أيضاً من رعاية هذا الأدب وألا يحمل على القلوب اكتسابها مع الكراهة والنفور فقد روي عن المام الصادق (ع)انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرّغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر " .
فالانسان الذي لاتتوفر في نفسه البهجة في عبادته لابد له ان براجع نفسه وطريقة عبادته لانه لابد من التفاعل الداخلي مع العبادة وتطهير القلب من ادران الشيطان والسعي الدائم لترويض النفس بالعبادة الصحيحة حتى تنصاع النفوس الى الخط الصحيح والشعور في حالة البهجةوالسرور الذي يبعث على الاطمئنان وعدم الانشغالى بامور الدنيا الفانية من اجل حطام الدنيا وانما الانشغال بالدنيا لامر الاخرة حتى تتحول جميع امورنا الدنيوية الى عبادة مخلصة لله تعالى . فقد روي عن رسول الله (ص) في وصية له لابي ذر " ياا باذر ان استطعت ان تاكل وتشرب في سبيل الله فافعل "
إن من أسرار العبادات والرياضة الروحية أن تكون إرادة النفس حاكمة على البدن وتكون دولة النفس مسيطرة في كل على جوانب حياته لكي تمنعه من العصيان والتمرد والأنانية فالبهجة في العبادة هي لذة الفناء في طاعة الله وتقوية إرادة النفس والابتعاد عن مسالك الشيطان وتساق جنود النفس من الإيمان إلى التسليم ومن التسليم إلى الرضا ومن الرضا إلى الفناء في طاعة المولى سيحانه فتحصل البهجة والسرور في العبادة .ان الأنس والبهجة والسرور في العبادة يبعد الانسان عن ال**ل والضجر لان صفة الضجر وال**ل هي من صفات اهل الكفر والنفاق { ولا يأتون الصلاة إلا وهم **الى ، ولا ينفقون إلا وهم كارهون} ( التوبة 45 .)
فقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة "
[FONT=times new roman][SIZE=3][SIZE=3][COLOR=darkblue][FONT=times new roman]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.